Culture Magazine Monday  11/06/2007 G Issue 202
فضاءات
الأثنين 25 ,جمادى الاولى 1428   العدد  202
 

ركلات ترجيح شعرية «1-2»
عبدالله بن أحمد الشباط

 

 

صفتان تميزان الأستاذ الشاعر حسن إبراهيم السبع يشعر بهماكل شخص يتعامل معه كظواهر سطحية هما الهدوء في حركاته وأحاديثه وتعامله مع الآخرين، والثانية البشاشة التي لا يستطيع أن يخفيها لأنها غير مصطنعة، وبهاتين الصفتين أو (النعمتين) ولج دنيا الأدب مشهراً قلمه في يد، وريشته في اليد الأخرى، فقلمه لكتابة المقالات والأبحاث الأدبية والنقدية وقصائد الشعر، أما الريشة فترسم بعض المواقف شعراً خارج إطار الشعر التقليدي لأنه يعالج مواضيعه عن طريق النكتة والتعابير الفكاهية، وقد صدر له من الشعر المكتوب بالقلم زيتها وسهر القناديل 1992م حديقة الزمن الآتي 1999م أماماً رسم بالريشة النقدية، فهو هذه المجموعة (ركلات ترجيح) وركلات الترجيح تستعمل في المباريات الرياضية عندما تكتمل الأشواط الأربعة بتعادل الفريقين وحسن السبع هنا تتصارع لديه ملكة الشاعر مع ملكة الناقد الذي يريد أن ينطلق لوضع النقط على الحروف فيصطدم بالشاعر في داخله، حيث يحاول أن يضبط تعابيره داخل مساحة محددة من التعابير الأدبية للتخلص من هذه المباريات المتكررة داخل عالمه الشعري إلى ركلات الترجيح حتى يخرج بنتيجة تتسق مع الحسن الأدبي، وهذه المجموعة عبارة عن قصائد ذات طابع فكاهي ملتزم بالتقاليد الشعرية مع احترام شديد للغة الضاد، فهو في مجال الفكاهة والتنكيت غير متبذل ولا متطاول على اللغة ولا على التقاليد الشعرية مع محبة للمرح وخفة الدم والضحك حيث يتحدث عن صديق له قليل أو نادر الابتسام فيحاول مساعدته:

ولو تشتري خفة الظل اشتريت له

عشرين لتراً فأمسى ضاحكاً مرحاً

يتنساب من (دمه الشربات) دردشة

تحبها إن أراد الجد أو مزحاً

وأنى سأقفز متخطياً ذلك الإيضاح الذي وضعه المؤلف في مدخل كتابه:

(تظل بعض الدعابات الأدبية حبيسة لأدراج الأدباء والكتاب، فلا تخرج منها إلا للتداول بين الأصدقاء ولا ترى النور إلا في المنتديات الخاصة نظراً لخصوصية مضامينها، وتلقائية لفتها، لكن ذلك لا ينفي عنها صفة الإبداع والمتعة والفائدة.. إلا أن سدنة الجد ومهندسي الصرامة من أساؤوا فهم هذا اللون الأدبي على مر العصور، ونتيجة لذلك فقد طمرت الكثير من تلك الدعابات في الأدراج فحرم القراء من لون أدبي هو - على أي حال - أفضل مما بليت به الساحة الثقافية من تهويمات لا تعمر في الذاكرة إلا كما تعمر فقاعة).

والأستاذ حسن لا يحب (التكشيرة) تطفي على ملامح الوجه: وها هو يصف أحدهم

(مكشر) لم يبتسم مرة قد بز بالتكشيرة أقرانه

له فم لكنه موصد لا تنسف النكتة أركانه

يحاذر الضحك وأسبابه خشيه أن يفقد أسنانه

وشاعرنا لايقف عند هذا الذي علا التكشير وجهه بشكل دائم، بل هو يشرع قلمه وريشته لإعطاء أؤلئك الذين يمارسون بعض الأفعال الممقوتة ما يستحقون فيرسم لهم صوراً شعرية أقرب ما تكون إلى السخرية منهم، ومن أفعالهم، ولذلك فهو مضطر لاستعمال بعض الكلمات مع إدخال بعض التعديلات عليها بما يتناسب مع التعابير العامية (مثل) فبركها: اخترعها والهلس: الكذب كقوله:

ويلاه من مخترع بارد (الهلس) شيء من سجاياه

جاري (أبا لمعة) في فنه بل بزه ثم تعداه

يكاد يهوي السقف من قصه فبركها المذكور أعلاه

وكلمات: الخريط: الزيف والكذب، باروكة: الشعر المستعار كما في قوله عن المرأة التركيب:

بأن الخريط لو خيرت ما بانا مذ سيح الحر فوق الوجه الوانا

ولم تعد عدسات العين لاصقه ولا الرموش التي شقت حنايانا

ولم يعد شعرها ذاك الحرير سوى باروكه فخمة من (سنت لورانا)

وهناك أيضا كلمة الكشخة وتعني الأناقة حيث يقول عن نفسه:

لي كشخه ما لها مثيل ولا شبيه ولا مقابل

لكنني مفلس أصيل سبقت في فقري الأوائل

وخير وصف لمثل حالي خلاخل والبلاء داخل

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب((7699ثم أرسلها إلى الكود(82244)

- الدمام


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة