الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 11th August,2003 العدد : 24

الأثنين 13 ,جمادى الثانية 1424

تحولات النص
إبراهيم الناصر الحميدان

تتلمذنا جميعاً على مدارس أخذت بأيدينا إلى مساحات محاصرة بالمألوف وذلك تحت مسمى الواقعية فكان علينا أن نغترف من معين هذا الارث وربما التراث المتعانق مع جذوة الرغبة في تحقيق الذات بالسردية الاجتماعية والفردية وهو متكأ مستمر في التنامي وان لم يفلت من قيد الخروج على النمطية المتعادلة.
فالواقعية دفعت بإنتاجنا الأدبي إلى الممارسة المنجذبة دون محاولة جادة في زعزعة المألوف ودفعه إلى أمان في محاولة جادة للتغيير.
الواقعية انهمرت في صلب توجسنا حتى لم تعد لدينا تلك الرغبة في الانعتاق من آثار التواطؤ في ثرثرة ببغاوية وهو ما تحاول الواقعية الخروج عليه في المراحل التالية من دخول عناصر تعبئ الواقعي بالخيالي السحري حتى ينسجم مع التطلع إلى تجديد النمط والانقلاب عليه بتحريك سماته حتى النخاع وليس باستدراج كافة منابعه.
إن رغبة التغيير ولا سيما في مرحلتنا الراهنة وهي التي تتخبط في نتاج ذلك الاستهلاك الفكري الذي تعبأ به المشهد الثقافي خلال الربع قرن تحتاج إلى انزلاقة تربوية حادة لا تقف عند اطلال الهوامش الضاغطة على تفكيرنا بالسلفية النائمة إنما تحتاج إلى خروج الومضات الواعية من مرصد الانتظار المستسلم إلى فاعلية أكثر تأثيراً في المشهد وإلا بقينا نجتر ذلك التراث الراكد تحت مدافن الرماد.
الفكر المتوثب الحديث يحتاج إلى الخروج على النمطية الذائبة في الذات الوجلة وقد غشتها زوابع بعيدة عن الحاضر.
نعم ذاك هو ما ينبغي أن تترسمه الفئات النخبوية وهي تضع علامات صغيرة على نهجنا القادم بتمرير قوانين طوعية تتراشق من خلالها اتهامات البائد والمستحدث.
هذه رسالة موجهة بكل اخلاص إلى النخب التي مازالت تتردد في اقتحام ميدان التغيير الفكري في مرحلة حرجة من احتدام الاتهامات الخارجية بالولاء للنائم وليس المتحرك القائم وليس القادم المتجدد.
فالواقعية التي ينبغي أن تكون ميدان التنافس مستقبلاً هي القادم المغموس بآفاق الوعي المتجدد الخلاق وليس المألوف المتعفن أو الميتافيزيقي المتواري بالغموض ولن يدفع مشهدنا الثقافي إلى تحرير الفكر من عقد الماضي المتشنج دون الجرأة القائمة على الشعور باستحقاقات القادم المنطلق نحو التحرر من تلك الآفات التي نخرت في فكرنا مئات الأعوام دون أن تضيف إلينا ما نرنو إليه من بُعد فلسفي يستوعب طموح الأجيال المتدافعة لاحتضان شذرات العصر لا بقايا هامشية وذلك لن يتأتى إلا بمساعدة ركائز وجذور مؤسسات المجتمع المدني التي هي السبيل إلى الارشاد لحقوق الوطن والمواطن من خلال المستقبل الواعد.
فالحشد الفكري إنما يتوخى مساءلة هذا التشدد الأصولي الذي يكاد يأخذ بخناق الجميع دون افساح المجال لأي نقاش حضاري بمتطلبات المرحلة التي نعيش أبعادها حتى ينعش الفكر ويعيد له قابلية التحاور مع كافة المختلف وعياً وتوجهاً في هذا المتلاطم من الأحداث المتصلة بالمصير.

++
ص.ب 6324 / الرياض 11442

++
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
مسرح
وراقيات
مداخلات
المحررون
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved