الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 11th October,2004 العدد : 80

الأثنين 27 ,شعبان 1425

الحرب الوقائية الأمريكية
ومنظومة البنتاغون العسكرية والتكنولوجية

تأليف: كمال مساعد
بيروت: معرض الشوف، 2004
***
تتسارع التطورات في التقنيات العسكرية بشكل مذهل نتيجة لتطور الأبحاث العلمية والتكنولوجية في مجال الاتصالات والتوجيه والفضاء والكمبيوتر بحيث فرضت التقنيات الجديدة تغييراً في التكتيك العسكري في استعمال الأسلحة ووسائل الإطلاق، وتقدم ذلك باتجاه ولادة استراتيجيات جديدة ومفاهيم متنوعة عن الحروف وخوضها.
في حرب الخليج الثانية لتحرير الكويت، شهد العالم أكبر عملية نقل استراتيجية في التاريخ لقوى زاد عددها عن النصف مليون إضافة إلى الأسلحة والسفن والآليات والطائرات، ناهيك عن الذخائر والتموين والإمدادات الطبية وورش الإصلاح وغيرها.
كانت هذه الحرب حرب نقل بالدرجة الأولى لتتحول بعدها إلى حرب أسلحة الدقة العالية التي اصطادت الدبابات وناقلات الجند العراقية المتخلفة أجيالاً عن الأسلحة الأمريكية والأطلسية. كانت منظومة القيادة والسيطرة متقدمة بفضل وسائل الاتصال الحديثة، ومنذ عشر سنوات، وإزاء ثورة الاتصالات والكمبيوتر، شهدت أعمال الاستطلاع تكثيفاً ودقة في تحديد الأهداف وربطت كل تحركات القوى والدوريات بالأقمار الاصطناعية حتى باتت الكرة الأرضية مسرح عمليات مكشوف أمام أقوى جيش في العالم وهو جيش الولايات المتحدة الأمريكية. هذا الجيش الذي يستخدمه ويحركه القرار السياسي في الولايات المتحدة، بات منتشراً في معظم أصقاع الأرض، من اليابان وكوريا شرقاً إلى جنوب شرق آسيا إلى آسيا الوسطى وأوزبكستان وتركمانستان وغيرها إلى أفغانستان وبعض دول الخليج العربي وتركيا والعراق بعد الاحتلال، إلى أوروبا، وانتشاره يخدم القرار السياسي للدولة العظمى
الوحيدة في العالم.
تدخل الجيش الأمريكي بعد انتهاء الحرب الباردة وقبل 11 أيلول في يوغسلافيا وأطاح بنظام ميلوسيفيتش الذي سبق إلى المحكمة الدولية، وأعاد الهدوء إلى البلقان المتميز بالموزاييك العرقي والطائفي والذي انطلقت منه شرارة الحرب العالمية الأولى مطلع القرن الماضي. أما بعد 11 أيلول؛ فكان التدخل السريع في أفغانستان. الولايات المتحدة وحلفاؤها الأطلسيون أطاحوا بنظام طالبان وانتشرت الوحدات العسكرية على ضفاف قزوين وآرال، وبعد أفغانستان طغت على السطح نظرية الحرب الوقائية وأصبحت فلسفة يعتنقها العديد من رجال مراكز صنع القرار في الولايات المتحدة، (اضرب الهدف قبل أن يشكل خطراً عليك، هكذا تتقي الأخطار المحتملة).
وجاءت حرب العراق تطبيقاً لهذه النظرية، وكان الخطر المحتمل هو حيازة العراق أسلحة الدمار الشامل واحتمال تعرض الولايات المتحدة وحلفائها والعالم لخطر العبث بهذه الأسلحة من قبل النظام العراقي السابق.
ورغم كل مراحل التفتيش الدولية والاعتراضات الأوروبية والروسية والعربية والإسلامية والمسيحية (الفاتيكان)، ورغم صدور قرار دولي عن مجلس الأمن، فقد قررت الولايات المتحدة شن الحرب على العراق في سابقة دولية هي الأولى من نوعها في التاريخ، تحفزها على ذلك نظرية الحرب الوقائية ودرء الأخطار المحتملة، فكانت الحرب، وكان الاحتلال
تطبيقاً أولياً لهذه النظرية.
فما هي نظرية الحرب الوقائية التي شهد العالم عناداً فريداً في تطبيقها وإصراراً على السير بمفاعيلها كافة نحو أهداف غير معروفة بعد؟ هل هي الهيئة التي تدير هذه الحرب؟ وكيف تعمل وزارة الدفاع الأمريكية في التحضير والتنفيذ والقيادة؟ تلك هي مواضيع سياسية ساخنة وهي مواضيع دولية تطرح نفسها وتطرح بدورها استفساراً.
هل هناك حرب وقائية في بلد آخر في العالم؟! أم أن العالم سيشهد نهاية هذه النظرية بعدما فشل التحالف في العثور على أسلحة الدمار الشامل التي تم خوض الحرب الوقائية على أساسها؟ هذا ما يحاول الباحث معالجته في هذا الكتاب، وذلك من خلال تسليطه الضوء على الحرب الوقائية وعلى منظومة البنتاغون. ويقع الكتاب في (239) صفحة من القطع المتوسط.
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
مداخلات
الملف
الثالثة
مراجعات
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved