Culture Magazine Monday  10/09/2007 G Issue 215
عدد خاص
الأثنين 28 ,شعبان 1428   العدد  215
 

درس الغضب..!
د.إبراهيم عبدالرحمن التركي

 

 

** في زمن خلا

ربما كان زمن الشباب.. أو زمن الرفض.. أو هما معاً، كنا نتبادل قصيدةً في ديوانه (أعاصيرُ في السلاسل)،

لم تكن مفسوحة حينها، وكان الرقيبُ يخيفنا، ونكاد نقتنع - حينها - أن (الآذان) ليست للبشر وحدهم..

نقرأُ، ونحفظ، ونستعيد، ونطربُ للغة وللصورة وللموقف وللحكاية..!

** لم نُحاكم النصّ بمقياس زمننا الذي تبدل؛ فنحن من الملايين الثمانية، ولم ننحدرْ من أصول (أرستقراطية)، ولكننا نلبسُ وننتعل ونشربُ ونأكل، ونتعلمُ ونكافأُ، ويمتلك أهلنا منزلاً وسيارة، ولديهم بعض فائضٍ يصرفونه على الإضافات والاستضافات والسفر.. غير أن إعجابنا بالشعر (الثائر) ألغى منافذ التفكير، فظللنا نردّد ونمجّد، ونسأل عن آخر إبداعات سليمان العيسى..!

** ويمرُّ الزمن غير وئيد، ثم نفتش عن (القصيدة) فلا نجدُها في مجموعاته، ويتاح لنا أن نلتقيه ونقبِّل جبينه، ونسأله عن (نصَّه/ نصَّنا) فإذا هو (الكبير) يتلو الدرس الأهم؛ فليس الخلل في الخطأ بل في الإصرار عليه، ثم حكى:

* .. كنتُ أمرّ في أحد شوارع دمشق وأرى مجاميع الناس تنتظر بشكل لافت، وإذ سألت أُجِبتُ: إنهم مواطنون سوريون لديهم تأشيرات عمل في البلد ذاته؛ وأدركت كم تَظلمُ الشعارات،وتُظلم المشاعر، وقررتُ نفي القصيدة إلى الثّرى..!

** كان درساً مهماً لنا أيضاً، فللغضب ملامحُ تحجب الحقيقة، ولثقافة القطيع دورٌ في تشويه الجمال مثل تجميل المشوَّه، وزاد في تقديرنا هذا الكبير أنه لم يتغيَّر لغُنْمٍ أصابه؛ فقد ظلّ النقيَّ المبدئيً، وامتد إكبارنا له شخصاً، وإعجابنا به إبداعاً وإمتاعاً..

** لم يقف شاعرنا هنا بل أهدى (الجزيرة العربية) ديوان شعر ونثر كاملاً ينتظر صدوره قريباً، وفيه نصٌ كتبه حين سمع حكايتنا (من كنا نقرؤُه ولم نزل بعد صبية):

أنا في عُنيزة والقصيمِ

أنا في خِيام بني تميمِ

في دار عبلة، في الطلولِ

الهامداتِ وفي الرسومِ

في الرملِ، حيثُ انداح مِنْ

أقصى التخومِ إلى التخومِ

أنا شهقة الصحراء، حُمرُ

هُمومها أبداً هُمومي

* الشاعر لا يتكرر.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة