بغدادُ |
مالي لا أرى عينيك مشرعتين في الصبح المبينْ |
أدخان غدرٍ في سمائك سافرٌ.. |
أم ذاك غيم يستثير الغيث والدمع الهتون؟ |
أوقعتِ في شركِ الدجى؟ |
أم زال عنك الضيم والصوت الخئون؟ |
بغداد..لا.. لم تسقطين |
حتى ولو سكبوا على أشلائك النارُ |
وصبوا القهر أرتالاً.. |
وساقوا الحقد موتور الجنون |
تبقين يا بغداد رافعة الجبين |
*** |
بغداد |
صوتك في المدى ينسابُ |
يحكي قصة الأمس القريب |
يوم استضاف ترابُك التاريخَ والمجد المهيب |
يوم استعاد الكونُ بسمته على النهر الخصيب |
تاريخ بغداد الذي قد سُطرت أوراقه |
بمداد نور لم يجف ولم يشيب |
«هارون» يهتف من على جبل الضحى.. |
رعد يزلزل قصر روما فيفل عارضه العجيب |
و«معتصمُ» الذي سمع النداء فأرسل الريح الحصيب |
بغداد حصن لم يزل يحكي زمان الصامدين |
*** |
بغداد دجلة والفراتُ |
وروائع الأشعارِ |
قافية السحابْ |
اقرأ «أبا تمَّام» والسيف الذي |
يحكي من الأنباء أخبار الغزاة |
و«البحتري» وصوته |
لازال يغزل من رحيق الزهر |
أحلام الغداة |
وقصيدة المطر التي لازال ينزل ماؤها |
سحا بأطراف الشعاب |
بغداد صوتك لم يزل متألقاً |
ينساب في نهر السنين |
*** |
بغداد |
أعلام الحضارة شامخون |
يستنفرون الشمس في مد العيون |
كي ما تجود على ضفاف الليل |
أوسمة الضحى.. |
أو يوقدون الزيت مصباح الهدى.. |
أو يسبقون الفجر لليل الحزين |
قبس هنا متحفز.. |
يستنفر الأقلام، تسطر نورها، |
وعلى ضفاف الرافدين يراعها، |
و«أبو حنيفة» واقف في بابها.. |
كي يُدخل الطير المهاجر من قفار الظامئين |
بغداد صرح العلم.. درب الصالحين. |
*** |
يأيها الفرحون مهلاً |
لا ترفعوا الإكليل إنا قادمون |
المارد المسكون فينا قد صحى |
ضرباتكم قد أيقظته |
ولم يعد يهوى السكون |
بغداد منا لحمة |
عضو تداعى فاشتكى |
والكل شاطره الأنين |