الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 11th October,2004 العدد : 80

الأثنين 27 ,شعبان 1425

معجم موازين اللغة
صالح بن سعد اللحيدان

من ظواهر القول الموزون على وجهٍ سالمٍ من المعارضة أن حال: اللغة متردية وحالها كحال مهزوم الجناح، ومكلوم الفؤاد، والمركون ظلماً وزوراً إلا من حُرٍ أبي كريم ينصر الحق وبه يأخذ وبه يعدل ولو قيل ما قيل من أي كائن يكون.
وسوف أعرض أسباباً موحية لتردي لغة الإسلام في هذا الحين لعلها أسباب تغيب عن: البال لولا ثلة تُبين وتُوضح أمر الحاصل مما أودى بلغة المسلمين إلى سوء سار حتى أصبح عادة وعرفاً، وحتى صار التكلم باللغة والتخاطب بها والجدل والنقاش من الأمور المستغربة. وهذا مثال يُبين حقيقة الواقع أذكره على مرارة لكن لابد من ذلك، دُعيت إلى مجلس علمي مُستقل وكنت أتحدث عن العقل والفطرة حتى إذا انتهيت من الكلام جاءت المداخلات على هذا النحو:
(العقل ما هوب هكذا، هو يحتاج إلى الشرع لبيان أمر الحكم)
(ما هوب) هكذا، يقصد (ليس). (العقل يُحسِّنُ ويُقبِّحُ لكنه أصلٌ في نظر الأحكام ووش نسوي إذا تعارض نقل وعقل).
(ووش نسوي) هكذا، يقصد (ماذا نفعل). (الفطرة عامة تكون نقية لكنها مُرتبطة بالعقل اللي هو مُوجهٌ لها).
(اللي هو) هكذا، يقصد (الذي هو).
(يعيش على الأرض أمم كثيرة وسواتنا يمهم مسؤولية تحرير العقل من الهوى)
(وسواتنا) هكذا، يقصد (وعملنا).
(واللهِ لي مداخلة لعل أخونا يسمح لي بها إلخ..)
(لعل أخونا) هكذا، يقصد (لعل أخانا).
(لا بد لنا من إطالة الكلام لكون الموضوع هام وواجب من الشيخ تكرار الحوار)
(لكون الموضوع هام) هكذا، يقصد
(مُهماً).
(مسؤولية العلماء والمدرسين والجامعات مُهمة لكنها مرتبطة بالإعلام الواعي واللي يقوم عليه واعين .. إلخ..).
(واللي، واعين) هكذا، يقصد (الذي) و(واعون)، حاول حضور (ندوة علمية) أو حاول حضور (حوار علمي) وتَبَصَّرْ كيف يُطرح الكلام، أنصت جيداً للحوار وللندوة وتأمل المداخلات
وكيف تكون؟
وممن تكون؟
ثم أعد التبصر حثيثاً حثيثاً وتعمق في اللغة واختيار اللفظ ومشاهد الجدل خاصة عندما يحتدم، تجد ولا جرم عجباً كثيراً.
ثورة نفسية وغضب وركاكة في انتخاب اللفظ وعور في المخارج للحروف.
ولو رحت أُحرر بعض كتابات العلماء في المجلات المُحكَّمة وبعض كتابات أهل النقد والثقافة لوجدت كثيراً من زلل حصل، كيف حصل؟!!
لكن هذا إنما يتبين عند القراءة المتأملة الناضجة.
طالع الملحقات الثقافية في (الصحف) في (المجلات) تجد: سلاسة الكتابة والطرح الإنشائي والخطاب المباشر، تجد من يكتب صفحة كاملة أو نصف صفحة أو ربع في تحليل ما أو نقد ما أو عرض ما سوف تعجب منه طول النفس وسعة البال لكن بعد تأمل عاقل حكيم تجد ما يلي غالباً:
الحشو 1
الاستطراد 2
عدم النسق 3
خلط بين المفردات 4
سرد إنشائي مطول 5
محاولة إظهار النفس 6
جرِّب مرة أن تقرأ بسعة عقل وتأمل لكن سوف يتضح لك ما ذكرت،
لكن الطامة تجدها فيما يأتي:
ضعف اللغة 1
وضع بعض الحروف في غير موضعها 2
إدخال حروف لا داعي لها 3
الغلط الواضح بين أعمال بعض العوامل الحرفية 4
جرِّبْ ذلك ففيه مُتعة عقلية ممتازة تقودك يوماً ما أنك كنت في سبات ولعلك تكون أحد المصححين (لحال اللغة) التي قتلها كثير من أهلها، وقد كان بالإمكان ما في ذلك شك عندي إصلاح الوضع من قبل العالم والناقد والأديب لو حصل البعد عن محاولة (المركزية) (والزهو) وسلامة العقل من حب الوصول إلى: النتيجة ولو ساء السبيل إليها.
إنها متعة جليلة وكبيرة أن تقرأ بحثاً في مجلة محكمة، أو تقرأ طرحاً أدبياً أو نقدياً في ملحق ثقافي أو أدبي، تقرأ بعين بعيدة الغور مسؤولة حادة النظر سوف يتكشف لك ما وراء الستار من فج ورج ومج.
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
مداخلات
الملف
الثالثة
مراجعات
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved