الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 10th November,2003 العدد : 36

الأثنين 15 ,رمضان 1424

في كتاب نادي القصيم «عقدان من الإبداع الأدبي السعودي»
الهويمل يرتكب مذبحة نقدية لبنات أفكار الحازمي
* الثقافية عبدالله السمطي:
في بحثه: «الحازمي ودراساته النثرية» يخلص الدكتور حسن الهويمل إلى وصف الدكتور منصور الحازمي بقوله: «وبالجملة فإن الناقد «منصور الحازمي» علم من أعلام النقد الروائي والقصصي، ويمتلك خلفية معرفية وإن قصّر في حق نفسه واكتفى بالإلمامات السريعة بحيث فوّت على نفسه وعلى المشهد الأدبي فرصة إنجاز مشروع نقدي يسد الخلة».. البحث منشور ضمن الكتاب الذي أصدره نادي القصيم الأدبي، الذي يتضمن كل البحوث التي ألقيت ضمن الندوة التي نظمها النادي في الفترة ما بين 20 22/12/1422هـ، وصدر الكتاب مؤخراً، متضمنا هذا البحث الخطير والمهم الذي لم يتأمله أحد، ولم يناقش ما حواه من آراء تنسف مشروع ناقد رائد، وتضربه في العمق. فعلي رغم من تقرير الدكتور الهويمل بريادة الدكتور منصور الحازمي، إلا أنه يرى كتاباته مجرد «إلمامات سريعة» فكيف توصل د. الهويمل إلى ذلك؟ إن البحث الواقع ما بين صفحتي 257 278 من الكتاب، لا تخلو فقرة من فقراته من نقد وقدح لما جاء به الحازمي بدءاً من عدم ترجمته حتى الآن لرسالته للدكتوراه التي أعدها بالانجليزية عام 1966م في جامعة لندن (الرواية التاريخية الحديثة في العالم العربي) حتى كتابه: «الوهم ومحاور الرؤيا».
كتابات بلا منهج
يرى د. الهويمل أن د. الحازمي اذعن لسلطانين، سلطان الشعر، وسلطان المقال الصحفي بالاضافة إلى عمله الأكاديمي وعمله في العديد من اللجان، وحضور عدد من المؤتمرات وإسهامات أخرى على شكل استشارات، فذلك كله «شغله عن مجال تخصصه، ولما يمكنه من التأصيل لحركة نقدية علمية في مجالات الابداع السردي.. وقد جاء في سياق تفويت الفرص احجامه أو تباطؤه في ترجمة رسالته العلمية للدكتوراه التي أعدها باللغة الانجليزية عام 1966 في جامعة لندن (الرواية التاريخية الحديثة في العالم العربي) وهي العمل الأجود والألصق بالنقد السردي».
ويرى الهويمل أن كتاب الحازمي محمد فريد أبو حديد: دراسة في أدبه الروائي، هو «العمل الأكاديمي الوحيد وما سوى ذلك كونها دراسات ومحاضرات ومقالات وخواطر أنجزها في فترات متباعدة وبمستويات من الجد والتخفف أو الأناة والتعجل ثم جمعها وأصدرها في كتب أعطاها مسميات قد لا تنم عن شيء مما حواه القمطر، ولما تكن هذه الكتب ذات موضوع واحد ولا منهج واحد».. هكذا يجرد د. الهويمل د. الحازمي من جميع أعماله ويصفها باللامنهجية، أو انها لم تلتزم منهجا واحدا، بل هي خليط متعدد، ولا يرى في مشروعه النقدي شيئاً جديراً بالتأمل سوى كتابه عن «أبي حديد»، ورسالته الجامعية التي لم تترجم، والتي لم يطّلع عليها الهويمل بالضرورة.
خطرات وتهويمات
ويراجع الدكتور الهويمل معظم الكتب التي ألفها د. الحازمي ويقف مع كل كتاب على حدة، مفنداً إياه ومكثفاً القول في ترتيب كل كتاب وموضوعاته وفصوله، وبشكل إجمالي يمكن رصد آراء الهويمل في كتب الحازمي في هذه النقاط:
معجم المصادر الصحفية الذي أنجز الحازمي منه جزءا من صحيفة (أم القرى) لم يعد مجديا للباحثين الذين يودون التقصي.
وهو أي الحازمي في دراساته الأكاديمية وإسهاماته الشخصية يخلط بين المناهج الدراسية.. لأنه لم يقم بعد بترجمة رسالته للدكتوراه.. فإننا لا نستطيع القطع باستكناه منهجه وآلياته وامكانياته في النقد السردي.
كتابه عن (محمد فريد أبو حديد) مؤشر على دقته المنهجية وتقصيه المرجعي وتحليله الموضعي التي تقترب كثيرا من منهج البنوية التكوينية. ولكنه كتاب صغير، ربما أنه أعد للترقية فكان تقيده بما يرضي المحكمين واضحا كل الوضوح.
الدارس أي الحازمي في كثير من أعماله يتلبس ببعض تلك المؤاخذة ولو عدنا إلى مقالاته التي كتبها عن بعض القصاص والروائيين لوجدناها دون مستوى الدراسات الجادة.
حديثه وصفي سريع لا يعوّل عليه، ولم يشأ الدقة في الحديث عن (الحداثة) ومرجعياتها وسماتها، ولم يشأ التفريق بين حداثة الفكر وحداثة الفن.
المحاضرة التي أعدها عن مكة في قصص أبنائها مختصرة الى حد الاخلال واشاراته لاتفي بالغرض.
حديثه عبر كل الرؤى استعراضي انطباعي، وقليل من الجدل المخنوق بحجم البحث، وحديثه عن واقع الثقافة لا يتجاوز التمهيد أو المدخل.
ومتخصص مثله واكب الحياة الأدبية ونهض بمهمات متعددة يتوقع منه أن ينجز مشروعاً نقدياً تتماسك أجزاؤه ويكون له ما بعده، وهو إذ لم يفعل فإن عليه أن يخرج للناس رسالته الأكاديمية، وهو إذ لم يفعل فقد أصبح عرضة للمؤاخذة والمناشدة.
وعن الفصل الأول من كتاب (فن القصة في الأدب السعودي الحديث) يقول الهويمل: و«حديثه عن (معالم التجديد بين الحربين) وهو عنوان الفصل الأول يخلط التاريخية بالمقارنة، ثم يعرج الى القضايا النقدية، وما دار بين الرواد من مناوشات، وحديثه في هذا مكرور ومقحم إذ لا يعد مدخلاً ولا تمهيداً.
وهو حين يسمي كتابه (فن القصة) ثم يتحدث عن الرواية يقع في الوهم، إذ الفن الروائي شيء، والفن القصصي شيء آخر وإن كانا يلتقيان في السرد، ولأن الكتاب مجموعة دراسات انطباعية انجز في فترات متباينة ومن خلال آليات متعددة، فإن لملمته وتحويل بحوثه الى فصول، وتشكيل خطة دراسية لم تكن سابقة التصور أشاع كثيرا من الثغرات المنهجية، ثم إن مختاراته القصصية ليست مرتبطة بمتطلبات البحث، إذ الدراسات في واد والمختارات في واد آخر.
كتابه «في البحث عن الواقع» ما كتبه فيه مجرد مقالات، ليس فيها جد البحث ولا ضوابط الدراسة ولا عمق المعارف، وبعضها وقتي فقد قيمته بمضي مناسبة، إن هناك تناولات جادة وموثقة وذات مرجعية ولكنها لا ترقى لمستوى البحوث. هذه هي الصورة النقدية للحازمي عند الهويمل، وهي صورة سلبية بلا ريب لقد ارتكب الدكتور الهويمل مذبحة نقدية لجميع بنات أفكار الحازمي ووأدها في مهدها الكتابي، فلا منهج، ولا رؤية، ولا نظام، بل «خطرات وتهويمات خفيفة الوزن» وينطبق ذلك أيضا على كتاب «مواقف نقدية» أي ان الوصف التهمة ينسحب على جميع ما كتبه الدكتور الحازمي، وعلى رغم التحفظات على ما يبديه د. الهويمل من آراء حول الحداثة أو ما يسميه وهماً ب«البنوية التكوينية» حيث إن د. الهويمل يقف في الجوهر موقفا ضديا من المناهج الحديثة، إلا ان ما ذكره ربما يكون فيه قدر من اعادة التساؤل والتأمل فيما قدمه د. الحازمي، إن المسألة مطروحة للنقاش.. هل هذه «المذبحة النقدية» مبررة وإلى أي مدى؟ أم أن ثمة جوانب طغت على رؤية الدكتور الهويمل؟ انها صورة من ممارسة نقد النقد، ولكن يبقى سؤال المنهج هو الطرح الأول والأخير الذي يقرر أو لا يقرر صدق هذه الآراء والكتابات.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
كتب
مسرح
مداخلات
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved