الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 10th November,2003 العدد : 36

الأثنين 15 ,رمضان 1424

دورية.. «الراوي» تحتفي بالقاص حسين علي حسين
قصص المحتفى به مأسورة بالقلق والعزلة والاحباط

* الثقافية علي سعد القحطاني:
عندما بدأ القراءة لم يكن في ذهنه أي شيء. لم يكن يود أن يكون شاعراً أو قاصاً أو روائياً، كان مثل الأرض البكر التي تخضر فيها كافة الأشجار، كان يقرأ كثيراً ولكافة الكتّاب، وهذه القراءات المتنوعة كانت من أهم العوامل التي حركت في داخله نزعة الكتابة. هذا ما جاء في مكاشفة القاص حسين علي حسين الذي احتفت به مجلة الراوي في عددها الأخير ويمضي قائلاً: كأي قارئ كنت أتوقف عند بعض الكتّاب أعيد قراءة أعمالهم، أهمش على صفحاتها أعود إليها بين وقت وآخر، ولعل من أبرز الكتَّاب الذين اكتشفتهم مبكراً الكاتب الفرنسي الجزائري المولد «البير كامو».
لقد هزتي روايتاه «الطاعون» و«الغريب» وبعده اكتشفت مكسيم جوركي ودوستوفسكي وهمنجواي وجون شتاينيك وارسكين كالدويل وفرنسواز ساغان وشارلوت برونتي وغادة السمّان وليلى بعلبكي، ثم اتجهت لقراءة مجموعة كبيرة من الكتَّاب العرب مثل نجيب محفوظ والطيب صالح وحنا مينا ومحمد ديب.
ويتوقف القاص حسين أمام الأعمال العظيمة ك «موبي ديك» للكاتب الأمريكي هيرمان ملفيل، والمسخ وأمريكا ل(كافكا) والغريب ل«كامو» وجسر على نهر درينا والإخوة كرامازوف والدرويش والموت وزوربا وهذه الأعمال قد شكَّلت عالم حسين علي حسين القصصي.
ويتحدث في فقرة أخرى عن الطريقة التي يكتب بها أعماله ويقول: لقد عوَّدت نفسي على عدم التفكير في الطريقة التي أكتب بها أعمالي إنني أذهب إلى الكتابة يومياً وفي مواعيد متفاوتة وإذا جاءت الكتابة كتبت ما عندي أما القضايا المعمارية أو المضمونية فإنني أرى أن النقاد أقدر مني على سبر أغوارها في أي عمل فني بما في ذلك ما أكتبه .. لو فكرت في اللغة والزمان والمكان ووجودها أو حجم هذا الوجود، فإنني لن أكتب على الإطلاق، إنني مع الانطلاق في كتابة النص وأنا واثق أن لكل نص لغته وأبعاده أو معماره.
إن الأديب الذي يهتم بالنقد ويحرص على إخضاع أعماله الأدبية للأحكام النقدية الصارمة سوف يخرج أعمالاً فنية ناشفة، بغير روح أو دم.
القصة تبدأ عند القاص حسين علي حسين بما يشبه لوحة البرق وهي تتشكل لحظة بلحظة وتتمدد أحداثها ومراميها كلما أعدت كتابتها وهو عادة لا يفكر حقيقة قبل الكتابة في المضمون الذي يتعين عليه أن يبثه من خلال قصة جديدة.
يعترف القاص حسين علي حسين بأنه قاص كسول جداً ولا يحرص على إقامة العلاقات الاجتماعية فلا يزور ولا يزار ومن النادر أن يرسل إنتاجه لكاتب أو ناقد إلا إذا طلب منه ذلك وحتى في هذه الحالة يعترف أيضاً بأنه أحياناً ينسى إرسال بعض نتاجه ويطالب القارئ بتسمية ذلك ما يشاء من «إهمال» أو «برود». ويضيف القاص حسين علي حسين أن النقاد درسوا أعماله كثيراً وربما كان محظوظاً أكثر من غيره من أبناء جيله.
شهادات في إبداع حسين علي حسين
«الإحباط» الصفة الملازمة لجميع شخصياته:
تعلق الدكتورة فاطمة موسى على المجموعة القصصية «الرحيل» وتقول: تتخذ مجموعة «الرحيل» (1978م) من حياة المدن موضوعاً لها.
ولكنها مدينة ذات شوارع قذرة ومقاهٍ صغيرة وحافلات مهشمة ويستخدم المؤلف تكنيك تيار «الوعي» لكي يطلعنا على عقول شخصياته وأفكارها الداخلية وتلاحظ الدكتورة فاطمة أن «الإحباط» هو الصفة الكبرى لجميع شخصياته من الطلبة والعمال وصغار الموظفين الحكوميين. ا.هـ.
القلق وترنيمة الرجل المطارد
يرى الناقد عز الدين مدني أن القلق المأساوي يساور القاص حسين علي حسين ويقول: ما هذا القلق المأساوي الذي يساور حسين علي حسين؟ وما هذا الحزن القاتم الذي يلفه من كل جانب؟ وما هي منزلته؟ وما هو مصيره؟ حين أنهيت قراءة هذه المجموعة القصيرة (ترنيمة الرجل المطارد) التي أصدرتها دار العلوم سنة 1983م ألقيت على نفسي الأسئلة فعدت إلى الكتاب أتصفحه وأعيد قراءة قصصه الاثنتي عشرة لعلي كما يقول عز الدين أظفر بإجابات شافية ومقنعة وفي البدء لنرفع التباساً أساسياً: فالكاتب حسين علي حسين لم يجد الأشخاص الذين جعلهم يتحركون من قصة إلى قصة ولم يضف عليهم حالة نفسية وحالة اجتماعية وحالة ثقافية موحدة، بل أعطى كل شخص منهم ملامحه وخصائصه ومميزاته وهذا من أصول الفن القصصي كما هو شائع ومعلوم.
حسين وجيل الستينات
ينتمي القاص حسين علي حسين عمراً، كما بدا للناقد عبدالرحمن مجيد الربيعي، إلى الجيل الذي ظهر في أواخر الستينات على الرغم من أنه لم ينشر قصصه في كتب إلا في السنوات الأربع الأخيرة، حيث صدرت له ثلاث مجموعات هي: الرحيل، ترنيمة الرجل المطارد، وطابور المياه الحديدية، ويؤكد الربيعي أن القاص حسين لم يكن متسرعاً في النشر، ولم يبدأ في ذلك إلا بعد أن استكمل أدواته ولذا جاءت مجموعته الأخيرة «طابور المياه الحديدية» كمجموعة من الممكن وصفها بأنها «مقنعة جداً».
القاص وعزلة الذات
يرى الدكتور سعيد السريحي أن القاص اختار أن يرصد علاقة الذات بمن حولها من الآخرين من خلال غوصه في أعماق هذه الذات ورصد ما يبدر عنها من تصرف تجاه هؤلاء الآخرين فجسَّد في قصته «الحديقة» مدى العزلة التي تعاني منها الذات في صورة الشخص الوحيد مع صحيفته يجلس على كرسي في الحديقة لا يلقي بالاً للعالم من حوله، يقلب صحيفته على نحو عشوائي غير مبالٍ بما يرى حوله بل إنه يمتهن كثيراً من الآداب العامة في حركاته العبثية عندما يتمخط مرة وثانية.. وتستوقف نظرته أخبار الموتى في الصحيفة كما يتجلى في تعليقاته التي تستشف من خلالها شيئاً من الشماتة والتلذذ بالنهايات التي انتهى إليها أولئك الموتى. كما اعتنت دورية «الراوي» كعاداتها بالإبداع القصصي في الجزيرة العربية
«باقة الياسمين» للقاص الاماراتي عبدالإله عبدالقادر، «سوق العلوي» للقاص السعودي علي الشدوي و«قصص قصيرة جداً» للراوي عبدالله التعزي و«للشفق خيط أخير» للقاص محمد علي قدس وقصة «الأسدية» للقاص البحريني حسين عيسى المحروس وقصة «ظهر الدنيا» لحسن النعمي.. يذكر أن مجلة الراوي دورية تصدر عن نادي جدة الثقافي الأدبي ويشرف عليها الأستاذ عبدالفتاح أبو مدين رئيس نادي جدة الثقافي الأدبي ويرأس تحريرها الدكتور عبدالعزيز محمد السبيل ويشارك في تحريرها الدكتور حسن النعمي، والأستاذ محمد علي قدس والروائي عبده خال.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
كتب
مسرح
مداخلات
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved