الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 10th November,2003 العدد : 36

الأثنين 15 ,رمضان 1424

نص
كتابة تحت المطر
وهذه كتابةٌ جديدةٌ تولد بين ليل يلفظ أنفاسه الأخيرة، ويلملم أقماره ونجومه، وفجر يأمر باندلاع النهار نوراً وشمساً.. كتابة تأتي من قلب شوقي النازف حرقةً، ومن عين قلبي التي تسح صبراً.
اكتب إليك متدثراً بغابات العالم، ومكتسباً بجراح روحي، السرمديةُ في حضورها، الوفيةُ في عشقها، المحترفةُ في تصنيع ألمي.. وتصديره الى كافة ارجائي.. أجلس أمام أوراقي مثل عازفٍ لا تنقصه إلا الموهبة، أو رسّامٍ لا يعرف من الدنيا إلا الظلام.. لأنه بالتفصيل المختصر: أعمى.
إني مشتاق إليك.. الى ابتسامتك التي تعيد خريطة عالمي الى اتساعها الطبيعي.. الى كلماتك التي تتركني فارساً يعتلي السحاب.. الى عينيك التي تنثرني بسعادة من الماء الى الماء.
أيتها الجاريةُ في عروق حروفي.. أيتها المقيمةُ في كل أوراقي.. أيتها العاصفة بكل اشكال حزني.. يا امرأة صارت من الدنيا هي الدنيا.. أيتها الماضي الذي انتظره.
اتعلمين أي حزن يبعثُ المطر.. وكيف يشعر الوحيد فيه بالضياع..، أتعلمين أي شوق يبعث المطر، أتعلمين أنني في المساء الممطر أكثر انتظاراً، وأعظم عطشاً، وأنقى ذاكرة.
أكتب إليك والمطر يضرب أوراقي، فيحيل الكتابة الى مساحات حبر غير مفهومة، وإن كانت معبرة عن إحساسي.. اكتب إليك والورق ينتفض تحت وابل الماء، لتُستبدل سطور الحبر بسطور من مطر.. واذكر في تلك اللحظة عندما كان المطر يضرب وجهكِ الساحر فتسيل منه اكاذيب الماكياج، ويبقى وجهكِ ساحراً..
وأرى المطر الآن يضرب وجوه النساء كل النساء فينزف جمالهن، ويغيب.. حتى يحين ماكياج آخر.
قليلاً ما يُحيي المطرُ ليل الرياض، ودائماً يكون للماء هذا الحضور الصاخب في الصحراء.. المطر في بلادي مثل الحب، قليل ونادر واستثنائي لكنه مهم وصاخب.. إذا حضر احتفلنا بحضوره، وإذا غاب تعللنا بذكرياتنا معه.. أيتها المرأة المطر، لقد جاء المطر فمتى تجيئين؟؟
++++++++++++++++++++++++++
سعد بن محارب المحارب الرياض
++++++++++++++++++++++++++
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
كتب
مسرح
مداخلات
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved