قصة قصيرة سكر مكعبات جارالله العميم
|
ليس ككل قمر يختبئ في أول الشهر حتى اطلق عليه هلالاً مثلاً، ولاحتى في بعض المساءات ما يجعلني أن اطلق على كائن حي لا يسمى مجازاً: حرية. كل ما هنالك أنني استيقظ صباحاً على صوت المنبه واستفرغ كابوساً!!
حتى الثامنة والربع:
أرتشف مع شفاي رائحة قهوة من صنع أمي، اجلس امامها مثلاً: وأهذي. اخبرها أنني اعاني وهناً في التفكير وتركيزاً بعدم النوم، لدرجة يا امي انني بدأت افاوض النعاس كسخرية المسيسين، ولكن مثلاً: لا اعرف ما الذي يجعل تلك الوسائد المنتفخة كأبواب خشبية مشبعة بالصرير. اقلب رأسي بحثاً عن ثقب في رأسي، ليس امزونياً يا أمي، والله ليس امزونياً، بل هو: اشبه!!
عموماً.. سأكمل قصتي مع القهوة، يمكن لانها: أمي، من تصنع كل هذا الصبح المتقوس بالقزح. يأتي موعد الشاي: مع أن الموسيقى لا اجيدها صاخبة عندما تتدلى خيوط الشاي الاخضر من شفاي. اضع كعباً او كعبين او لنقل مثلاً: ربع ملعقة صغيرة من السكر الناعم، واكوِّن دائرة على حواف فمي.. مضطراً أن آتي بكاسة شاي فارغة وابدأ: وهكذا، او لنفترض انني: خرجت من المنزل في حالة غضب لان الشاي لم يعد الا روتيناً قد اصبغه علينا: طعم المر منذ الولادة.. اعرف انه ليس ذنبك يا أمي ولست بحاجة ان أعاتب أبي.
ولكن سأفترض وأتمنى أن يكون اخر افتراض: انني قررت ألا اذهب للعمل هذا الصباح، وأن اجلس معك الى أن تأتي العاشرة مثلاً ونخرج معاً. ما رأيك يا امي، بالله عليكم، ألست مثلا« ولد حبوب وطيب»!
تبتسمين، وترقص العصافير غدقاً بي. يتصل احد اصدقائي ليخبرني أن المدير قد خصم من راتبي يوماً واحداً، واضحك بأعلى صوتي واقول له: يا عمي..!!
تسألني أمي عن المتكلم، اقول لها: انت من يعلِّم الأثمان ان الامومة ليست للتداول!
تحكين لي، ترفعين دعاءك الى السماء، ونحن نتجول في المدينة، نقف امام الاشارات، ويتكاثر من حولنا اطفال، كنت تبحثين عن منديل عندما ترينهم على شاشات التلفاز. مع العلم أنني لم أقرر نهاية الافتراض الى الآن: لانني وحيد في السيارة، وأمي في المنزل منذ الصباح، وانني ذاهب للعمل!
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|