الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 11th April,2005 العدد : 101

الأثنين 2 ,ربيع الاول 1426

أعراف
سُليمى
محمد جبر الحربي
الموضوع ليس بعيد أمّ في نظري، ولكن هل بالإمكان تصور الحياة ولو ليوم واحد بدونها، ذلك ما عشت أعانيه، فتشبثوا ولو بظل أمهاتكم.
سُلَيْمَى
هاتِ الليلَ وهاتِ اللغةَ المنسيةَ..
وازرعني في الشجوِ، اسبقني للشدوِ
ففي أُذُنيّ حَنينٌ للقهوةِ إذ تصبحُ شعراً
للّيْلَة.. إذ تتكسّرُ في مرآةِ الشعْرِ
فلا يَعْرِفُ أَوّلَهَا آخرها
لا تعرفُها اللغةُ الحيّة
منذُ زمانِ الوصلِ إلى زمن النيّةِ،
والنيّةُ منزلها القلبُ
فهاتِ القلبَ وهيّا.
سأحدّثُ في الناس، وما ثَمَّ سواكَ
الليلُ يطولُ فخذْ واترُكْ
وادّاركْ ما شِئتَ،
إذا تحرقك النارُ اصرخْ
إن تصرُخْ تُسمعْ
فادفع ما يدّافَعُ في جَنبيكَ. وخُذْ مِمّا بسّاقط من أوراق
القلبِ جنيا.
منذ ابتدأ العالمُ
والورد ينزُّ دماً، فَتعالَ نطاَلعُ
سرَّ الحُمرةِ كيفَ يموتُ الوردُ
ويبقى الغصنُ طريّا.
وإذا ما انبثقت عيْنٌ في الزاويةِ الأخرى
يتساوى في اللّمس الظالمُ والمظلومُ.. ولكنْ دعني
منْ لغةِ الظُلْمِ وَهَبْكَ المقطوف
فكيفَ إذا تُقْطَفُ حَيّا؟!
منذ ابتدأ العالمُ والإنسان الجرحُ.. الجرحُ الإنسان
يُرَاوِحُ في الغَيِّ يحبُّ فيُعييهِ الحُبُّ، يُقاتِلُ: تَعْيَا
الحربُ ولا يعيا، تَنْدَثرُ
الجمجمةُ، ويَذْوي العَظْمُ، تَهُبُّ الريحُ.
يعُودُ عَتِيّا.
هاتِ اللّيلَ، وهاتِ الساعةَ، وارقب كيفَ تدورُ عقاربُهَا
اسكبْ لي شيئاً من ساعاتِ الليلِ، وصُبَّ لنفسِكَ شيّا.
أتُحبُ البحرَ؟!
أحببتُ البحْرَ وأغرتْني الزُّرْقَةُ لكنِّي لم أدخُلْ
لُجَجَ
الملْحِ، ولم أعْبَثَ إلا بالرَّمْل.
وأقنعني خوفي: أنَّ الرَّملَ غَنيّ بالأسماكِ..
وكانَ الرّملُ غنيّاً.
كان أبي يأخُذنا عبر جبالِ السروات
فنصعدُ.. نصعْدُ.. نصعدُ
ثمّ هبوطاً للوادِ، نَحطُّ بمكةَ، يَعتَمِرُ أبي،
ونطوفُ صغاراً حول البيت
(البيتْ.. البيتْ)
كُنّا نتَنقلُ بينَ منازِلَ.. لا أتذكَّرُ: أينَ.. وكَمْ
لكنّي أتذكرُ
صحنَ البيت..
يطوفُ حمامٌ مِلْءَ الصحنِ، ويسرِقُنا.. تسرقُنا
خطواتُ الناسِ..
الدعواتُ اللغةُ السَّجْعُ
فيُرجعنا صوتُ أبي..
والبابُ.. أبي والباب
مهلِكَ يا بحر..
فسُليمى نائمةٌ، والدمعةُ غرقى..
(يا سُليْمَة يُمه.. يمّهْ يا سلَيمَهْ
عونك يا يمه
نامتْ عُيون الناس.. قلبي شِيْنَيْمَهْ).
حين عرفت الوقت عرفتُ سليمى وبكيتُ بكيتُ
قال أبي: الوشم بساعدهِ الأيمن
من أمّي؟!
والأيسرُ؟!
قال أبي.. أكثر في القولِ
وكانت نائمةً
فعلامَ النوم... صحوتُ.
لو وهبت روحيَ بعضَ ملامحها
لو تركت كحلاً للعين، مداداً للقلبِ، أريجا
في الثوب ولو.. تركت شيئاً غير الاسم، وغير
الوشمِ
وغير السنتينْ.
هات الليلْ..
قم هات الليلَ،
وهات الشمسَ.. وهيا..


mjharbi@hotmail.com

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
مسرح
مداخلات
الثالثة
مراجعات
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved