الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 11th October,2004 العدد : 80

الأثنين 27 ,شعبان 1425

ادفنوني واقفاً..الغجر ورحلتهم

تأليف:إيزابيل فونسيكا
ترجمة: عابد إسماعيل
دمشق: دار البلد 2003
***
تقدم المؤلفة، وهي صحافية أمريكية، هذه الدراسة الأنثروبولوجية للغجر، تاريخهم وعاداتهم، تكشف فيها عن جذور وحياة مجموعات سكانية عانت الحرمان والفقر والجهل، وتلقي الضوء على ما عانوه عبر العصور، من خلال معايشتها لهم لعدة سنوات، في أوروبا الشرقية، ألبانيا، رومانيا، وهي تقدم هذه الدراسة العلمية، بعيداً عن السرديات الرومانتيكية عن الحياة الغجرية في الروايات والأوبرات واللوحات النمطية.
ظهر الغجر في أوروبا لأول مرة في القرن الرابع عشر وهم موزعون في كل أرجاء العالم، وأكثر من ثمانية ملايين منهم يعيشون ربما في أوروبا وخصوصاً أوروبا الشرقية ويمثلون أكبر الأقليات في القارة، وقد تمكن الغجر عبر قرون عديدة من مقاومة محاولات التذويب التي تعرضوا لها، والهجرة الأولى للغجر انطلقت من الهند إلى بلاد فارس إلى أرمينيا ومن ثم عبر طريق متشعب إلى سوريا وإلى ما أصبح يعرف لاحقاً بالعراق من جهة وفي الاتجاه الآخر، اليونان البيزنطية، البلقان، باتجاه أوروبا الغربية والعالم الجديد من جهة أخرى.
وقد كان الأصل الهندي معروفاً للباحثين منذ القرن الثامن عشر. والتكهنات الأولى التي قام بها الغرباء من غير الغجر عن الوطن الأصلي للغجر جاءت على شكل خرافات من الكتاب المقدس وجميعها قراءات تكشف انحياز الناظر فحسب، فقيل أن الغجر هم الأحفاد الملعونون لقابيل حكم عليهم أن يهيموا في الأرض.
ويعتقد معظم الدارسين أن الغجر غادروا الهند في القرن العاشر الميلادي كما أن الحكام العرب جلبوا عشرات الآلاف من الفلاحين الهنود من دلتا الأندلس عبر الضفاف السبخية لنهر دجلة ترفقهم آلاف القطعان من
الثيران.
لكنهم لم يمكثوا طويلاً في الإمبراطورية العربية إذ تم ترحيلهم إلى الشمال الشرقي واتجه قسم منهم إلى أرمينيا ومنها إلى البلقان وأوروبا، وخلال وجودهم في البلقان شغل الغجر مكانة رفيعة في المجتمع وبسبب قدرتهم على التحرك بين طبقات منفصلة بشكل راديكالي، بين الملاكين والفلاحين وخدمة الاثنين معاً استطاعوا أن يؤسسوا لأنفسهم قاعدة اقتصادية.
بالنسبة للغجر الأصل غير مهم ويبدأ من الأكبر سناً! في البلقان عاشوا معرضين للاعتقال لا بسبب جرائمهم بل بسبب مواهبهم. وعددهم حوالي اثني عشر مليونا. ويطلق عليهم الرومان نسبة إلى (روماني) السنسكريتية وتعني المتسكع. أو كلمة (دوم) التي تشير إلى قبائل غير معروفة. ويسمى الغجري (كينجاني) أو (اموري) أيضاً...).
فشلت المحاولات الشيوعية في رومانيا في تحضيرهم وتوطينهم في عام 1947م بعد اعتلاء الشيوعيين السلطة وكذلك في النمسا جرى تحفيزهم بنسبهم للجيش و تعرضوا لمحاولات تصفية بعد زوال حكم تشاوشيسكو.
كراهية الغجر جزء من إرث العبودية القديم في الحاضرة الرومانية. (المشكلة الغجرية) تتمثل في تكتلات على حافات الحدود، في غيتوات...)
جميع الدول الأوربية تورطت في حملات صليبية ضد الغجر.. أطباء نازيون جعلوهم فئران تجارب، وسموهم باليهود الجدد، تجاهل مصيرهم في ظل النازيين مقصود للتركيز على مقتل اليهود.
اليهود ردوا على القمع والتشتيت بصناعة هائلة للتذكر أما الغجر، فبسبب قدريتهم ونزعة الدعابة فيهم، صنعوا فناً للنسيان.
والجدير بالذكر أنه لم يسمح للغجر بالانضمام إلى متحف الهولوكست في أمريكا إلا بعد وفاة ايلي ويزل اليهودي الذي عارض انضمامهم إليه.
جزء من عنوان الدراسة جاء من قصيدة للشاعر الغجري مانوش رومانوف (ادفنوني واقفا أمضيت حياتي كلّها راكعا على ركبتي). يقع الكتاب في (356) صفحة من القطع المتوسط.
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
مداخلات
الملف
الثالثة
مراجعات
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved