Culture Magazine Monday  11/06/2007 G Issue 202
فضاءات
الأثنين 25 ,جمادى الاولى 1428   العدد  202
 

لا تحزن «1-2»
محمد أحمد الشدي

 

 

(لا تحزن) عنوان السفر القيم الضخم الذي كتبه الشيخ والعالم الجليل الدكتور عايض القرني، بأسلوب رشيق جذاب، بعيد عن الغموض والتصنع والتعقيد، وبتوجه إسلامي بعيد عن طروحات الفكر المشوش وعن فلسفة بعض أدعياء التغريب والإبداع!

حاز هذا الكتاب اهتمام كثير من القراء والعلماء والأدباء والمثقفين ليس في المملكة وحسب بل في مختلف البلاد العربية الإسلامية، حيث كان الإقبال على اقتنائه وتدارسه شديداً بدليل أنه طبع 26 مرة، وبيع منه ما يزيد على مليون نسخة كما ذكرت مكتبة العبيكان، الجهة الناشرة له، وبدليل أنه ترجم إلى عدة لغات، وهذا يعني أن النسخ المطبوعة باللغة العربية واللغات الأخرى بلغت الملايين.

ومع أن الكثير من الكُتاب من داخل المملكة ومن خارجها أثنوا على هذا الكتاب ومؤلفه، إلا أن هناك دائماً شريحة ضئيلة من الناس من مدعي الأدب والشعر والثقافة والبحث والتأليف لا تنظر إلى الآخرين إلا بعين الحسد، بل هناك أشخاص متعالون ومتنفذون لا يحبون أن يروا في مرآة الواقع إلا أسماءهم وصورهم.

وهذا دليل على جهلهم وفشلهم وضعف نفوسهم الثقيلة! من هؤلاء من حاول الحط من شأن كتاب (لا تحزن)، فهم في مجالسهم الخاصة ورواشينهم الموبوءة بالغمز واللمز والحش والتهوين يقولون مثلاً: إن هذا الكتاب سطحي وعادي لا جديد فيه ولا فكر ولا إبداع، وإنما هو مجرد نقل وتجميع ومقولات جاهزة عفى عليها الزمن.

ومن هؤلاء من أزعجهم وساءهم أن يصل عدد النسخ المطبوعة والمبيعة من كتاب (لا تحزن) إلى مليون نسخة وأكثر، ربما لأن بعضهم قد خاض غمار التأليف والنشر شعراً ونثراً ولم تصل المبيعات من دواوينهم ومن كتبهم حدود الألف أو الألفي نسخة.

وهناك من ادعى أن الدكتور القرني كان هدفه من وراء تأليف كتابه (لا تحزن) الشهرة والكسب المادي لا أكثر ولا أقل. إنهم وجهوا إلى الدكتور القرني في نقدهم الأدبي سهام الأذى والاستعداء ظلما وعدواناً دون أن يفكروا ولو لحظة واحدة بأن الظلم مرتعه وخيم. أما الدكتور القرني فقد ترفع كعادته عن الدخول في وحول الجدل والمهاترات العقيمة التي لا جدوى منها ولا طائل.. وهكذا هي صفة العلماء، وحسب ما قاله عنه وعن كتابه المنصفون من كلام طيب يستحقه بالفعل.

وفي رأيي الشخصي أن الدكتور القرني حين شرع في تأليف كتابه لم يكن هدفه الشهرة والإثراء، بل كان هدفه كعالم وداعية وأستاذ جامعي أن ينفع به المسلمين ويضع لهم الخطوط العريضة ويوضح لهم الطريق القويم الذي يحقق لهم الرضا والسعادة في هذه الحياة ويجنبهم الهم والحزن ويعمق في قلوبهم الإيمان بالله والعقيدة الصافية من أجل الفوز في الدنيا والآخرة.

من ناحية أخرى أكاد أجزم بأن الدكتور عايض القرني لم يكن يتوقع أن يحقق كتابه (لا تحزن) هذا الانتشار الواسع في زمن انصرف فيه الناس عن القراءة وانشغلوا بالأمور الدنيوية المادية واللهو والمتع والأسفار وما شابه ذلك. ولكن من حسن حظ الدكتور ونيته السليمة أن الكتاب نجح نجاحاً باهراً وانتشر وشاع وحقق له المزيد من التقدير والاحترام، وهو اليوم نجم من نجوم المحطات الفضائية يتابعه وينصت إلى أحاديثه ومحاضراته القيمة ملايين المشاهدين من جميع أنحاء العالم سواء أكانوا مسلمين أو غير مسلمين، وذلك فضل من الله يؤتيه من يشاء.. وللحديث صلة.

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMSتبدأ برقم الكاتب«5064» ثم أرسلها إلى الكود 82244

- الرياض


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة