الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 10th July,2006 العدد : 161

الأثنين 14 ,جمادى الثانية 1427

وإذا القصيدة وئدت
شعراء قصيدة النثر مرحلة بناء بلا أساتذة
* الثقافية -عبد الحفيظ الشمري:
قصيدة النثر في تجربتنا الإبداعية نبتة لم تكتب لها الحياة، فرغم كونها مخلوقاً متمرداً إلا أنها ظلت تعاني من قصور في وظائفها، ومن ضمور في بنائها من حيث المضمون، ناهيك عن أن الشكل ظل ولا يزال حتى الآن إشكالية لا حل لها في الراهن المعرفي المنظور.
قصيدة النثر ورغم انطلاق مشروعها الإبداعي قبل نحو قرن، ورغم تسجيل حضورها القوي في جماعة شعر، على أيدي شعراء كبار في العالم العربي من أمثال أدونيس ومحمد الماغوط، وأنسي الحاج ويوسف الخال وآخرين، إلا أنها رغم هذا التميز لم تستطع تأسيس منهج جماهيري، لعلها تخرج من نخبويتها التي حيكت لها بعناية، إلا أنها لم تثمر بسط نفوذها الإبداعي على الجماهير إذ ظلت عقوداً كأنها في مراحل التجريب الذي لا ينضج الفكرة، أو يقدمها للقارئ والمتلقي على أنها عمل متكامل؛ لتحدث لدى القارئ وقفة قد لا يستسيغ معها هذا العمل الذي ينحو منحى المحاولات فحسب.
فتجربتنا - كما أشرنا - لم تخرج عن هذا السياق لفاعلية قصيدة النثر، إنما أضحت بهيئة صدى لواقع القصيدة الحديثة في العالم العربي، وهذا الصدى لا يمكن له إلا أن يردد المقولة مع شيء من الإبهام، والإيهام.
قصيدة النثر وئدت على يدي أهلها وليس على أيدي الخصوم والمناوئين، فحينما ترى شاعراً كبيراً - سناً - مثل محمد العلي يقف على سور القصيدة.. ليعد مراراً المريدين والأتباع بأن قصيدته ستسقط قريباً، وسيتلقفها الشعراء والنقاد والقراء بكفوف الراحة، إلا أن (بيضة الديك) الموعودة لم تحضر، وبات المرجفون في خواء القصيدة يؤكدون غيابها الأبدي، حتى أن هناك من قال: إن الشاعر محمد العلي لم يكن يوماً من الأيام ديكاً على أسوار القصيدة إنما كان طاووساً على رؤوس الجبال، لكنه يقول القصيدة، ويعد بفتح جديد، لكنه وعد لا يثق به كتاب قصيدة النثر رغم تصنعهم الوقار أمام قامته النثرية.
تشذ عن قاعدة اليأس إضمامة من شعراء المرحلة الجديدة مثل علي العمري، محمد الحرز، أحمد كتوعة وآخرين.. هؤلاء الذين يحاولون الخروج من ثقوب عباءة العلي ليصنعوا لقصيدة النثر مجداً جديداً، كم نحن بحاجة إليه؛ لتكتمل فرحتنا بإبداع شبابنا المدرك تماماً فاعلية النص في حياة الأمة.. بل هم خير من يعلم بأن قصيدة النثر تعيش حتى الآن بلا أساتذة؛ فلعلهم يصبحون هم روادها.
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
تشكيل
مداخلات
الثالثة
مراجعات
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved