الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 10th October,2005 العدد : 126

الأثنين 7 ,رمضان 1426

قصة قصيرة
ليلى
د.خالد محمد باطرفي
* والله يا ليلى.. ما أتيتك غاضبا..
* لكني يا ليلاي من حزني أئن.. ومن وجعي أصيح.. ومن تلاطم أمواجي أكاد أجن
* ماذا أقول؟! لو تعلمين حكايتي لو تعلمين؟!
* ***
* عشرون عاما ياليلة الشرق والدنيا تعاملني بغرور..
* عشرون عاما ربما.. أخفي دموعي وراء الضحكات الصاخبة.. أصيغ أناتي في أغاني العاشقين.. وأسكب أشعاري في مزامير الليالي وقوارير أحزان السنين..
* ***
* ماذا يا ليلى الزمان الحلو ممن كان مثلي تنشدين..
* أقبل الفرح على غير توقع.. أمطر الغيث على غير انتظار.. وطعمت الحب.. وبلغت المجد.. تذوقت الحلاوة. * صار لي شعر يذاع وينشر.. صار يدفُع لي لكي أئن بلا ألم.. وصرت أستحلب الحزن القديم بعد أن نضب جديده..
* ما عدت ما كنتُ وقد أصبحت أكذب..
* ما عدتُ ما كنتُ وقد بت أفصّل أشعاري على أهواء غيري وأبيع..
* ما صار للسكب والصوغ معنى عندما صرت أجتر من نزفي القديم.
* بت يا ليلى أحب كما لم أحب.. وما لا أطيق..
* يغازلني البنات فأنتشي.. وأحب.
يهاتفني صوت جميل.. فأغرق مرة أخرى.. ومرة أخرى أحب..
* ***
* أحببت يا ليلى كثير.. ربما لأنني لم أعرف الحب من قبل قط..
* ربما لأعوض الماضي الوحيد.. وربما لأشبع الجوع الذي طال.. وأعيش حلمي الذي حال بيني وبينه فقري وخجلي.. وأحزاني.
* حلم جديد كل يوم.. ربما..
* أجزاء حلم ربما.. ربما شتات أحلام تلاقت كشتاتي.. ولم تكتمل..
* ثم.. أنت.. جئت أنت.. وأينع الحلم الجميل..
* ***
* تذكرين الصبح.. ذلك الصبح الذي قابلتك فيه.. وأنت صغيرة..
* لم أجد شيئا أهاديك به غير وردات الطريق..
* قطفتها.. أزلت عنها الشوك.. نظمتها.. أحطت أعناقها بشرائط أختي.. وقدمتها..
* كنتِ لا زلت صغيرة.. ولكن كان أينع فيك حس أنثى.. ومشاعر امرأة..
* بسمت لي خجلى.. لم ترفضي الورد.. ولم تهربي.. عدت إلى أختي وبعد ساعات خرجت.. تعمدت أن تمري بغرفتي.. ابتسمت وحملت وردة في فازة.. ووضعت وردة على شعرك.. وأخرى على جبين قميصك.. ولمحت رابعة بين صفحات ديواني الأخير..
* ***
* لم أرك منذ ذاك الحين أعواما طويلة، فقد وشت بك أختي لأمي. فألزمتها بالقطيعة.. ولم أسأل أنا..
* عدت من سفري الطويل.. وعدت أكتب شعري من جديد.. أنشر بعضه وأبيع بعضه.. ثم جاءتني منك عبر (النت) أول رسالة:
* قلتِ: هل تذكرني.. قلتِ: لم أنسك يا صاحب الورد والشعر.. والعطر الجميل..
* قلتِ: هاك ما صرت أكتبه..
* قرأت شعرك يا ليلى فأطربني.. بعثت رأيي فيه.. فلم تجيبي..
* غبتِ شهرا ثم عدتِ.. ثم عدتِ.. عدتِ..
* ***
* قلتِ في رسالتك الطويلة:
* يا حبيبي ما نسيتك.. ما نسيت الورد وبسمتك و(ريحة) عطرك..
* يا حبيبي ما نسيتك. كل عام أحتفي في يوم لقياك بوردك.. كله جففته.. وكله حفظته.. وكله زرعته في بساتين دواوينك..
* بحثت عنك في كل مكان.. مرة قالوا رأوك بلندن.. فعشقت لندن..
* وسألت عنها كل من راح إليها.. وقرأت كل شيء عنها.. وتابعت أحوال الطقس فيها كل يوم.. بل كل نشرة..
* ***
* قالوا في الجريدة إنك عدت في الصيف إجازة.. كلّمت الجريدة. سألت عن هاتفك وكلّمت أمك.. قلت لها اني زميلة..
* عرفت منها عنوان بيتك الجديد بعذر إرسال بريدك..
* زرت بيتك كل يوم مرتين.. مرة في الصبح قبل المدرسة. ومرة في الظهر عندما أعود..
* راقبت نافذة وحيدة عليها فازة من زهور الياسمين وبعض ورده خلته الجوري الذي أهديتني..
* مررت عليك ياحبيبي كل يوم.. ولم أرك. ومرة حسبت أنني رأيتك. سارع سائقي يلحق بك.. ولكنك دلفت إلى البيت قبل أن أدركك.. وضاعت فرصة أخرى لكي أراك..
* خجلت من حالي وخفت من شك جيرانك.. فخففت الزيارات.. وانتهى الصيف.. وعدت أنت إلى لندن والجامعة.
* ***
* سافر خالي مرة إلى بلاد الإنجليز.. تمارضت وصدقت المرض فصدقني.. وسافرت..
* بحثت عنك في دليل (التليفون).. في الحدائق.. في الشوارع.. وفي دليل الجامعات..
* لم أجدك.. وخاب ظني.. ثم عدتُ.. * ***
* وها أنت يا حبيبي عدتَ.. وها أنا يا حياتي عدتُ.
* واحترت ماذا أفعل..
* خفت أن فضحت ضعفي فيك أن تسخر.. وإن تباعدت عنك وتصنعت التعالي عليك أن أخسرك.. * ترددت طويلا.. ثم قررت (الفضيحة).. فماذا يا حبيبي ستفعل؟!
* ***
* قلتِ يا ليلى: أحبك يا حبيبي منذ تلك الورود.. ورغم غضبة أمك.. وقطيعة أختك.. ورغم إهمالك لي ورغمك..
* أحبك.. أحبك.. أحبك.. يشهد الورد أني أحبك.. ويشهد عطرك.. شريت مثله يا حبيبي لكي أذكرك.. رششته على مخدتي كل مساء كي أحلم بك.. وكل صباح كي أودعك.. وكل عصر كي أعود إليك..
* كتبت شعري فيك.. وصرت شاعرة.. كتبت لك أول قصيدة وأهديتها إلى الحب الذي لا يموت.. ولا تزيده المسافات.. والجهل به.. والتناسي له إلا حياة..
* أرسلت شعري لكل جريدة.. نشرته في جرائد العرب اللندنية لعلك تقرأه.. وذيلته بعنواني البريدي لعلك تراسلني عليه..
* جرّبت من أجلك الممكن.. وحاولت في المستحيل..
* ماذا أفعل يا حبيبي أكثر.. لم أجد بداً من أن أنتظر حتى تعود.. ثم أعلن كل شيء..
* وها أنا ذا أفعل.. فماذا يا (حريقي) ستفعل؟!
* ***
* لم أنم ليلتها يا ليلى.. قرأت ما كتبتِ مرارا ومرارا.. وبكيت..
* تزوجت يا ليلى فما عساني سأفعل؟!
* ما ذنب أم عيالي كي أحب عليها؟!..
* وما ذنبك أنت؟! لم تكن أنتِ التي نسيت بل كنتُ..
* لم تكن أنت التي تزوجت.. بل كنتُ..
* ورغم أنه ليس ذنبك، يا ليلى، فقد تأخرتِ
* بحثت عن (ليلى) طويلا.. أي ليلى.. أي مخلوق جميل يحبني مثلك..
* ثم إذ خاب ظني في كل ليلى غيرك.. تزوجت أول حب واكتفيت..
* فماذا بربك أفعل؟!
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
مداخلات
الثالثة
مراجعات
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved