الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 10th October,2005 العدد : 126

الأثنين 7 ,رمضان 1426

الصمت كتابة أخرى..!!
الصديق العزيز إبراهيم التركي
أسعد الله أوقاتك بالطمأنينة والخير وبعد:
لا أدري أي حالة تلبستني أهي الشعر أم المثقف المحبط أم هو الإنسان المتعب من الحياة، لكن ناتج هذه الحالة أني أزداد عزلة وصمتاً وأكثر من التأمل في الكتابة والشعراء والمثقفين والناس والحياة، وكلما زاد التأمل زاد اصراري على أن الصمت كتابة أخرى!
لدي ما أكتبه دائما ولدي أفكار لقصص ولدي نوايا شعر لكني أشعر أن الساحة مجلس كبير لن يصغي إليك فيه أحد وأكثر من في المجلس يقولون كلاماً مكرراً وربما لو تحدثت لكررت ما قالوه!
أعجب أشد العجب ممن يكتبون يومياً ومن تلك الأحبار العظيمة التي تطبعها الصحف ولذلك الكلام الكثير في القنوات الفضائية، وأشعر أن العالم في حالة ضوضاء عارمة وتخبط وبعد عن القيم والنبل، وأشعر أن عليَّ أن أصمت، وأحس باحترام بالغ لنفسي وأنا صامت وإن كنت محبطاً كما هو الشاعر المبدع الذي يتلمس الجمال في هذه الحياة ولا يجده!
حقيقة لم أعد أنزعج من إحباطي ولا لأني لم أحقق أحلامي الأجمل، وأشعر أن الأروع هو تل رحلتي في تلك الأمواج التي أعبرها كي أصل إلى الضفة ولا أصل وأجزم أني لو وصلت يوماً فلن أستمتع بها أو سأجدها عادية تماما!.
أتسلى بالقراءة كثيرا وباللعب مع أطفالي وبتمرير أفكار صالحة للحياة لطلابي ومشاهدة الأفلام والبرامج الثقافية والوثائقية وأميل لقراءة التاريخ وأحياناً أقول إنه يجب أن نتوقف جميعاً لقراءة التاريخ من جديد وحتى إرثنا الثقافي من شعر ونثر وقصة صرنا نتجاوزه سريعاً, لا أدعو للبحث والعودة للقديم لكن لنقرأ بتأن الذي بين أيدينا!
هل يعقل أنّا لن نجد أشعاراً جميلة لم نقرأها من قبل أو روايات أو قصصاً أو تواريخ أو سيراً؟!
لا أعرف ربما أني أبرر لنفسي حالة الصمت والغياب، لكن فعلا أشعر أن العالم ثرثار بما يكفي لنسكت جميعاً أو يتكلم الأجمل!
عموما كعادتي كتبت ثم ترددت في الإرسال حتى أني أضعت نصاً نثرياً كتبته من أجل (الثقافية) ولا أدري أين تركته وعوضني الله بهذا النص الذي أرسله مرفقاً مع هذه الرسالة*، إن وجدت فيه ما يشفع كي ينصت لي من حولي في المجلس وإلا فدعه للتاريخ.
ما زلت أقول لنفسي إنه لم يحن الوقت كي أبدأ في الكتابة ولدي شعور أن روايتي الأهم والتي سأكتبها تنتظرني في قادم السنوات وإن لم أفعل فلا تثريب عليّ.. لن يفتقدني أحد ومعظم ما أود قوله لا يسمح بنشره واضحاً!
أشكر لك ثقتك فيّ، ووالله لولا أنك قلت: لا تخذلني ما اهتممت للكتابة أبدا وإن كان يسعدني ويرفع من قدري والله أن أكون مع الأسماء الجميلة في (الثقافية).
إن تأخرت في الكتابة فلا تحسبه عقوقاً ولعلنا نلتقي يوماً في القريب ونثرثر عن هذه الحياة والوجوه الأخرى في حياتي التي لم أحدثك عنها.
دمت بخير وسعادة يا صديقي المضيء.
(الساعة الأشد ظلمة تأتي قبل الفجر).
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
مداخلات
الثالثة
مراجعات
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved