الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 10th November,2003 العدد : 36

الأثنين 15 ,رمضان 1424

مطالعات
في رواية «حمى قفار» لعلي الحبردي:
تسجيل التاريخ على هيئة شهادة سردية مميزة
عبدالحفيظ الشمري

صدرت للأديب الكاتب علي بن محمد الحبردي رواية جديدة بعنوان «حمى قفار» وهي أحدث اصدارات النادي الأدبي بحائل لهذا العام حيث يدلف الكاتب مباشرة إلى رسم ملامح روايته التي تنهل من معين التاريخ وتؤسس له، لنراه وقد أود ضالته لدى ذلك العهد الماضي الذي أثقل فعلاً على ذاكرته حتى جعله بين رغبتين قويتين الأولى يود فيها بناء قصة تاريخية يستند إليها والأمر الآخر هو محاولة تلمس جماليات ذلك الماضي الذي لم يكن يريده أن يكون شيئاً، ليحاول الكاتب علي الحبردي أن ينقل لنا وبطريقة متميزة ما شغله وعلى مدى نصف قرن من الزمان كان هو حصيلة أحداث هذه الرواية التي ارتبطت ببيئة منطقة حائل وتحديداً في مكان تاريخي شهير يدعى «قفار».
لم تكن الرواية منصبة بشكل تام على ذلك الحادث الذي تعرضت له القرية إنما جاء مزاوجة استرجاعية لعدد من القصص والحكايات التي سجلت لحمتها في النص؛ فلم تعد قصة «الحمى» التي فتكت بأهل قفار هي المحرك الرئيس إنما جاءت مواقف أخرى تسندها ليقدم للقارئ لوحات عدة أهمها لحظة الاستعداد للقنص وما يترتب على هذا الاستعداد الفطري من تجهيز للأسلحة المناسبة وكذلك الطعام والوسائل المساعدة على البقاء أطول مدة ممكنة في الفلاة ولاسيما السيارة التي تعد هي الحالة الأهم.
فالرحلة التي انطلق إلى أماكن الفلاة والصحراء الشاسعة كان فيها وقت لأن يسرد الراوي بعض تفاصيل فاجعة قفار بأهله عندما يورد أطرافاً من القصة وهو من جملة من يركبون سيارة «الفورد الحمراء» متوجهين إلى أطراف النفود لاصطياد الغزلان؛ إلا أن هذه القصة لا تلبث أن تغيب أو يتوقف راويها عن البوح كلما عنى لهم عارض أبرزه جمائل الضباء وهي تفر للنجاة من بنادق الرماة.
شهادة سردية.. تسجل تاريخ الصحراء
يتجه الكاتب الحبردي في روايته نحو تسجيل شهادة مهمة على مرحلة مؤثرة ومعبرة تتمثل في كارثة بيئة لم تعرف حتى الآن أسبابها وهي وفاة أهل قرية كاملة بمرض غامض لا يميت إلا أهل البشرة البيضاء لنرى الحكايات وقد تواترت من خلال هذه الرواية وما سبقها من قصص أن من ينجو من هذا الوباء هم «الموالي» وأصحاب البشرة السوداء في سرد يعد هو الأغرب في التاريخ الحديث، والشواهد كثيرة والأحداث موثقة بالروايات الصحيحة؛ أما الخيال فإن له ما له في مثل هذه الظروف؛ لنرى أن «الحبردي» قد جاء به لتكتمل الصورة وليجعل القارئ يقارن بين صورتي الحقيقة والخيال ليستنبط ما يلزمه من هذه القصص والحكايا المعبئة بالحكمة والغرابة الفائقة.. تلك التي تؤكد دائماً أن الواقع الإنساني لا بد له أن يشهد هذه التحولات حتى أنها تصبح أحياناً ولشدة قوتها أغرب من خيال مجنح.
وضع الأستاذ علي الحبردي ومن خلال روايته «حمى قفار» على أول طرق الكتابة في البيئة فقد يتميز في إعادة تكون ما سبق وقرأناه عن «تلعت التفيهي» أو «قاع الصير» لعلنا نجدها مع «حمى قفار» وقد شكلت ثنائية روائية نفخر بها جميعاً لأنها تأتي من الماضي القريب الذي يحتاج إلى تدوين ومتابعة ليكون بين يدي القارئ.
إشارة:
* حمى قفار (رواية).
* علي محمد الحبردي.
* النادي الأدبي بحائل 1424هـ 2003م.
* تقع الرواية في (160ص) من القطع العادي .
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
كتب
مسرح
مداخلات
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved