الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 10th July,2006 العدد : 161

الأثنين 14 ,جمادى الثانية 1427

أهداف سويف تكشف لـ«المجلة الثقافية »:
كتّاب عرب شوهوا (صورة العرب) في الغرب
* القاهرة - محمد الصادق:
أكدت الأديبة أهداف سويف التي تعد من أبرز الكاتبات العربيات اللاتي يكتبن باللغة الإنجليزية مباشرة والأقرب في التعامل مع دور النشر الإنجليزية لإقامتها الدائمة في لندن على الصورة القاتمة للأدب العربي المترجم هناك وعدم تعبيره عن حقيقة وجوهر عالمنا العربي كذلك كشفت مدى التشويه الذي لحق بصورة العربي كما يتناولها الأدب الأجنبي.
وقالت سويف ل(الثقافية) على هامش محاضرة ألقتها بالجامعة الأمريكية بالقاهرة مؤخراً أن بعض المفكرين العرب المرتبطين بالغرب بشكلٍ عام وبواشنطن بشكلٍ خاص دأبوا على انتقاد الأوضاع العربية بصورة مبالغ فيها وهو ما جعلهم يحوزون على جوائز الغرب واهتمامه الإعلامي.
ورداً على سؤال الثقافية حول إمكانية تحديد هؤلاء الكتاب قالت هؤلاء الكتاب هم الذين يبالغون في تصوير السلبيات مثل جرائم الشرف والختان وغيرها واعتبارها أمراً مقبولاً حتى يستحوذوا على اهتمام الغرب وهو ما يؤثر في صورة العرب بالسلب وهناك كاتبة شهيرة في هذا المجال تزعمت قضية الختان واهتم بها الغرب كثيراً وحول محاضرتها التي دارت عن صورة العربي في الروايات الغربية قالت إن العرب في الروايات الغربية غالباً ما يظهرون كحثالة ورعاع، مشيرة إلى أنه في أغلب الأحيان، فإن الكتّاب الغربيين لا يهتمون برسم معالم كاملة للشخصية، بل يكتفون باستعراض جوانب منها فقط غالباً ما تكون سلبية- على الرغم من أن خلق شخصية متكاملة هو ما يجعل القارئ ينجذب لقراءة الرواية.
ولاحظت أهداف سويف أن غالبية الأعمال الروائية التي تتعرض للعرب والمسلمين تتناولهم في بيئة شديدة السوء، ومليئة بالفقر والجهل والقذارة، كما أن العديد من الأعمال تهتم بتناول العداء الذي يكنه العرب لليهود وللسامية كما تحاول نسبة كبيرة من الأعمال أن تجسد الخلاف الفلسطيني في صورة خلاف ديني بين اليهودية والإسلام، مشيرة إلى أن الأعمال الحديثة أصبحت لا تفرق بين العرب على أساس مسيحي أو مسلم، إسلامي أو علماني، بل تضع المجتمع العربي والإسلامي في سلة واحدة.
وتناولت أهداف عدداً من الروايات لكي توضح صورة العرب والمسلمين في الروايات الغربية، ومن بينها رواية البحث عن سناء للروائي ريتشارد زيملا، ويبحث الكاتب في هذه الرواية عن حقيقة سناء الفتاة التي جاءته تطلب توقيعه على أحد كتبه ثم انتحرت بعد ذلك، ويتساءل لماذا كانت سناء روحاً مضطربة؟
ويبحث عن أسباب ذلك ليكتشف من جيران سناء، أن أباها كان يضربها، وذكر زيملا أن أبا سناء محمود كان ذا أصول فلسطينية، غير أنه كان يعيش في مصر، وانتقل للعيش في حيفا عندما بدأ يستشعر وجود مصادمات بين الفلسطينيين واليهود في تلك الفترة، وهو ما تعتبره سويف إشارة إلى أن المقاومة في فلسطين واردة من الخارج وليست أصيلة، ويتناول زيملا أيضاً أخ سناء محمود وهو معوق، كان يقوم بأخذ كلاب المستوطنين المقيمين في الجوار اليهودي للنزهة، مقابل مال، ولذلك رأته حماس مرشحاً مثالياً للقيام بعملية انتحارية داخل إسرائيل، وإذا بالسلطات الإسرائيلية تلقي القبض عليه وتضعه في السجن.
وترى أهداف أن الكاتب يهدف من خلال ذلك إلى نقل رسالة بأن الفلسطينيين يحاولون قتل اليهود الذين يمدونهم بالوظائف والمال، ولاسيما عندما ينهي روايته بالتحاق سناء بالقاعدة، ويبرز التناقض بين الموقف الفلسطيني المتطرف واليهودي المتسامح من خلال سؤال يورده على لسان أم فتاة إسرائيلية تضامنت مع سناء كيف ستشعر إذا كنت السبب في سرقة أرض أحدهم؟ وهو ما يوضح التناقض بين تصريحات غالبية اليهود الموجودين في الرواية والتي تتسم بقدر كبير من الليبرالية والتعاطف مع الفلسطينيين وتصرفات الإسرائيليين التي تتميز بقدر كبير من العنف والقسوة.
تتوقف أهداف سويف عند رواية أندي ديلتر أبواب المسجد التي تتعرض لفتاة فلسطينية تدعى هنادي تعمل خادمة ويُقتل أخوها وابن عمها بواسطة الإسرائيليين وهو ما يجعلها غير قادرة على اتخاذ قرار بأن تصبح استشهادية مثل وفاء إدريس لأنه لا ولي أمر لها، ومن ثم تقرر أن تأخذ إذن أي رجل لكي تقوم بالعملية الفدائية، وتأخذ إذن أحد أعضاء المقاومة الفلسطينية لأنها يجب أن تأخذ إذن رجل قبل القيام بأي شيء.
وتلاحظ أهداف أن الكاتب كتب كلمة ولي أمري على أنها بلا عمر، وترجح أهداف أن يكون الكاتب قد سمع الكلمة مرة ونقلها بطريقة خاطئة لأحد ممن يعرف اللغة العربية والذي كتبها له بصورة خاطئة أيضاً، وهو ما تعتبره أهداف دليلاً على عدم معرفة من يكتبون عن العرب بالصورة الحقيقية لمن يكتبون عنهم، وتهتف هنادي الموت لليهود في إحدى جزئيات الرواية، بينما يقحم الكاتب سلمان رشدي في الرواية بقوله إنه ذهب إلى غزة وأن المسلحين حاولوا أن يقتلوه وهم يهتفون الموت للمرتد والكافر.
وتنتقل أهداف سويف لتناول رواية للقاص روبرت ستون وتؤكد أن ستون تناول شخصيات روايته بشكل سطحي كما هو معتاد، إلا أنه تناول شخصية بشكل تفصيلي إلى حد ما وهي للطبيب الفلسطيني راشد وهو شيوعي يحاول أن يتصدى لبعض أشكال الجهل الموجود في المجتمع، فيرفض أن يحاول البعض إخراج الجن من أصابع قدم الفلسطينيين من خلال قراءة القرآن، ويسأل من يحاوره ويدعي بإمكانية ذلك ماذا لو لم يكن الجن مسلماً غير أن راشد يتورط في تهريب الأسلحة وهو ما يوقعه في فخ إسرائيلي يسقط فيه قتيلاً.
وتشير أهداف إلى أن أهمية صورة العرب في تلك الروايات في أنها تكون صورتهم لدى الرأي العام الغربي، مؤكدة أن المواقف السياسية أصبحت اليوم مرتبطة بالصورة الذهنية بشكلٍ كبيرٍ وهو ما يعني أن تلك الأعمال غالباً ما تؤثر في المواقف السياسية المختلفة بشكلٍ أو بآخر.
ورداً على سؤال حول ما إذا كان العرب مقصرين في تسويق أنفسهم في الغرب في مواجهة مثل تلك الروايات، أكدت أهداف سويف أنه ليس المطلوب من العرب أن يحسنوا صورتهم في الغرب ولكن المطلوب أن يقوم كل فرد بما يتقن القيام به وبأفضل صورة وهو ما سيسهم تلقائياً في تحسين الصورة العامة للعرب.
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
تشكيل
مداخلات
الثالثة
مراجعات
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved