Culture Magazine Monday  11/06/2007 G Issue 202
نصوص
الأثنين 25 ,جمادى الاولى 1428   العدد  202
 

بطاقة دعوة
محمد عبدالله المهيوبي

 

 

جلست أفرز رسائلي كالعادة، هذه رسالة من صديق وهذه رسالة من الأهل وهذه من فلان وهذه من قريب، فجأة لاحظت وجود رسالة غريبة تبدو من شكلها أنها من النوع الغالي قد تكون رسالة وصلت إليّ عن طريق الخطأ، هذا ممكن لكن اسمي مكتوب عليها، ثم قمت بفتحها وإذا هي بطاقة دعوة لحفلة، صاحب الدعوة لا أعرفه، حاولت أن أتذكر لكن لم أستطع، حتى مناسبة الدعوة لم تكتب على البطاقة، كتب عليها (بهذه المناسبة السعيدة ندعوكم لحفلنا متمنين لكم أطيب الأوقات) هل أقبل الدعوة أم أرفضها قررت أن أحضرها حتى أعرف الحقيقة وفي ليلة الحفلة ذهبت للعنوان، وحينما وصلت تأكدت أنه نفس المكان ودخلت بهدوء وكان عدد الحضور كبيرا من مختلف الأعمار والأجناس حاولت أن أطوف بنظري بحثا عن شخص أعرفه ولكني لم أجد أحداً، الكل غير معروفين لي وأصبحت أتنقل من مكان إلى آخر أسمع هنا همساً وهناك كلاماً مرتفعاً قليلاً، ووجدت ركنا مناسبا وتوقفت عنده أترقب الموقف وكان بقربي يدور حوار لكني لا أميز تفاصيل الكلام ولكن يبدو لي أن الحوار من شكل تعابير الوجوه يدخل في نميمة، وفي الجهة الأخرى رجل يخاطب آخر يرجوه ويتوسل إليه والآخر ينفث دخان سيجارته ويبدو أنه غير مهتم بكلامه وفجأة وقف رجل أمامي وصار ينظر إليّ بتمعن شديد ثم تقدم نحوي وقال: من أنت؟ أنا لا أعرفك، أجبته بنفس جملته حتى أنا أيضاً لا أعرفك يا سيدي ثم قال من أرسل لك بطاقة الدعوة قلت شخص اسمه فلان؛ فتغيرت ملامح وجهه، وقال هذا أنا ممكن أرى بطاقة الدعوة لو سمحت، أدخلت يدي في جيبي وأخرجت البطاقة وقدمتها له، نظر فيها وقال: الشخص المدعو للحفلة والمدون اسمه عليها أنت قلت له بالطبع أنا، ثم قال ممكن تترك لي الرسالة قليلاً وسوف أعود لك؟ قلت كما تريد، غاب لحظات ثم رجع وقال لقد وصلتك هذه الرسالة عن طريق الخطأ لا بد أن السكرتيرة ا لخاصة بمكتبي قد كتبت اسمك على البطاقة عن طريق الخطأ ولكن الغريب من أين أتى اسمك إليها، تذكرت من كلامه شيئا عرفت كيف وصل اسمي فقلت له أعتقد أني عرفت كيف وصل اسمي فقال لي باهتمام كيف؟ لقد تقدمت لشركتكم بطلب عمل ويجوز أن السكرتيرة اختطلت عليها الأمور، وقد يكون طلب العمل بالقرب من قائمة المدعوين فقامت بتدوين اسمي ظناً منها أني من ضمن المدعوين، ولكن لا تهتم يا سيدي كما حضرت ببساطة أذهب، وأنا آسف إذا كنت قد تسببت بإحراج لك، نظر إليّ نظرةً ثم قال لحظة، فكر قليلا وتابع كلامه وقال انتظر يبدو أنك رجل مؤدب ويشرفني حضورك وأما موضوع عملك في الشركة فقد وافقت على عملك في شركتي وغدا تحضر إلى الشركة في الصباح لإكمال إجراءات تعيينك، قلت حسناً وشكرته ثم انصرف وبعد أن انتهت الحفلة رجعت إلى المنزل وأنا في قمة الفرح وفي الصباح ذهبت إلى الشركة مبكراً وكانت أبوابها مغلقة ووجدت رجلاً جالساً على كرسي يبدو أنه حارس الشركة تقدمت نحوه وبعد السلام سألته لماذا الشركة مغلقة نظر إليّ بنظرة حزينة وقال اليوم حصل حادث حزين مفجع لقد توفي صاحب الشركة!! ولم أرد على كلامه، انصرفت عائداً وأنا أندب حظي مع استمراري كل يوم في فتح رسائلي كالعادة.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة