إنْ ضاقت الدنيا على سعةِ المنى |
أو كشَّر الأعداءُ عن نابِ الشنا |
البابُ بابُك ما هللت مُكبِّراً |
والبيتُ بيتك ما حللت مؤمَّنا |
والقلبُ قلبُك فاستضئْ بسنائهِ |
فالساكنُ المسكونُ أنت فما أنا؟! |
ولعلَّنا يا شهدُ يا وطن الجنى |
أهديك فارعةً ونقتسمُ الضنى |
أعطيكَ أيسرَهُ، وأحملُ جُلَّهُ |
مستبشراً «أومى» وقال: لعلَّنا |
فتنفسَ البحران من خلجاتِنا |
وتعللتْ كلّ الجهاتِ بزادِنا |
من كرمةِ العزِّ الموزّع في الذُّرا |
والوردِ والكادي ورابعةٍ لنا |
وتبسَّمَ الفردوسُ في قسماتِنا |
وبكتْ غمائمُنا وأنشدَ مُعلنا |
إن شئتَ أرضيتُ الخرائدَ بالضحى |
من دُرِّ ما غنَّيتَ في فجرٍ دنا |
أو شئتَ أمطرتُ العقيقَ بصيِّبٍ |
من عذبِ ما روَّيتَ ظمآن الرّنا |
أو شئتَ أسرجتُ الجوادَ مطاولاً |
أو شئتَ أطلقتُ الجيادَ تيمُّنا |
المانحاتِ لكلِّ بارقةٍ سنى |
المغدقاتِ بفيضهنَّ على الدُّنا |
المردفاتِ لكِّ الربيعَ من اللَّظى |
المبلغاتِك للعزيز من المنى |
المقبلاتِ إذا الكريهةُ أقبلت |
المدبراتِ لكرَّةٍ بين القنا |
المدنياتِ لك الشوامخَ من علٍ |
الرواياتِ الشعرَ أنك من هنا |
من جنّةِ الدنيا ومُزدلف الورى |
والجنةِ الأخرى تكاشفُ من مِنى |
من طيبة الطيبِ المعتق حاضناً |
للنخلِ، للشرف الرفيعِ، تَعَدْننا |
يا ذا الفتى الحاني على سرواتِنا |
والمقبلُ الجاني لكرم المنحنَى |
والأحمرُ القاني بأوردةِ الصِّبا |
أشعلتَ جذوتنا وعدتَ محصّنا |
فالأرض أرضك ما ركضتَ مغالباً |
والأرضُ حُضنك إنْ عرضتَ مُهادنا |
والله قد أعلاك صوتَ حقيقةٍ |
فاصدحْ وصحْ بالناسِ أنك من هنا |