الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 10th November,2003 العدد : 36

الأثنين 15 ,رمضان 1424

الفوتوغرافية نها آل غالب:
الصورة التي أنتهجتها تمر بمراحل تقنية معقدة وجهد كبير

* كتب أحمد الدهلاوي:
هناك مساحة واسعة تضم أفكاراً عديدة، وإبداعات جديدة، وليس كل ما يعرض جميلاً ورائعاً ويفوق الوصف والخيال، ويبقى ان نتعامل مع الفن بروح الفن، وبمعنى أسمى من الثناء الذي يجعلنا نقف أمام العمل دون فهم للمغزى، واستيعاب للطرح. نسعد بالتجديد والانطلاق نحو آفاق أبعد تتجاوز الزمن وتتخطى المراحل، وتختصر الحدود، إن ما يقدم من أعمال فنية ليس ضروريا ان تنال إعجاب الجميع، أو تلفت أنظار جميع الزوار، فمنهم من يرى ذلك عملاً إبداعياً، وآخر عكس ذلك تماماً.
كل تجربة فنية جديدة تستحق النقاش، والطرح والأخذ والرد، ليتحقق الهدف من العرض، وليستفيد المتلقي الذي ينتظر الإبداع، وما نقدمه اليوم حول معرض الشريفة نها آل غالب ليس حكماً على مستوى الأعمال ولكنها مجرد تساؤلات تدور في أذهان كثير من الزوار حول تصنيف هذا المعرض والجديد الذي أتت به، هذا رأينا ورأى بعض من قابلناهم في المعرض، والمجال مفتوح للجميع للمساهمة في النقاش والطرح البناء الذي يخدم الحركة الفوتوغرافية، وكل عمل لا يثير الساحة يبقى عمل تقليدي.
قدمت الفنانة ما يزيد على 34 عملا جاءت بعض الأعمال بالأبيض والأسود كانت أغلب الأعمال مغايرة لما تعود عليه المشاهد والمتلقي السعودي على وجه الخصوص، هذا المعرض أتى ليحرك السكون الفوتوغرافي، وينشط الخمول الفني، فما طرحته تقول عنه كما جاء في الكتيب المصاحب «هو فن اكتشف قبل عدة سنوات ويعتبر فناً حديثاً بالنسبة لمدارس التصوير الفوتوغرافي المعروفة سابقاً ومنه نوعان: ايموليشن ترانسفير وايمج ترانسفير.. ويستعمل كلاهما نفس الأجهزة والأفلام إلا انهما يختلفان في النتيجة وطريقة التحضير.. الأول يمكن وضع الصورة على أي سطح كالورق التشكيلي، الكنفس، الزجاج، الخشب، أما الثاني فتستخدم فيه الألوان المائية ويمتاز كلاهما بأن الصورة لا تتكرر وحيدة، ويمكن للفنان استعمال أدوات الفن التشكيلي ويوضح هذا الفن علاقة بسيطة تربط بين فن التصوير الفوتوغرافي والفن التشكيلي رغم اختلافهما ويوضح ما يتمتع به فن التصوير الفوتوغرافي من رؤيا تشكيلية».
وتحدثت حول كيفية إنتاج هذا العمل بقولها انه يعتمد على عملية التحميض والطبع والتي تحتاج لجهد ووقت وخبرة طويلة، وعن السبب في عدم تكرر الصورة أضافت بقولها: عندما تلتقط الصورة تبدأ عملية إنتاج العمل الفني من خلال التحكم في الأحماض ودرجة حرارتها كما ان الصورة المعروضة هي الأصل فهي عبارة عن أفلام البولورويد.
طبعت بعضه الأعمال المعروضة على الزجاج والبعض الآخر على الورق وقد اقترب بعضها من اللوحة التشكيلية، وأضافت الفنانة في الكتيب المصاحب للمعرض بأن «هذا النوع من الفن يعرض لأول مرة في المملكة العربية السعودية والعالم العربي».
قد تكون نوعية المواد جديدة، وطريقة التعامل مع الصورة في المختبر حديثة، إلا ان المتتبع للحركة الفوتوغرافية يجد أعمالاً فنية تشابهها في النتيجة وتعتمد اعتمادا كليا على التلاعب بالأحماض والتدخل بشكل مباشر في العمل الفني، ومن الفنانين السعوديين، الفنان أنس أبوالسمح الذي عرض مجموعة من الأعمال بالتلاعب بالأحماض والاضاءة وكذلك الفنان حامد شلبي، ومن الطرق المستعملة في إنتاج مثل هذه الصورة ما يعرف بالبوستريزيشن وهو عمل مشترك بين التصوير الفوتوغرافي والميكانيكي «التصوير بالطباعة» وكذلك التشميس والساباتير والتليف وكل هذه الطرق تعطي نتائج مماثلة لما قدمته الفنانة وقد تحدث عنها الفنان أحمد فؤاد البكري في عدد من سلسلة كتبه الكاميرا للهواة ، أما عدم تكرار الصورة مرة أخرى فليس هذا هدف يسعى إليه الفنان، كما ان ذلك لا يعطي دلالة على جودة العمل الفني، ولتحقيق هذه الغاية كان أحد الفنانين العالميين عندما يلتقط صورة ويطبعها يقوم بإحراق السلبية حتى لا تتكرر هذه الصورة مرة أخرى.
أما الأعمال التي جاءت بالأبيض والأسود فهي نفس الأعمال التي عرضتها في معرضها الأول عام 1999م بعنوان «صور وكلمات» هذه الأعمال جاءت بشكل جميل ومعبر، إلا ان تلك الكلمات التي سطرتها الفنانة على العمل الفني جعلت المتلقي العربي ينصرف عن جمال اللوحة إلى قراءة النص والاستمتاع به، حتى سجل أحد الزوار كلمة يشيد بأحد الأعمال وببيت الإمام الشافعي المكتوب على العمل، أما المتلقي غير العربي فإنه يقف حائراً أمام تلك الرموز التي لا يعرف معناها، فالصورة تبقى ظلاً ونوراً لا تحتاج لوسائل معينة لتعبر عن المعنى والإحساس الذي انطبع على تلك المادة الجلاتينية وإلا لفقدت الصورة قيمتها، فالصورة لغة عالمية لا تحتاج لمترجم يخون الإبداع، ولا تبحث عن موطن تستقر فيه، فهي تغني عن ألف كلمة، فإذا دخلت الكلمة عليها احتاجت الصورة إلى ألف كلمة لشرحها.
بقي ان نعلم ان الفن إبداع لا حدود له، ليس مقيد بتقسيم معين لا يتجاوزه، كما ان العالم في تطور مستمر والفنون تسير جنبا إلى جنب مع هذا التطور، وما على الفنان إلا ان يقدم العمل الذي يجده يعبر عما في داخله سواء أكان هذا الفن جديداً أم غير ذلك، والإبداع الحقيقي يكمن في التميز والابتعاد عن النمطية السائدة.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
كتب
مسرح
مداخلات
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved