Culture Magazine Monday  11/06/2007 G Issue 202
مداخلات
الأثنين 25 ,جمادى الاولى 1428   العدد  202
 

عاتق البلادي أكّد مقولة:
(الصالونات الأدبية للوجاهة)

 

 

عندما كتبت مقالي السابق في ملحق (الجزيرة) الثقافي الذي يصدر كل يوم اثنين عن الصالونات الأدبية أو ما في حكمها، وأنها في معظمها تقام للوجاهة عدا قلة قليلة قد يكون أصحابها يسعون للفائدة. بعد تلك المقالة ثار عدد كبير من أصحاب تلك الصالونات، لكنهم فضلوا عدم الرد كتابة خوفاً أن يكونوا ضمن المقصودين، لكنني - ولله الحمد - لم أقل ذلك الرأي من فراغ بل بعد حضوري عدداً من الصالونات، فكان الحكم. وحقيقة أسعدني جداً أن جاء الإنصاف لي مكتوباً بعد أن سمعت الإشادة بما ذكرته من الأستاذ الأديب الشاعر عبدالله سميح العصيمي وعدد من المكالمات الأخرى، لكن الإشادة الكبيرة والمكتوبة التي أكدت صحة مقالتي كانت عبر حوار مع الأديب الكبير والمؤرخ عاتق البلادي؛ وذلك في حوار معه يوم الأربعاء 29-4-1428هـ بجريدة الندوة، إذ قال الكلام نفسه الذي قلته، ولكن بطريقة الأدباء الكبار للهدف نفسه، إذ قال: لقد حضرت عدداً من الفعاليات بهذه الصالونات التي أرادها أصحابها وجاهة اجتماعية، كما أن المحاضرين فيها ليسوا على قدر من المستوى ويكررون موضوعاتهم. كما أنه اتفق معي في نقطة أخرى أن هذا لا يعني أن جميع الصوالين غير مفيدة، فهناك صوالين ممتازة وخدمت الأدب والأدباء.. كما قال إن عيوبها هي عيوب الأندية الأبدية نفسها؛ وهو تأخرها لساعات متأخرة من الليل، والشيء الغريب أن هناك أشخاصاً تعودوا في المجال الأدبي والثقافي أن يقحموا أنفسهم في مجال لا يفهمون فيه، كما أنهم يحرجون أنفسهم عندما يدعون بتلك الصالونات أسماء ضعيفة جداً وغير مدركة لما يطرح؛ لأن هدفهم فقط هو الضوء الإعلامي.

وأنا هنا أطالب وزارة الثقافة والإعلام (الإدارة العامة للأندية الأدبية) بأن تضع آلية مناسبة وشروطاً لمن يحق له افتتاحها، وأن تخضع للمتابعة والرقابة. فما حدث لنا في أمور سابقة الكل يدركها وإن كانت بعيدة عن الصالونات الأدبية، لكن الحذر مطلوب ومعرفة ماهية محاور هذه الصالونات؛ لأننا في زمن محتاجون فيه لفكر ثقافي واعٍ، ومحتاجون كثيراً لمناقشة ذلك وترسيخ الفكر الصحيح الذي يتفق مع الفكر الأمني كونه جزءاً لا يتجزأ من الثقافة، كما أني لا أنسى هنا الدعوة لضرورة أن توجد في مدارسنا صالونات أدبية أسبوعية لكي ننمي الوعي الثقافي الفكري الأمني. فبلادنا غالية علينا وحماية العقول الناشئة وفكرها وثقافتها واجبة علينا جميعاً، فما تعرضنا له سابقاً ونتعرض إليه حالياً من فكر ثقافي إرهابي من أناس محسوبين علينا، يجعلنا نعيد حساباتنا ونسعى لفلترة عقول النشء من الجنسين لكي يكونوا أصحاب فكر ووعي وثقافة نزيهة، ونبعدهم عن طريق الضلال، ولعلها تكون بمشيئة الله فرصة لعودة المخدوعين لصوابهم الذين باعوا الدين ثم الوطن لشيطانهم الكبير الذي يوجههم ويدعون (أنه مفتيهم). لكننا نؤكد أن بلادنا بإذن الله محفوظة ومحمية، ثم هناك من المثقفين والأدباء من هم يضعون الوطن في قلوبهم وعقولهم يفكرون ويسهرون لكي يحمونه من أولئك التائهين الخارجين على الدين ثم الوفاء والحب لوطن بنى أجسامهم، ونحن على ثقة كبيرة بأن الله معنا، ثم إن تلاحمنا بكل الطبقات كفيل بالقضاء على تلك الخلايا التي بدأت - ولله الحمد - تحرق نفسها بنفسها، فالجاهل عدو نفسه.

إذاً الثقافة والمثقفون، وخصوصاً أصحاب الصالونات أو الأندية الأدبية أو الأندية الرياضية أو الجمعيات الخيرية أو فروع جمعية الثقافة والفنون عليها دور كبير لنشر الثقافة والوعي والتحذير من أعداء الدين والوطن خوارج هذا العصر الذين تربوا ونهلوا ثقافة الغدر والحقد والإرهاب، فكلنا سنكون جميعاً بثقافتنا وفكرنا الإسلامي ثم الفكر الثقافي الأمني يداً واحدة لخدمة هذا الوطن والذود عنه، فعلينا كمثقفين دور كبير متى ما عرفنا كيف نصل إلى عقول شبابنا من الجنسين لحمايتهم من الفكر الضال.

***

محمد عبدالعزيز اليحيا

mhd1999@hotmail.com


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة