تجرّعتُ صابي.. حين أعجزني الصبرُ |
وكنّيت حتى ملَّني الكسر والجبرُ |
فما زادني التأويل إلا فصاحة |
ولا انشق إلا عن سواكنه القبرُ |
حنانيك.. هذا الماء يحتضن الحصا |
فأنى يَبُلُّ الريق في غدنا الفجرُ؟! |
بكينا سواد الليل إذ قام فجرنا |
يهز قناةً ما يبالي بها صدرُ |
أفيقي.. فلا واللهِ ما أنتِ بالتي |
تنام وفي اعطافها يوقد الجمرُ |
أبنتَ الضحى.. نامي على مقلة الضحى |
فما اهتز إلا في قواتلك النهرُ |
ولا ابتاع إلا ريقك النحل والهوى |
ولا اشتار إلا خدك المترف السَّفْرُ |
ولا غاص إلا بين عينيك قانصٌ |
ولا احتار إلا في تفاصيلك الحبرُ |
جَهِدنا.. وما تدرين فيم اجتهادنا |
وتهنا.. وما أغراك بالقُبّة البدرُ |
أردناك شَفعاً حين أرهقنا السُّرى |
وتأبين إلا ان يجيء بك الوترُ |
وننقُم.. أن الامر أضحى تجبراً |
ومثلك لا يدري إلام انتهى الأمرُ |
على أننا نأتيك.. نهجوك تارةً |
ونرجوك أخرى حين يخذلنا الصبرُ |
ونحن الأُلى صانوك في المقل التي |
رأتك رجاءً ما يليق به البتر |
فصّبيِّ لنا كأساً فقد طال مكثنا |
على ظمأ.. أين البشاشةُ والبشرُ؟! |