في مقاربة ومقارنة بين ضفتين نقديتين: عبدالوهاب كسب الرهان من نزار
|
تفاعلاً مع ما تطرحه الصفحات والمجلة الثقافية من أمشاج أدبية ونقدية رأيت أن يكون لي مشاركة عابرة حول القيمة النقدية في طرح الأخوين عبدالوهاب طه ونزار رفيق بشير وحيثُ إنهما امتطياً قارباً نقدياً وددت أن أُقيّمَ لمساتهما النقدية إزاء قصيدة الشاعر علي ضميان العنزي «كن فؤادي» فالأستاذ نزار وبكل تجرد له باع مديد وطويل في الأدب والنقد وهذا متفق عليه، وفي رؤيته استطاع أن يُلملم ويرتب ما فات على الشاعر وسهل على المتلقي هضم هذا النص دون اينزيمات هاضمة! بفعل حسن التخريج والتوجيه وكان له ما أراد إلا أنه يُلحظ عليه العجلة في التمثيل والمقارنة مع أن النصين بينهما بُعد المشرقين وهذا يتجلى في المقارنة بين البيت السادس للشاعر العنزي عندما قال:
فليلُ العاشقين عليّ عار
وأنت غرامك الواهي غزالُ
وبين ما قاله أبو نواس
غزال قد غزا قلبي
فما إن فيه من باقي
له الثلثان من قلبي
ونصف الثلث للساقي
كذلك نجد قلة وندرة الاسقاطات النقدية عند نزار وما أعنيه الاستشهاد، فعلى حد علمي أن الناقد يتوجب عليه أن يكون متضلعاً ومتدرعاً ومتترساً بسهام نقدية يرميها متى ما دعته الحاجة لها..
في المقابل نلمس من ايحاءات الأستاذ عبدالوهاب طه النقدية العمق والغوص في أدغال وخبايا النص أكثر منه عند نزار، وهذا ما يحسب له، إلا أن ما يحسب عليه هو المغالاة الفنية..!!
وهذا يتجلى في كثرة استشهاده بكلمات الأغاني!! فهل نضب معين المعجم الشعري الاستشهادي إذا جاز التعبير عند عبدالوهاب طه..! لا أعلم والذي أزعُم أن المنابع عند صاحبنا تُوشك أن تجف!!
والذي أريد أن أصل إليه في الختام بكل تجرد وشفافية هو أن قدرة الأستاذين في معالجة النص إذا جاز التعبير بدت رائعة إلا أن الأستاذ عبدالوهاب طه في تقديري المتواضع استطاع أن يكسب الرهان النقدي وهذا لا يقلل ولا يحجم من قدرة الأستاذ نزار أبداً والله المستعان..
++++++++++++++++++++++++++
عبدالله بن سليمان الربيعان
القصيم
++++++++++++++++++++++++++
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|