الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 10th October,2005 العدد : 126

الأثنين 7 ,رمضان 1426

استراحة داخل صومعة الفكر
على ضفاف العقيق
سعد البواردي *

محمد هاشم رشيد
122 صفحة من القطع الصغير
شاعرنا محمد هاشم رشيد رحمه الله يتمتع بحس شاعري مرهف يمكن الوصول بسهولة من خلال قصائده التي تنم عن عاطفة جياشة مشدودة إلى جهة الذي لا يمل.. إنه واحد من الشعراء الذين أنجذب إلى معطياتهم.. وأتلمس فيها نبض مشاعر مشتركة النسيج.. في فضاءاتها الحالمة وما توحي به من خيال لا تشويه فيه.. هو نفسه مرهف الحس.. رقيق المشاعر.. وإنسان كهذا لابد وأن يكون هذا الشاعر الحالم المتعب بحلمه.. على ضفاف عقيقه نتوقف معه وقفة تأمل.. ومتابعة.. تاركين له كقراء ومتابعين أسبقية الحديث عن ضفاف عقيقه:
على شاطئك عرفت سر وجودي
وقبست من ألق السماء نشيدي
ووقفت في ثبح الرؤى أرنوا إلى
رقص السنا في موجك العربيد..
لقد هام في دنيا خياله وسحره يتخطى تحت ظلاله الوارفة.. وحول صدى خطاه وهي توقع إيقاعها على رماله الذهبية
ويداك تحتضن الصخور فترتمي
في لهفة المتشوق المعمود
وعلى هوادي الموج رعشة عاشق
أدنته للمعشوق ليلة عيد
صورة وصفية أجاد رسمها.. وأعطى لها اسمها. كل ما حول الضفاف يأسر اللب.. الجبال ترقص كالطيف الجميل.. والعشب يفوح بعبقه.. ولأن الضفاف شط.. خاطبه:
يا شاطئ الأنغام، والأحلام والأ
فراح، يأسر الهوى بقصيدي
كم ذا وقفت على ضفافك والرؤى
في أضلعي مسحورة التغريد
يكفي يا شاعرنا.. لم تُبق شيئا إلا أن تكون الجنة الموعودة.. إنه جنة أرض.. وأنشودة..
(في الطريق) كان لشاعرنا خطوات واثقة تهتدي إلى الدرب دون أن تكل أو تضل:
الطريق الطويل لفعَّه الصمت
واغفى على ظلال الغروب
وبقايا الضياء تحتضن الأفق
وتلقي وشاحها في الدروب
خطوة، خطوة أسير على الرمل
وقلبي هناك يسبق خطوي
خطوة، خطوة أسير وللشمس
على الأفق خطوة ثم تهوي
خطواته المتتابعة في رفق لم تكن عبثية.. ولا تائهة.. إن شيئا اجتذبها كمغناطيس..
وإذا بي أرى هنالك طيفا
سار فوق الرمال نشوان نحوي
يتهادى مرنحا وخطاه
كخطى الطفل في دلال ولهو
من ترى ذلك الطيف القادم الذي تجلله عباءة.. الشموع عانقت صدره وطوى خصره عن أعين الظمأى. سكون بجماليات الكون..؟
إنها حواء.. إيزيس، كليوباترا، إنها ليلاه الذي اقتربت منه وتمتحت في ذهول..
أيها الشاعر الذي عشق الحسن
وأمسى به يتفيا
لم يدع لها أن تسترسل.. قاطعها والحيرة تمتلك مشاعره:
من تراها تلك التي تتغنى
بهواها حيثما نشوانا؟
أي لحن بثغرها؟ أي نفح
من شذا حسنها طواك افتآنا؟
شاعرنا ضم جناحيه حزينا يناجي فؤاده المحروق، وعلى مقربة منه مصباح يرسل ضوءه، هاديا، وكتاب كان في يده هوى من رعشة الحب..
ليتني كنت في حياتك فجرا
تتهادى على سناء الرغاب
ليتني كنت فوق كفك كأسا
ملؤها الشوق والأماني العذاب
شاعرنا كان يحلم وهو مستغرق في سباته.. أفاق من قبضة النوم..
لم يكد يستفيق من بغتة الحلم
وهمس اللحون في شفتيه
لم يكد يستفيق حتى تجلى الشك
ولاح المصير في مقلتيه
أي مصير؟ وأية حال انتهت به؟
ورأى الهوة السحيقة تفغر
فاها لكي تضم عليه
وتبدى جمالها.. ملء عينيه
دخان الحريق في جانحيه
عاد من حلمه إلى علمه يجر أذيال البؤس.. عادت صبابته شجنا وعودة مثقلة باليأس يجرها خطوة، خطوة كما كان يفعل.. (النشوة الخالدة) يستعصي علينا الحكم عليها أولها.. قراءتها هي التي تحكم
ما زلت من ذاك المساء كما رأت
عيناك أسبح في خضم غرامي
الليل يملأ بالصبابة أضلعي
والفجر بالأسواق يترع جامي
والكون أين سرت خطاي مباهج
نشوى تهيم بظلها أحلامي
الحب يتوهج في داخله.. مرجله لا يرحم.. فمنذ حلمه ذات ليلة.. ومنذ أن عصف بوجدانه ذلك الطيف الجميل الحالم.. ومنذ توارى حلمه لحظة يقظه.. توسد الخيال عله يتحول إلى واقع.
ما زلت في ذاك المساء وفي دمي
وهج الحنين إلى سنا عينيك
والناي ها هو لا تزال لحونه
تنداح بالأشواق بين يديك
إنه يرجع ذات المساء.. يسترجع معها طيف حلم شارد ما إن يقترب منه حتى يبتعد عنه.. البداية هي هي كما النهاية.. شوك شوق يؤبره ويدمي قلبه.. ويترك له بقايا من أمل يتسلى به لعل وعسى.
ووقفت فوق ذرا الحياة وحسبنا
أن نلتقي يوما.. وأن نشدو معا
أجمل الأشواق وأحر ما فيها.. بل وأصدق ما فيها حين تعبر عن حب مفقود لا موجود.. يموت ضرام الحب حين الحصول عليه سهلا.. إنه يتحول إلى رماد ودخان تذروه هبات الرياح المتغيرة.. ويبقى الحب في جوهره.. الهادئ في نبضه هو الأبقى..
(لحن) ذكرنا شاعرنا المتألق بالناي فهل صدح بلحونه هذه المرة؟
رقرقي اللحن في دمي واسكبيه
وهجا يشعل اللهيب بروحي
وتغني فها هنا تهبط الانغا
م نشوى، تطوف حول جروحي
إنه حزين.. ولأن الناي صوت حزن فإنه يستعذب بعذوبته وعذاباته معا..
هنا في دمي أحسك يا مي
انتفاضا ورعشة في كياني
ونشيدا مرفرفا.. يتهادى
في ضلوعي مجنى بالأماني
يطلب من مي رقرقة اللحن في دمه وسكبه آهة تتثنى على شفتيها.. فقد طال به السهر والتنهد.. يسائلها أي لحن ستُرجع؟ أية ترنيمة ستسمع؟
إنه مشتاق إلى نغم يتوسد به داخل ضلوعه.. مقطوعة ذات مقاطع قاسمها المشترك الأعظم (مي) التي لم تمطره بماء حب، ولا حتى بكلمة وفاق أو عتب.. وإنما تركته لحاله يجتر أحزانه وحده.. الحلم أحيانا كبريق السراب الذي لا يروي..
يتمسك بالناي.. هذه المرة (ناي مسحور) لا ندري من سحره.
للناي في شفتيك يا حوريتي
سحر يذوب على صداه
لحني.. ويغرق في سناه
فجري.. وينبض في شذاه
ليت شاعرنا أبدل (شذاه) ب(ضياه) لكان أنسب.. الشذا قرين الورود والزهور.. هكذا أتصور تمتد بنا مساحة التوصيف غراما في مي، وحبالها لحد لا يوصف..
هامت بك الأكوان، والتفت السنى
يا مي.. يغمر مقلتيك
والزهر يلثم وجنتيك
والنبع مذهول لديك
لا أود يا صديقي ذهولا للنبع حتى ولو كان الذهول ذهول اعجاب.. أعط للنبع ما يتماشى مع وظيفته كمصدر حياة وريّ.. دعه مأسورا لديها أو عنوانا لديها.. أي شيء إلا الذهول إنه لا يستهويني.
(بركات السماء) غيث تتلهف عليه عطاش الأرض.. الماء عطاء سماء.. والنماء ثمرة ماء.. والحياة دون ماء وجع وفناء..
شاعرنا يستمطر المطر:
أيا بركات السماء اغمري بفيضك قلبي وروي ضلوعي
وهُلي على الربوات الظماء وضمي الوجود بقلب ولوع
فنحن هنا في شحوب الخريف ظماء.. إلى نفحات الربيع
حسنا لو أبدل مفردة ظماء في شطره الأخير بمفردة عطاش الأكثر انسجاما.. وكلتاهما صالحة.
(نداء الروح) أغنية وجد عاشق.. أجتزئ منها بعض أبياتها:
هنا فوق الرمال السمر عند الشاطئ الصخري
هنا في موكب الإلهام، والأنغام، والسحر
وأحضان الشذا، والزهر، والأنسام، والزهر
زهر وردت مرتين في بيت واحد.. يحسن الاستعاضة بكلمة عطر عن إحداهما..
تعالي يا منى روحي نعش أحلى رؤى العمر
وندفن في حنايا الموج، كل متاعب العمر..
حذار حذار من حنايا الموج.. الموج غدار.. ألم تسمع شيئا عن أمواج تسونامي التي أغرقت بشرا، وجزرا، وأنبتت أخرى..؟
(في شفق الأنغام) كان يرقب الشرفة الصامتة:
أوت إلى الشرفة في صمتها
هادئة كالفجر فوق السهول
والليل يهفو ساكنا مثلما
يهفو عبير الزهر بين الحقول
السكون مطبق على المكان.. لا صوت.. وإنما صمت أشبه بصمت القبور وأخيراً وبعد طول انتظار حطمت سكون الصمت بتنهيدة
تنهدت من عمق أعماقها
واختلج الساعد فوق الجبين
وغمغمت ولهى، وفي ثغرها
لحن عميق الشدو ساجي الحنين
شخصت ببصرها تتحسس ما حولها.. استرخت.. وأوت إلى الشرفة في صمت هادئ.. إنه يصفها عصفورة ظامئة في وادي الهوى والحب مسحورة الأحلام..
مكلومة الخاطر.. انتهى المشهد..
(الطلسم) ذلك الذي يُعرف لا لون ولا طعم، ولا رائحة.. إنه متحرك في ضبابية الذهن لا يستقر على حال لأنه نسيج خيال شارد..
بعينيك معنى، تُضل النهى
حيارى بألغازه الساحره
يرفرف حينا فتشدو الرؤى
على ضفة الفتنة الناضره
وتنتفض الصبوات الظماء
بأجنحة النشوة الغامره
وترتعش الامنيات التي
تهادت على اللجة الهادرة
كل هذا التوصيف الظريف لم يقدر على حد اللغز لأن له أكثر من ملامح.. وأكثر من اتجاه. فحينا تهيم أطيافه غاربة وراء الأفق الحزين على ايقاعات فجر هَوى، هَوى في أعماق المجهول.. يسدل الستار عليها.. تبقى على خشبة العرض الدرامي بعض ملامح لصورتها المنصرفة.
(الرسالة الزرقاء) رسالة وَجه جديد بثه في لون سماوي كزرقة السماء.. وزرقة البحر.. بداية بمنديلها المعطر.
منديلها الأزرق الهفهاف فوق فمي
دنيا من العطر، والأشواق، والنغم
وعالم من فتون نابض، ورؤى
نشوى، تُروي بأنفاس العبير فمي
لعله أقرب مشاهد الحب اقتراباً حتى هذه اللحظة.
يا للسماء التي تنداح زرقتها
عبر المروج العذارى، عذبة الحُلم
ترقرق الشفق الشفاف واعتنقت
أطيافه في حواشيها على القمم
أدركنا لماذا رسالته زرقها كزرقة السماء، إنه منديلها الذي لونها وصبغها بزرقته.. وأصبح عنوانا.. المهم ماذا بعد هفهفة المنديل المعطر؟!
ها أنتِ فوق يدي نجوى معطرة
تفيض في ضفتيها اليوم أحلامي
أرنو إليها، وأستجلي غوامضها
وأستشف معانيها بأوهامي..
يا للصدمة!! الأوهام بدأت تنسج غَزْله لا غَزَله الذي جف فوق شفتيه مُحيراً لا مُخيراً
يا ضيعة العمر في البيداء أهرقه
على الرمال، وفرسان المنى دان
قد طوَّقت باللظى والشكوك جنتها
ولاح في كل قلب رأس ثعبان
(الشكوك) جمع شك.. و(الشك) هو الأنسب والصحيح كي يستقيم وزن الشطر.. شاعرنا الحبيب الأريب محمد رشيد سخي في توصيفه إلى حد الإسراف.. فعلى الرغم من اكتشافها.. ورسم جميع أوصافها إلا أنه لم يقفل بوابة شعره نحوها.. وكأنما عقله يعاتبه ألا يكون مغرقا في طمعه.. وطموحه:
ألم يداعبك عطفاها، وترمقها
كمغرم، بلهيب الوجد مشتعل؟!
ألم تذب بين كفيها وقد سكبت
في مسمعيكَ الهوى من نبعه الازلي؟!
قال شاعرنا: (بلى) قال: عقله: هذا يكفي..
فارس رحلتنا في شعره كالنحلة ما إن يمتص رحيق زهرة حب.. أو يشمها عن قُرب أو بُعد حتى يهبط على زهرة أخرى في محاولة أكثر للالتصاق والعناق.. ولكن..!
(مي) للمرة الثانية، أو الثالثة تستلب منه خلجات وجدانه.. لقد بهرته بحسنها.. وسحرته بفتنتها.. إنها أذكى وروده.. وأزكى رياحينه إلى قلبه.. هكذا أحسب:
(مي) يا نشوة الهوى في ضلوعي
وانطلاق الرؤى ونجوى الخيال
أنتِ يا رعشة الحياة بأحلامي
ونبع الرغاب في آمالي
هل تريدون شهادة أكثر من هذا الذي يقوله لكي نتأكد من تعلقه بمي أكثر من سواها؟ هاكم المزيد:
أي سحر معربد، تيم الأشواق
في فجر حسنكِ المختال
اسمك العذب في دمي فرحة كبرى
تغنت مبهورة الأشواق
وتهادت طيوفها تحضن الفجر
وتزجي سناك في أعماقي
ليس الوصف وحده بالكافي للتدليل على جنون ولعه.. وإنما مكابد سفر، ومشقة اغتراب ووحدة لا تنقضي إلا بوجودها
كم طويت الدجى المكوكب وحدي
ونشيدي يرف في الآفاق
وأنا دفقة الهواجس والأوهام
والبث، والشجى الخفاق
ماذا بعد؟! انتهى السحر إلى شعر وداع:
تلك دنيا من المفاتن، والأشواق
والسحر عانقت ناظري
وطوت بالحنان قلبي وذابت
في حنايا الضلوع لحنا شجيا
اسمك العذب حينما سكبته
شفة الغيب، في دمي قدسيا
اسمك العذب رمز فردوس الزاهي
ونبع الأحلام في جانحيا
إنه الحب العذري الذي يطارده خيالا.. ولكنه لا يمسه بسوء..
إذا كانت بدايتنا مع ضفاف عقيقه حيث الماء، والنماء، والايحاء الجميل بمظاهر الطبيعة والأيك فإن ختامها مسك.. (الفجر الأول)
في ليلة مخضلة الأشواق ناضرة الأماني
عربيدة الصوات غرقي بالمفاتن والاغاني
نشوانة الاعطاف، والألحان في وهج العبير
عطرية الأنفاس، ترقص بين أحضان الغدير
كنا (عروة) فوق ربوتنا الجميلة نحلم
والبسمة الهيفا تخطر بالشذا وتغمغم
كل هذه الأوصاف الجميلة الفاتنة مررنا عليها، شنفنا بها أسماعنا جميعاً، وحفظناها يا شاعر الحب عن ظهر قلب.. أعط لنا ماذا بعد الشوق المتوهج. والشوك الذي أسلمنا في أكثر من مرة إلى حسرة غياب لا يعود..
وتطلعت، وعلى مآقيها سنى فجر بعيد
عذب المطالع كالاريج بمبسم الزهر الفقيد
بثغرها الرفاف ترتعش الصبابة في خفة
وتذوب اصداء اللحون على تهاليل الذِّكر
ومضت تتمتم والشفاه مضرجات باللهيب
وتقول والنظرات تغرق في مدى الافق الرحيب
يا شاعري هذا المساء العبقري بأضلعي
حلم من الماضي رأيتك في مفاتنه معي
آهٍ من أحلام الماضي حين تصبح قدراً ملازماً لكل الخطوات.. إنه يتبخر كما يتبخر الماء من وهج النار..
كم ساءلت عيناي أطياف الرؤى، وشذا الروابي
وتعثرت خطواتي، الحيرى على قمم الهضاب
وطويت ادراج السنين إلى رؤى الماضي البعيد
أخيراً وقبل إسدال الستار الأخير:
ونأت بها نظراتها، خلف السنا، خلف القمر
نستكنه السر المطلسم.. تحت أجنحة القدر..
من شعر شاعرنا المعطر.. ومن حبه العذري الذي تكرر استشعرت روحانية حبه.. الحب لديه روح أكثر منه جسدا.. والحياة لديه زهور.. وعطور. وفجر.. وبحر.. وأشواق.. وإغراق في الوصف الجميل.. ولأنه في خصاله وخلاله جميل جاءت حياته الشاعرة جميلة..
ما لا أميل إليه تراكم الكلمات المتشابهة المعاني.. وكثافة الأوصاف التي لا تضيف..
الرحلة مع شاعر الحب الجميل جاءت جميلة بقدر التوقع.. فقد منحنا من عقله حبا لا وجود له إلا في مخيلة الشعراء الذين يقولون ما لا يفعلون، لأن خطاب شعرهم صنيعة خيال خصب يرهق بمعاناته، ولكنه لا يزهق ديوانه.. فارسنا بالمجمل جماليات وصف شعري عذري لا يكل.. ولا يُمل.. تنقصه بهجة اللحظة الأخيرة التي اختارها قفلة.


الرياض: ص. ب 231185
الرمز: 11321 فاكس: 2053338

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
مداخلات
الثالثة
مراجعات
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved