الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 10th November,2003 العدد : 36

الأثنين 15 ,رمضان 1424

واقع الفن التشكيلي المحلي
دعم المعارض يفوق مستوى التنظيم والإعداد
اعتماد مبدأ التشجيع أوجد ضبابية بين الهدف والمحصلة الابداعية
محمد المنيف

الحديث عن المعارض التشكيلية التي بدأنا تسليط الضوء عليها في الحلقة السابعة من هذه الحلقات ونقصد بها المعارض المتعارف عليها في مجال الفنون التشكيية عربيا وعالميا والتي يقوم من خلالها الفنان في معرض فردي او مجموعة فنانين بعرض اعمال تمثل تجاربهم المتوازية مع ما يتم عرضه في المعارض المماثلة دوليا لهذا نجد اننا ملزمون ان نبدأ من حيث بدأت المعارض الحديثة مستثنين ما تم القيام به من معارض في أندية صيفية او معارض مدارس وخلافها شارك بها اسماء اصبح لها موقع في الساحة الجديدة المعاصرة.
معرض المقتنيات
فقد قامت الرئاسة العامة لرعاية الشباب باعتبارها اكبر المؤسسات الرسمية دعما لهذا الفن بوضع خطة للفنون التشكيية من خلال الإدارة التي انشئت من اجلها كما ذكرنا في الحلقة السابقة وبدأت بأول معرض جماعي لفناني المملكة عام 1396هـ شارك به عدد لا بأس به من الفنانين المتواجدين على الساحة رغم قلة عددهم، منهم المنتمون للأندية او المكاتب الفرعية للرئاسة او من اعضاء جمعية الثقافة والفنون «سيأتي دورها في الحديث وما قامت به من معارض جماعية وفردية». اطلق على المعرض مسمى معرض المقتنيات وقصد منه اقتناء الاعمال المتميزة تشجيعا للفنانين وللمشاركة بها في المحافل الرسمية التي نشطت فيها الشؤون الثقافية بالرئاسة وبرز من خلالها مستوى الثقافة السعودية على المستوى العربي والدولي، وقد كان المعرض بحق من انجح المعارض واكثرها استقطابا للمبدعين وكان له الدور الفاعل في إثارة جو المنافسة واثبات الذات وكان قبول العمل للمشاركة فيه دليلا وتأكيدا على ان من قدم المشاركة استحق ان يكون ضمن المتميزين ويستحق ان يحمل صفة فنان إلا ان الأيام كانت تخبئ الكثير من الأخطاء التي احالت المعرض الى معرض متواضع ومكرر فأصبحت غالبية الأعمال المشاركة فيه من أعمال أصحاب التجارب السريعة غير المرتكزة على وعي بالعمل فكرة وتقنية وذلك تسبب فيه مبدأ التشجيع الذي اصبح يراه الجميع شعارا لجميع المعارض اللاحقة، لتفادي ما قد يحدث من تساؤل الكثير حول رفض أعمال البعض وقبول أخرى لعدم وجود الكودر القادرة على التقييم ومعرفة من يستحق المشاركة من غيره حيث حاول المسؤولون عن تحكيم المعارض ان ينقذوا ما يمكن انقاذه كان الحل ان حددت اللجان المقيمة للأعمال والمحكمة للمسابقات اسماء تحمل درجة عالية في التربية الفنية وتفتقد أبعاد العمل الفني لعدم ممارستهم له وتلك من أهم الأخطاء في العلاج وسيكون لنا مع التحكيم حديث طويل.
معرض المناطق
بعد المعرض الأول للمقتنيات أقامت الرئاسة العامة معرض المناطق عام 1397هـ وهو معرض متخصص في تقييم إنتاج ما يقام من معارض في المكاتب الفرعية للرئاسة العامة لرعاية الشباب المنتشرة في المملكة كمحصلة للمعارض التي تقام داخل الأندية عبر المراسم التي انشئت فيها، سيأتي الحديث عن ذلك تباعا.
معرض الفن السعودي المعاصر
وفي عام 1399هـ أعدت الرئاسة العامة معرضا من أهم المعارض وأرقاها تسمية وأكثرها إثارة للمنافسة يحمل اسم معرض الفن السعودي المعاصر بعد ثلاث سنوات من إعداد معرض المقتنيات وعامين على إقرار معرض المناطق للخروج مما شاب المعارض من ازدواجية وبشكل سريع نتيجة ما ظهر على الساحة من اندفاع كبير وغريب من مختلف المنابع والمناهل الشبابية من الأندية ومن منسوبي التعليم ومن فنانين آخرين من جهات أخري، منهم الدارس ومنهم الموهوب والأكثرية هواة يتبدلون من فترة الى أخرى فكان معرض الفن السعودي المعاصر بديلا ومنقذا للفنانين الكبار المعروفين بمستوى إبداعهم المتجدد والمدروس والعائد من فهم عميق بما تعنيه الفنون التشكيلية وعندما نقول انه المنقذ عودا لما واجهه هؤلاء الفنانون من خلط في أوراق المعارض السابقة وضياع معالم طريق الهدف المنشود من جهود الرئاسة والمدعومة بكل السبل مقارنة بما يحمله هؤلاء الفنانون من علاقة بالجانب الآخر من منظومة هذا الفن عالميا وبما يضطلعون به من ثقافة وخبرة تؤهلهم للمنافسة في حال الأخذ بهم بالشكل الرسمي لذلك كان هذا المعرض في بدايته رائعاً متميزاً كما كانت تجربة معرض المقتنيات في أولى خطواته فقد اعاد معرض الفن المعاصر الكثير من الفنانين الكبار والرواد للساحة وإثرائها بالإبداع حتى مر بهذا المعرض ما مر بغيره من ازدواجية وفتح للمجال بين مختلف المستويات فأضيف لسابقه من التجارب المتعددة دون تحديد هدف كان لنا معها الكثير من الخلاف حولها مع الكثير مع المعنيين والقائمين على هذه المعارض وعن هذا المعرض بشكل خاص وسبق ان طالبنا عبر العديد من المقالات وفي صحف مختلفة ساهم معنا في طرحها نقاد وصحفيون في مقدمتهم الناقد والفنان التشكيلي عبدالرحمن السليمان والفنان التشكيلي الدكتور محمد الرصيص والفنان الكاتب التشكيلي نايل ملا والفنان الكاتب التشكيلي عبدالعزيز عاشور وغيرهم من الأقلام الموثرة والداعمة للساحة التشكيلية لأن تكون المعارض محققة للأهداف التي أسست أو أقرت من أجلها وان تتحدد ماهية كل معرض والهدف منه من خلال لجان منتقاة للتقييم والتحكيم بناء على خبرات مدعمة بالثقافة والوعي بما نحن فيه وما نحن بصدده وما يطرأ من جديد على المستوى العالمي وكيف يمكن توظيفه محليا ضمن الأطر المرسومة المتوافقة مع ثقافتنا اضافة للحضور والتواجد والمساهمة المباشرة في الساحة ابداعا وفكرا متجددا واشرنا الى ان هناك الكثير من هؤلاء وفي مقدمتهم الرواد او من لهم باع طويل ومواصفات تستحق ان تكون أطرا للعضوية فيها إلا ان الأمر بقي كما هو وانتهى المعرض الى ما انتهى إليه سابقاه.
معرض مراسم الأندية
تلا معرض الفن السعودي المعاصر معرض لنتاج المراسم ويمكن اعتباره معرضا إثرائيا في حال الاهتمام به إلا أن الأمر لم يكن كما حسب له او كما يتوقع المتابعون والراصدون لمسيرة الفن التشكيلي ان ينتهي اليه فقد اصبحت أكثرية الأعمال المشاركة في فترة ما من فترات نشاطات تلك المراسم من تنفيذ أيد غير سعودية من المشرفين المستقدمين لمهمة تدريب الشباب على المهارات التشكيلية نتيجة جهل رؤساء الأندية ما يعنيه المرسم وما يمكن ان ينتج عنه مثل هذا التصرف مع ان غالبيتهم لم يكونوا مؤهلين للتدريب ولدينا الكثير من النماذج التي تثبت مثل هذا الفعل إذ يتم تذييل الأعمال المنتجة من قبلهم باسماء بعض منسوبي النادي من الشباب بقصد المشاركة والحصول علي الدعم المادي للنشاط الثقافي للنادي ومن المؤسف ان الخطوة التي اتخذت عند إنشاء تلك المراسم في كثير من الأندية لم تحقق الغرض المنشود ولم تستفد الأندية من الدعم الكبير لها والمتمثل في تأمين المراسم بكل الخامات والأدوات ومستلزمات العمل التشكيلي من ألوان و«استاندات» حاملات لوحة الرسم وعدد وأدوات للنحت وخلافها نتيجة الاهمال من قبل إدارات الأندية وتهميشها لهذا النشاط ثم القضاء عليه، مع ان هناك أندية في المدن الرئيسية تضم اسماء كبيرة في الساحة وكانت بداية العديد منهم من خلال تلك الأندية باعتبارها المنطلق الأول للمعارض التشكيلية منها نادي النصر الذي أقام فيه محمد السليم اول معارضه عام 1387هـ ونادي الشباب والاتحاد ونادي الأهلي.
معرض الفنانات التشكيليات
أقامت الرئاسة ضمن برامجها الداعمة للساحة معرضين للفنانات التشكيليات احدهما عام للسعوديات والمقيمات والآخر خاص بالفنانات السعوديات ولهذه المعارض ما لها من الملاحظات نتركها للزمن ونغض الطرف لكونها تجربة قصيرة المدى لا يمكن لنا الحكم عليها وعلى امكانية النجاح او عكسه مع ان الساحة التشكيلية النسائية مازالت في طور الحضانة إلا من بعض الأسماء.
معارض متنوعة المشارب
نكرر ونعيد مقولتنا السابقة بأن ما مررنا به من استعراض في هذه الحلقات وما سنتطرق له، لا يعني شمولية الطرح بقدر ما نعتبره تلميحا موجزا حتى لا تطول المسافة ويمل القارئ واذا كنا قد مررنا بالمعارض الرسمية الجماعية التي تعدها الرئاسة العامة لرعاية الشباب مع ما تعده من معارض جماعية أخرى غير ثابتة تقام لمناسبات معينة منها معرض مناسبة مرور عشرين عاما على تولي خادم الحرمين الشريفين مقاليد الحكم او مناسبة مرور مائة عام على توحيد المملكة وغيرها من المعارض المشابهة محليا والتي تحظى بمشاركات متميزة ومن مختلف القدرات والاسماء من رواد وشباب او ما تقيمه الرئاسة من مشاركات خارجية لهذا فنحن على موعد مع المعارض الأخرى خارج إطار الرئاسة ومنها معارض جمعية الثقافة والفنون والحرس الوطني ووزارة المعارف وألا ننسى المعارض الجماعية التي يعدها فنانون والتي لها من السلبيات الكثير. موعدنا الاسبوع القادم بإذن الله لنستخلص بعض النقاط مما سبق ذكره.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
كتب
مسرح
مداخلات
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved