الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 11th August,2003 العدد : 24

الأثنين 13 ,جمادى الثانية 1424

الأدب المثمن
بوران ترثي أخويها كما رثت الخنساء أخويها
وبعد مضي تسعة قرون أو أكثر على تفجع الخنساء واسمها تماضر بنت عمرو بن الحرث بن الشريد من بني سليم على قتل اخويها معاوية وصخر اللذين حزنت عليهما حزناً شديداً فأكثرت من رثائهما وكان رثاء بليغاً يهز العواطف بما فيه من صور التعبير عما تقاسيه من الحزن.. بل لقد ضُرِبَ بتفجعها وحزنها المثل، وكيف لا يضرب بها المثل وهي التي تقول في إحدى مراثيها لأخيها صخراً:
يالهف نفسي على صخر وقد فزعت
خيل لخيل وأقران لأقران
سمح إذا يسر الأقوام أقدحهم
طلق اليدين وهوب غير منان
جلاجل ماجد محض ضريبته
مجذامة لهواه غير مبطان
سمح سجيته جزل عطيته
وللأمانة راعٍ غير خوان
والقصيدة أطول من ذلك وهي موجودة في ديوان «الخنساء».
أقول بعد مضي أكثر من تسعة قرون سطر لنا التاريخ أكثر من اسم امرأة برعت في المراثي والمدائح وغير ذلك من فنون الشعر لكن التي أشبهت الخنساء من الشواعر من حيث فقدها لأخويها كما هي حال الخنساء هي الشاعرة بوران بنت اثير الدين محمد بن الشحنة الحلبية التي ولدت في حلب سنة 861 وماتت ايضا في حلب سنة 938هـ وقد وصفت بأنها امرأة فاضلة خيرة تقية حجت مرتين. اما من ناحية رثائها لأخويها محب الدين عبدالباسط وعفيف الدين فإنها قد تجاوزت ما تجاوزته الخنساء في إظهار الحزن والبوح بالمصيبة التي تمثلت في موت أخويها اللذين قيل: ان احدهما كان عالماً والثاني كان تقياً صالحاً وقد اشارت إلى اسميهما في الابيات التالية التي أوردها هناك كنموذج لواقع تفجعها.. تقول من تلك الأبيات:
يا بين بالغت في الأشجان والمحن
وجلت فينا بحد ليس بالحسن
أغلقت باب علوم ثم باب هدى
أخذت مني محب الدين من وطني(1)
قدمات في غربة والشام مسكنه
يا ليتني قبل ذا أدرجت في الكفن
وقد فقدت عفيف الدين واسفي
فليت بعد عفيف الدين لم أكن
(1) هذا البيت إشارة إلى ما أسلفت من ان أحد أخويها كان عالماً والآخر كان تقياً.

++
أحمد عبدالله الدامغ

++
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
مسرح
وراقيات
مداخلات
المحررون
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved