الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 10th July,2006 العدد : 161

الأثنين 14 ,جمادى الثانية 1427

وميض
إصلاح أحوال التشكيليين
عبد الرحمن السليمان

أصبح للفنانين التشكيليين السعوديين جمعية بعد أكثر من أربعين عاماً من نشاط أشرفت عليه الرئاسة العامة لرعاية الشباب منذ أواسط السبعينيات الميلادية وأسهمت فيه، إضافة إلى جهاتٍ أخرى رسمية وخاصة، وجمعيتنا الوليدة وان اعتبرنا ظهورها متأخراً إلا أن وجودها قد يُسهم في حل بعض الإشكالات التي كانت الساحة التشكيلية تعانيها لعل أبرزها الازدواجية بين جهتين قامت كل منهما بدور، فوجودها يعني جهة واحدة مسؤولة عن الحركة التشكيلية المحلية في إطارها الرسمي الذي أتمنى أن يتجاوز الكثير من المعوقات التي صاحبت الفترة السابقة. الإعلان عن الجمعية واكبه توضيح بالدور الذي ستضطلع به فهي (ستصبح بعد تكوين أعضائها ومجالسها المسؤول المباشر عن تنظيم ورعاية الحركة التشكيلية بالمملكة بدعم ومؤازرة من وزارة الثقافة والإعلام) وهي في إطارها التأسيسي تتخذ من عملية الترشيح أو الانتخاب آلية تشكيل قياداتها وأعضائها ومجالسها وبالتالي فإن هناك عملية جديدة على الساحة لم تكن مسبوقة، والمسؤولية التي سيتحملها البعض وفق ما جاء في اللوائح التنظيمية للجمعية ستكون مثقلة بالأعباء. والساحة المحلية عرفت العديد من الأسماء التشكيلية التي تقلدت مناصب وقامت بأدوار مختلفة بين مجالات الحركة إلا أن بعض الأنظمة لم تساعد على تفعيل الكثير من الطموحات فعلى سبيل المثال لم تزل المعارض ولوقتٍ قريب مختلفة حد التباين ولم يكن هناك نشاط منتظم بمستواه ولم يكن هناك وضوح في التصنيف الذي يكفل ضبط العملية بما يحقق تصاعد أو تنامي المستويات ولم يكن هناك ما يجمع أو يلم شمل الفنانين فكل يركض لنفسه ولمن حوله ممن يسايرونه، حتى عندما صدرت مجلة مختصة كان الصادر منها عدداً واحداً في غرة العام 1418 وتم بعيداً عن أعين الجميع. الإشكالات التي مرت على الساحة خلال الفترة السابقة كثيرة ولأننا سنفكر في المستقبل فلابد من التذكير بالماضي وبسلبياته وهو ما يجب أن يؤخذ في الاعتبار والاختيار بطريق الترشيح قد تكون الأسلم إلا أن وكالة الوزارة للشؤون الثقافية لابد أن تكون قريبة من الجمعية وتضعها في إطار العمل المهني الواضح الذي يمكن المحاسبة عليه، فاختيار مجلس الإدارة ثم مجالس المراكز يعني أن هناك فترة محددة يمكن العمل خلالها على تحقيق الأهداف، قد لا يكون هناك ما يغري للدخول إلى عالم مجالس الإدارات وقد نخسر مع ذلك بعض الكفاءات الأكثر حياداً، لعل بعض التجارب البسيطة قد تكون مؤشرا لشكلٍ أعم، فبعض الترشيحات الأولى قد تصطدم بمعوقات غير محسوبة ما يترك الجمعية لمن يبحث عن المنصب، بالتأكيد أن البرامج التي يمكن وضعها من قِبل المترشحين لقيادة المراكز قد تكون كبيرة لكن القدرة على تنفيذها هو الأهم. الساحة التشكيلية في المملكة لا تخلو من متنافسين ولا من حساسية زائدة لعل بعضها يتمثل في التباعد بين الأشخاص أنفسهم فمثلاً الرياض لا تخلو من ذلك. هنا - مثلاً - جماعة ألوان ومجموعة الرياض، هناك جماعة المدينة المنورة، وهناك فنانون متباعدون عنها، في المنطقة الشرقية أمثلة أخرى نجد فيها تباعداً بين الفنانين وأحياناً تجاهلاً. كيف نرى الساحة التشكيلية في جدة الآن؟ وكيف هم الفنانون فيها على - الأقل - إعلامياً، ماذا قالت وتقول الصحافة ويقوله الفنانون التشكيليون من خلال الصحافة، كيف نرى بعض المؤسسات التشكيلية وموقفها أو موقف الفنانين من بعضها، وبالتالي هل نستطيع أو سنزعم الحياد التام عندما نبدأ مشروعنا التشكيلي الجديد؟ أرى أنها إشكالات مهمة وكبيرة قد تعترض الطموح إذا كنا نرغب في عمل جماعي يسير بالساحة التشكيلية إلى تحقيق الأهداف الكبيرة ولنصل إلى العالم بمستوانا الذي تفرق في المناسبات العربية والدولية، من المهم أن نرتفع من الآن عن كثيرٍ من الصغائر التي أخشى أن تُذوّب الطموحات وتُواري الفعل الجاد إلى عودة يتقاسم فيها الانصاف والأرباع ومحبو الإعلام الدور.


aalsoliman@hotmail.com

الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
تشكيل
مداخلات
الثالثة
مراجعات
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved