الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 11th October,2004 العدد : 80

الأثنين 27 ,شعبان 1425

أنديتنا الأدبية بين التزييف والحقيقة
محمد المنصور الشقحاء
بحرفة الصحفي أعد لنا الأستاذ عبدالفتاح أبو مدين تقريراً صحفياً تحت عنوان (أنديتنا الأدبية) قدمه كورقة عمل في الملتقى الأول للمثقفين السعوديين (من 11 إلى 13 شعبان 1425هـ) الذي نظمته وزارة الثقافة والإعلام، وأعاد نشره منجماً في جريدة الجزيرة (الجزء الأول يوم السبت/ 1881425هـ) كان التقرير تجميعاً هشاً لخواطر غفل معده عن دور الأندية الأدبية المهم والمؤثر في ساحتنا الثقافية.
تكون التقرير من أربع نقاط لم تقل الحقيقة ولم تثرِ الملتقى لعموميتها وتجاوزها المنجز الحقيقي وواجبات هذه الأندية في تحريك الساكن.
توزع التقرير تحت عناوين هشة.
أ نبذة تاريخية.
ب العقبات التي تواجه الأندية.
ت مقترحات وحلول.
ث كلمة أخيرة.
يصدمنا التقرير بقوله: (واعذروني إذا قلت إن ثقافة بلادنا مهمشة، حتى بعد انتشار التعليم وانفتاح الجامعات، وإرسال البعوث إلى العالم، للتزود من المعارف وعودتهم، ولا يمكن أن تنهض ثقافة وطن وهي مهمشة ولا يمكن أن يقال إن عندنا ثقافة ونحن لا نعنى بها ولا نعطيها شيئاً من قيمة) وهذه مغالطة للواقع يركض وراءها في مكان آخر من تقريره قائلاً: (ومع ذلك فإن ثقافته يعني مجتمعنا هزيلة لا تكاد تبين) وليته تحدث عن تجربة النادي الأدبي الثقافي بجدة في دوره في تكون ثقافتنا الهزيلة وترك الأندية الأخرى التي (انطلقت.. تعمل في مجالها وفق إمكاناتها وقدراتها).
لم يتوخ الأستاذ عبدالفتاح أبو مدين الحقيقة، ولم يتكلم في تقريره عن الأندية الأدبية بشفافية كما لم يتطرق إلى أن هذه الأندية جاءت بمبادرة حكومية تعرف أن للثقافة دور في بناء الفرد والمجتمع وترصد لها معونة سنوية من الميزانية العامة للدولة من أجل خدمة الأدب والثقافة وفق نظام محدد خان من تولى المسؤولية الأمانة فحولها إلى ما هي عليه اليوم لتكثر المطالب حتى يتم تغطية السلبيات وسوء الإدارة.
لم يتطرق التقرير إلى الدعم السخي الذي استمر بدون انقطاع منذ عام
1395هـ وكيف أن الرئاسة العامة لرعاية الشباب تراقب اختلاف القائمين على هذه الأندية الأدبية وتفاوت طروحاتهم التي هي مواكبة للبنية الثقافية في كل مدينة لشعورها بعظم الدور الذي خطط له لتكون هذه الأندية مركز إشاع تساعد الكاتب والأديب الوطني على طبع نتاجه وتمنحه مكان يلتقي فيه بكل أطياف الوسط الثقافي وتعددية الطروحات التي معها يتلقي الشداة والناشئة بالكبار من الأدباء والمفكرين.
لم يتحدث الأستاذ عبدالفتاح بومدين عن نظام الأندية الأدبية ولماذا تقلص دورها بعد عام 1400هـ وكيف أن صحافتنا كانت تطالب بتوحيد مسار هذه الأندية وفق ما خطط له ولماذا احتل عصبة المقاعد كأوصياء غير مبالين بمن يطرق الأبواب حتى تشرع وغير مبالين بما يناقش في اجتماع رؤساء وممثلي الأندية الأدبية السنوي.
كلنا نعرف أن الحس الصحفي لدى الأستاذ عبدالفتاح أبومدين الذي معه تحول النادي الأدبي الثقافي بجدة من نادٍ للأدب كما خطط له إلى مؤسسة صحفية تصدر أربع مجلات هو رئيس التحرير فيها وباقي المهام مجرد تكملة وفعاليات مساندة كأداء واجب حتى يستمر الدعم.
إذا كان على التقرير وهو يتناول (أنديتنا الأدبية) أن يتحدث عن دور النادي الأدبي الثقافي بجدة ويترك الآخرين بتجاربهم وتفاوت عطائهم التي لا تقارن بين ناد وآخر من خلال وعي القائمين في كل نادٍ بدورهم الوطني الذي معه أثروا الساحة الثقافية بإصداراتهم الوطنية لكتاب وأدباء جاء تأسيس هذه الأندية من أجل تفعيل دورهم في البناء الوطني بواقع المجتمع الذي يعيشون فيه وينطلقون منه.
تقول ديباجة المادة (2) من نظام الأندية الثقافية الأدبية (يهدف النادي إلى نشر الأدب والثقافة بين أعضائه ونشر الوعي بين الجماهير وله أن يتخذ كافة الوسائل لتحقيق هذه الأهداف بما يلائم عقيدتنا).
والباب الثاني من النظام حدد العضوية وشروطها التي منها (تحدد اللائحة المالية فئات الاشتراك لكل نوع من أنواع العضوية وطريقة تحصيلها). والباب الرابع يتحدث عن مجلس الإدارة
ومدته وكيف يتم انتخابه من الأعضاء العاملين وأن مدة المجلس أربع سنوات.
كل هذه المخالفات القانونية لم يتطرق إليها تقرير الأستاذ عبدالفتاح أبو مدين التي كانت السبب الرئيس في عزلة هذه الأندية عن المجتمع ليتحدث في تقريره عن المقترحات والحلول بهاجس الصحفي مطالباً بإنشاء مطبعة باسم الأندية.
وطالب في الفقرة (12) من المقترحات والحلول في تقريره الإخباري (تعديل لائحة الأندية، التي مضى عليها ثلاثون سنة، لتوائم تطورات الحياة ومستجداتها) أمر محزن.. يطالب في تقريره بتعديل لائحة لم تطبق منذ عام 1400هـ ولا أدري لماذا لم يقل ما هي النقاط التي تعدل (لتوائم تطورات الحياة ومستجداتها) غير مستبعد أنه يخطط لتطبيق نظام المؤسسات الصحفية على هذه الأندية لتتوافق مع القائم في النادي الأدبي الثقافي بجدة. خاصة وأن هناك أندية تقوم بواجبها الوطني على أكمل وجه وفق اللائحة وكمثال حي نادي الطائف الأدبي ونادي أبها الأدبي ونادي جازان الأدبي التي خلقت صلة وثيقة مع مجتمعها من خلال ارتباطها الوطني الحقيقي في طبع إنتاج الكتاب والأدباء السعوديين ودراسته وتقديمه للمتابعين في الوطن العربي والعالم كثقافة مؤثرة وحية.
وهذا لم يتطرق له التقرير الذي تحدث عن السلبيات والمطالب ولم يتطرق للإيجابيات القائمة والمشاهدة وكأنه يسحب تجربته الشخصية على الساحة التي حفلت بمناشط وإصدارات مؤخرة يرجع إليها الآخر في بعض وثائقه التي لم نجدها في إصدارات عبدالفتاح أبو مدين الدورية ولنتصافح معاً العدد (53) من علامات الذي (كحله) بمقال للدكتور عالي القرشي والمقدمة العجيبة التي فيها يحتفي بالملتقى الثقافي ولنتصفح العدد (17) من
جذور الذي (كحله) بمقال للدكتور محمد العيد الخطراوي.
من هنا كان تقرير الأستاذ عبدالفتاح أبو مدين عن أنديتنا الأدبية مشوهاً وغير أمين ويطالبنا وهو يتهمنا بالدونية بأن نضحي (لنكون ساحة من الانطلاق والانفتاح على العالم كله).
فنحن كما قال في تقريره الإخباري (الأبواب موصدة والتعليم متخلف راكد، ولا شيء يدفع إلى الطموح والعمل الثقافي الجاد) أتمنى أن نعرف واجباتنا حتى يكون لنا شرف قول كلمة الحق، فهل نتوقف عن التزييف وتحميل الآخر أخطاءنا هنا يكون إيقاد شمعة حتى لا نلعن الظلام.
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
مداخلات
الملف
الثالثة
مراجعات
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved