الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 10th July,2006 العدد : 161

الأثنين 14 ,جمادى الثانية 1427

العامية تغزو النصوص الأدبية
العربية تحتضر أين أربابها؟
* الثقافية - منى العصيمي:
لم تكن اللغة بأسوأ أحوالها، كما هي اليوم فهي قاب قوسين من موت لا يحجبها عنه سوى القرآن الكريم، فحين تنبأ لها حافظ إبراهيم بهذا المصير في رائعته( اللغة العربية تنعى نفسها) لم يدر بخلده أن ما تعانيه حينذاك هو غيض من فيض ويسير من نزر، وقشة في بحر مما هو الآن مشاهد في زمننا الحالي حيث اندحرت نصوص ذات لغة راقية لتبرز أخرى هشة سقيمة اللفظ والمعنى معابة نحويا،ً يشهد على ذلك ما تحمله عناوين الصحف، وما هو طي صفحات الشعر والقصص والروايات من أخطاء غير مبررة، بل لم يخطر له على بال أنه سيأتي من أربابها من سيغالي في التصفيق وذكر المحاسن بالتفصيل لروايات ونصوص قد نحرت العربية على أعتاب كلماتها العامية والمطعمة بعبارات ولغات أجنبية، يقيني أن حافظ حينها لن يكتفي بنعي العربية لنفسها بل سينعى نفسه كمدا أيضاً.
التنبؤ بموت اللغة ليس حديث عهد لكن الجديد أنها أضحت في الرمق الأخير والدليل تلك المبادرات الترحيبية ممن يعدون ضمن فلول حماها لهذا الإسفاف وهذا القتل المتعمد والهدم المستشري في كثير من النصوص، وهم يتذرعون فيما جنته أفكارهم من تواطؤ على اللغة العربية بالثقافة الاجتماعية السائدة وبصوت المتلقي الذي بات يحرك رادارات أذهانهم وفق ذائقته هو ليصفقوا طويلاً لما وقعت عليه حمى الشراء، ويتبعون ذلك بتحليلات ونصوص أخرى تبجل تلك البضاعة المزجاة ضاربين بعرض اللامبالاة أنهم بفعلتهم تلك كمن يلقن العربية شهادة الوفاة، فإن كان هذا حال بعض بنيها ممن أغدقت عليه صنوف نعمائها، فأين البعض ممن هم بها بارين.؟ لماذا الصمت؟ هل هو نوع من طقوس الحزن لحين إعلان المأتم؟ أو لم يعلن بعد؟ أتكون دواعي صمتهم أن يسدلوا الستار على أمثولة خالف تعرف فيشبعون من خالف بالصمت فلا تطيب نفسه بأنه حين خالف بإقامة النصب على قبر العربية بات ضمن المعروفين المشهود لهم بامتلاك شيء من ناصية الذاكرة ألا يحتسبون أضعف الإيمان بمنع بني صنعتهم من التبجيل والمجاملة على الأقل؟
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
تشكيل
مداخلات
الثالثة
مراجعات
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved