Culture Magazine Monday  11/06/2007 G Issue 202
تشكيل
الأثنين 25 ,جمادى الاولى 1428   العدد  202
 

في محاضرته بالطائف
الرصيص: لا يوجد لدينا نقد تشكيلي محلي
إعداد : محمد المنيف

 

 

من الطائف عروس المصايف، وكعادته في رصد الأنشطة التشكيلية التي تزداد يوماً بعد يوم، وتزدان بالمبدعين وبجمال ما يستلهمونه من مظاهر الطبيعة والحياة هناك، ومن خلال أعمال ومعارض ومهرجانات تألقت بها جمعية الثقافة والفنون والنادي الأدبي، ينقل لنا الفنان التشكيلي فيصل الخديدي، مُعِدّ والمشرف على برنامج الفنون البصرية بالنادي، ما تضمنته محاضرة الدكتور محمد الرصيص الأسبوع الماضي التي تأتي ضمن خطة نشاط اللجنة التي قدمت في وقت سابق محاضرة للفنان ضياء عزيز ضياء، تحدث فيها عن حياته ومسيرته التشكيلية، إضافة إلى المعارض التشكيلية والأمسيات ذات العلاقة التي استطاع فيها الزميل الخديدي أن يجمع أطراف الإبداع الأدبي والتشكيلي وتقريب المسافة بينها؛ كونها روافد تصب في نهر ثقافة الوطن.

فليدمان أنموذجا

يقول الفنان الخديدي: قدم الفنان التشكيلي الدكتور محمد الرصيص محاضرة بنادي الطائف الأدبي ضمن برامج لجنة الفنون البصرية بالنادي بعنوان (قراءة العمل الفني طريقة.. فيلدمان أنموذجاً)، وذلك وسط حضور متوسط كان غالبيته من التشكيليين والأكاديميين، كما قدم شكره لرئيس النادي الدكتور جريدي الثبيتي على تشريفه بإدارة حوار هذا اللقاء التشكيلي. وبدأ بعد ذلك بتقديم السيرة الذاتية لضيف النادي الدكتور الرصيص، وبعد ذلك بدأ الرصيص شكره للجنة الفنون البصرية على تنظيم هذا البرنامج الذي يعد تكاملا بين المؤسسات الأدبية والفنون التشكيلية وحضوره من خلال جميع المنابر الثقافية والأدبية، وبعد ذلك بدأ محاضرته بقوله: (يقف العديد من الناس حيارى أمام الكثير من الأعمال الفنية عاجزين عن فك رموزها، أو أنهم يمرون من أمامها على عجل دون أن يحاولوا تأملها وفحصها وفهمها فهما عميقا.

إن الخطوات لقراءة العمل الإبداعي عملية تعتمد بالدرجة الأولى على مدى استعداد الناقد للتأني والتريث والنظر بعين فاحصة لكل الجوانب المحيطة به.

ولقد قام النقد الفني بمهمة إزاحة العوائق التي تفصل الكثير من المشاهدين عن العمل بتوضيح جوانب الفن المختلفة، سالكين عددا من الطرق منها:

* طريقة ريساتي: وتقوم على ثلاث خطوات هي: التحليل الوصفي، التحليل الشكلي وتحليل المعنى.

* طريقة النقد الاستقرائي: وتعتمد على جمع العناصر البصرية التي يتكون منها العمل الفني، ثم وصف العلاقات التي تربط بين هذه العناصر، وأخيرا إيجاز وتلخيص انطباعات الناقد.

* طريقة النقد الاستدلالي: يحدد الناقد أولا معايير للحكم على العمل من حيث التصميم والموضوع والمواد والوظيفة، ثم يتم فحص العمل لرؤية مدى توافق عناصر العمل مع المعايير، وأخيرا يقوم الناقد بالحكم على العمل الفني.

* طريقة النقد بالتقمص الوجداني: تقوم هذه الطريقة على تأكيد المشاركة الوجدانية في التفاعل العاطفي مع العمل الفني باستخدام التشبيهات، وربطه بما يشبهه في الحياة الإنسانية.

* طريقة فيلدمان في النقد: هذه الطريقة من الوسائل المستخدمة في نقد العمل الفني وتذوقه من قبل الجمهور، وقد قام بوضعها الكاتب والناقد الأمريكي المعاصر إدموند فيلدما

(Edmond Feldman).

وتتلخص طريقة فيلدمان في أربع خطوات مرتبة حسب التسلسل التالي

- الوصف. - التحليل.

- التفسير. - الحكم.

مداخلات وحوار

وبعد ذلك قدم الدكتور الرصيص قراءة لعدد من الأعمال العالمية على طريقة فيلدمان كتطبيق للمبادئ, كما قدم بعد ذلك قراءة شخصية له قدمها لأعمال الفنانة التشكيلية السعودية غادة بنت مساعد آل سعود.. وبعد استكمال قراءته فتح المجال للمداخلات، حيث قدم مدير الحوار تلخيصاً لما قدمه المحاضر، وبدأت المداخلات بمداخلة كاتب السطور حول كيفية تقييم النقد التشكيلي المحلي؟ وأين دور الناقد الأكاديمي من صحافتنا المحلية؟ أم أن دوره اقتصر على أروقة الجامعات والكليات والعيش في أبراج عاجية عن واقع الساحة التشكيلية؟

وبعد ذلك تقدم النحات محمد الثقفي شاركه في نفس السؤال الفنان حمدان محارب بسؤال المحاضر عن النقد الذي يطالعنا في الصحف المحلية والذي اتسم بالمحسوبيات وتمجيد المعارف وتهميش وقدح الآخرين..

وقام بعد ذلك الدكتور الرصيص بالرد على تساؤلات الفنانين قائلا: لا يوجد لدينا نقد تشكيلي محلي على أسسه الأكاديمية والعلمية، وأن الموجود لا يتعدى كونه انطباعات من بعض الصحفيين والمجتهدين لا ترقى للنقد بشكله العلمي. أما بالنسبة لما يمارس في بعض الصحف المحلية من نقد الفنان بدلاً من العمل فذكر أنه يتفق مع هذا الكلام، وهي ربما تعود إلى قلة الوعي بما يشكله النقد من دور بنّاء في دعم الساحة التشكيلية.

كما ذكر أن غياب الأكاديميين عن ساحة النقد التشكيلي المحلي لعدم وجود المتخصص في النقد، وإن وجد فهو غير ممارس له بشكل فعلي؛ لأن النقد لا يتوقف على الدراسة الأكاديمية فقط، بل لا بد من وجود الإحساس النقدي لدى ممارسيه، وهي مسألة ربما تغيب ليس على المستوى المحلي بل حتى على المستوى العربي.

أما المحسوبيات والمبالغة في المديح أو القديح فهي آفة النقد، وهي التي تهدم العملية النقدية ولا تنتج إلا من شخص يجهل مبادئ العملية النقدية.

ومن ثم تم استقبال المداخلات النسائية بمداخلة الفنانة تركية الثبيتي التي رحبت بالضيف وسط انقطاع من الصوت لم يمكن الحضور والمحاضر من سماع كامل المداخلة، وبعد إصلاح الخلل داخلت مها الأزوري بمداخلة مطولة كان فحواها يدور حول علاقة النقد الأدبي بالنقد التشكيلي وأوجه الشبه والاختلاف بينهما.

وبعد ذلك تقدمت الفنانة أمل عوضه مطالبة من المحاضر تطبيقا عمليا على عدد من أعمال فناني وفنانات الطائف؟ بعدها شكر المحاضر الأخوات على المداخلات، وأوضح أن النقد الأدبي يشترك في كثير من آليات النقد التشكيلي، والمسألة تطول على حوار كهذا، وربما تحتاج إلى إفراد محاضرة لتبيان مقدار العلاقة.

واختتمت المداخلات بسؤال للشاعر أحمد البوق الذي استفسر فيه عن عمق العلاقة بين الناقد وأثره على كل من الفنان والمتلقي والعمل الفني.

واختتم الدكتور مداخلته بشكر القائمين على هذه المحاضرات.

لإبداء الرأي حول هذا الموضوع أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«6461»ثم أرسلها إلى الكود 82244

monif@hotmail.com


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة