Culture Magazine Monday  10/09/2007 G Issue 215
عدد خاص
الأثنين 28 ,شعبان 1428   العدد  215
 
مختارات من قصائد العيسى.. «من كتابه: أنا وجزيرتنا العربية»
على صَهَوات الموج

 

 

إلى الملاّح العربي العظيم ابن ماجد.. في وقفةٍ عند مراسيه الخالدة

على صَهَواتِ الموج كنتَ تُخيِّمُ

وتُسرِجُ عنقاءَ المُحيطِ وتُلْجِمُ

على صَهَوات الموجِ والريحُ خِرْقَةٌ

بكفَّيْكَ.. ما شاءَ الشراعُ تُدوِّمُ

تُزمجِرُ في قلبِ العُبابِ فينتشي

بفارسهِ قلبُ العُبابِ ويَنْعمُ

وتُجدبُ من حولي الضِّفافُ وحيثُما

رسَوْتَ بمجدافَيْكَ كانت تُبرعِمُ

شراعٌ على مَدِّ الرُّؤَى وقصيدةٌ

تلوِّنُ ما شاءَ الهوى وتنمنِمُ

شِراعٌ وملاَّحٌ.. وتنتعلُ المَدَى

تَخُطُّ على زُرقِ الفِجاجِ وتَرْسُمُ

إلى أيْنَ؟ يا شوقاً إلى كلِّ غامضٍ

ويا ظمأً لِلمُشتَهى ليس يُهْزَمُ

على الزَّبدِ المجنونِ ظِلُّك هائمٌ

يروِّضُ لُجاً بعد لُجٍ ويَقْحَمُ

وتُنشِدُ أشعارَ الشموسِ مُفاخِراً

وأنتَ بقايا أُمة تتحطَّمُ

تُذيعُ على الدنيا بقِيَّةَ ومضها

فتلتقِطُ الضوءَ البحارُ وتُلْهَمُ

رويدَكَ يا أسطورةَ اليَمِّ ما الذي

تَبَقَّى وماذا عن عُبابِكَ نعلَمُ؟

طويناكَ في الأعماقِ كلُّ كُنوزِنا

على الأرضِ في أيدي الغُزاةِ تُقسَّمُ

على صَهَواتِ الموجِ آخِرُ موجةٍ

تسنَّمتهَا للريحِ والموتِ تُسَلمُ

وأحرِقُ في ليلِ القصيدةِ دَمْعةً

ويسْخرُ مني الدمعُ.. والليلُ أسْحَمُ

أبا الموجة الزرقاءِ دعني حكايةً

على شطِّكَ المسحورِ بالأمسِ تحلُمُ

أنا الوَتَر الدامي، زرعتُ عشيرتي

بصدري، معاً نُسقَى الهوانَ ونُطْعَمُ

معاً.. لا عِنادُ الحُلْمِ يُلقي سلاحَهُ

ولا لمعةٌ في حُلْكَةِ العمرِ تبسِمُ

أتيتُكَ.. لي عند المرافئِ وَقْفةٌ

بكلِّ انكساراتِ الصدى تتلعثَمُ

أتيتُكَ، يا ليثَ البحارِ، ثُمالةً

لِحُلْمٍ بأيدي صانعيهِ يُهَشَّمُ

ألوذُ بظلّ من شراعكَ شامخٍ

وعنكَ بأعماقِ الردى أتكلَّمُ

أمُدُّ يدي والشطّ جاري وأنثني

بقبضةِ رملٍ منكَ.. عني تُترجِمُ

أبا الريحِ.. تَذْروها كما شئتَ خلِّني

مع الريحِ، لحناً في العَراءِ يدمدِمُ

على صَهَواتِ الموجِ ما زلتَ طافراً

وفي عَتَماتِ القهرِ ما زلتُ أجثُمُ

أمدُّ يدي.. والشطُّ شَطُّكَ سامري

وقِلْعُكَ في رأسي ضَبابٌ يهوِّمُ

عَزاءُ اليتامَى أنَّ طيفَ جُدودِهم

يمرُّ على أوتارِهم.. ويغمغِمُ

أبا الريحِ.. لم تُنْصِفْكَ ريحٌ تعلَّمَتْ

لديكَ، وراحَتْ في الزمانِ تُعَلِّمُ

سلامٌ على الذكرى سلامٌ على الحَصَا

يُضَمُّ على اسمِ الخالدينَ ويُلْثَمُ

سلامٌ على قيثارةِ اليَمِّ.. إنَّها

بما كنت تُملي.. لم تَزَلْ تترنَّمُ


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة