الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 11th October,2004 العدد : 80

الأثنين 27 ,شعبان 1425

تكوين
عبد الله باقازي
محمد الدبيسي
وهو الرجل الطيب بلا ادِّعاء..
وهو الأديب.. بعمومية الوصف وطوباويته..
واتساع معاييره الشاردة، وميزة
استحقاقه الفضفاضة، وهو الأستاذ الجماعي
بالوصف الوظيفي، والنبراس الهادي لتلاميذه، إذا ما ستقام
التراتب المدرسي، يحدد المقامات ويصنف الاعتبارات.. ويمنح الأهمية..!
** أما نحن جمهرة القراء، فلنا حق
الفرز والاختيار، والفحص والانتقاء..
في غير حكم يجور، أو يتجاوز عدالة القراءة وسماحة القبول..
ول(باقازي) مؤلفات تتوزع بين القصة
موهبة لم يدرك منها ما يمنحه الحضور.. أو الأهمية المبتغاة..!
ولم يتحقق له اكتمال الكاريزما العامة
(للمثقف المبدع) إزاء الأديب.. بالدلالة المنصوص عليها سلفاً..
لتضعه محاولاته القصصية في مرتبة لا تسرُّه حقيقتها..!
وتمرُّ كسحاب صيف.. في حرقات قيظ الحجاز الساخن..!
يدرك بها وصف (زكي مبارك)
للقصة القصيرة بأنها (حمار الأدباء)..!
** أما جانب (البين الآخر) فمؤلفات
نقدية منها.. (عنصر اللون في شعر المتنبي)
و(عامل المكان في الشعر العربي بين الجمالية والتاريخ)
صدرا عام 1413هـ
كفانا الناقد (حسين بافقيه) استقراء..
مضمونها واستجلاء قيمتها ليجدها جناية على النقد..
وهي كذلك.. بلا فخر..!
كونها مراجعة مدرسية فاترة..!
لا يظفر من قراءتها بغير تفث المكرَّر والمعاد..
وشرح استطرادي لا يحتكم إلى رؤية نقدية، أو حس تحليلي راصد..!
حتى وإن نصَّ مؤلِّفُها عليها مرجعاً
لطلابه، يمتحون منها ذات الفكر..
الذي يعيد إنتاجه لهم في قاعات الدرس..
بغية (تكوين) ذوائقهم بحسب ذائقته ووفقاً لتصوره..
كرمز ونموذج تُستنسخ مثالاته..
فإذا المخرجات نتائج بذات الأصل.. والمثال المكرَّر..
** وينحاز (باقازي) إلى إصرار (جميل)
على الحضور المغالي في الصحافة اليومية عبر مقالات من
منبع وعيه وفضاء تصوره الخاص..!
والعابر لا الباقي والتلفيق لا التأصيل..!
المهم أن يكتب.. عن عصور الأدب ورموزه
وقضاياه.. ومن الجاحظ إلى زكي مبارك
والعقاد، وشعراء أبولو ومدرسة الديوان، وروَّاد الرومانسية،
وموضوعات تعبيرية أخرى..!
إلى القصة والرواية والشعر..
لنجده يحصر ويهصر ويعرض همومه الثقافية..!
** والطريف أن (باقازي) حمل ذات مقاله..
على حملة الشهادات.. لامزاً هشاشتهم
وفقرهم الثقافي.. وهو لمز..
يأخذ ناصية الإسقاط.. لأنه يمثل نموذجاً
ناصعاً لهم بذات الوعي..!
وهو وعي لا يشاكله فيه إلا صنوه الفريد.. الدكتور والأديب
المفوَّه.. (مصطفى عبد الواحد) عضو رابطة الأدب الإسلامي
وبالمناسبة.. فقط تواطأ (عبد الواحد) مع (باقازي)..
على غير اتفاق مُعلَن.. وإنما بحكم المضمر من الانساق..
والخفي من الاتفاق، فكتب (عبد الواحد) وعبر زاويته
المسماة (شيء من الوعي) مقالاً بعنوان
(مفاسد الحضارة)، قائلاً:
(المشروبات الغازية ذات الأسماء والأشكال المتعددة التي تتفنَّن
الدعايات في الترويج لها والإيحاء بأنها
تحقق للإنسان كل ما يتمناه، لو عرف
الإنسان أنه لا فائدة منها، بل إن لها
أضراراً صحية لما انساق وراء هذه الدعايات
وجعل بطنه مجالاً لهذه التجارب!
فأين الشراب النافع الرخيص المفيد الذي يصنعه
الإنسان في بيته ويطمئن لسلامته مثل شراب التمر
الهندي والعرقسوس الذي يدخله الأوروبيون في
صناعة دواء السعال وملطفات الحلق؟!) (حلوة النافع الرخيص المفيد)
** وبعد أن شربت العرقسوس والتمر الهندي (هنيئاً مريئاً)..
ونبذت المياه الغازية انتصاراً لحضارة الأمة..
كما (علَّمنا الدكتور عبد الواحد) ولم أجد شيئاً من الوعي..
أسأله بصدق:
كيف نجد علاجاً لسعال الروح.. وإعاقات الذهن..
وأمراض الفكر.. ومركبات الجهل.. وأوصاب الكتابة
والكاتبين.. (النافعين المفيدين)؟!
ولكنه و(على أية حال).. مثال لوعي
يخصَّمها.. عندما تكون الخصوصية
(إستاتيكا).. لا تضيف ولا تنجز.. ولا تنمو أو تتطور..
وإنما عناصر من جذر السقط وعلق القضايا..!
** وعذراً لشوه هذا التناص.. وعوداً على (باقازي)..
الذي يحرِّر نسقاً نقدياً حضارياً على منوال عبد الواحد..
فيكتب حبيبنا (باقازي) عن التجديد عند (حسن القرشي)..
بعنوان (التجديد مرَّتين) هكذا نصَّ عليها.. فقال:
(لا يملُّ المرء من الحديث عن الشاعر الكبير حسن القرشي
يرحمه الله لأمور، منها: أولاً أخلاق هذا الشاعر النادرة في تميزها
وثانياً: شاعريته الكبيرة والمتميزة، وثالثها:
لأنه لم يأخذ حقه الإعلامي الذي يليق به..)
تأملوا عناصر التجديد.. كما يتمثلها الدكتور..
ثم تأملوا صياغة العبارات ودقة الاستنتاج..!
ثم تأملوا محركات الوعي النقدي الذي تأسست عليه ذائقته وقيمته العلمية..
** ويظل ذلك (الرجل الطيب) في منأًى
عن اجتهاد أو كشف أو تقصِّي حقائق
ثقافية أو جهد ينتقي الطرح ويقدِّر مسؤولية وقيمة الكتابة..!
في مغبة شذرات لا تليق بالسن والمكانة..
والاعتبار المؤسساتي الذي يتحوَّط به
أو الشهادة التي أضحت معبراً له
ولكل مَن هم على شاكلته!
لا يقوون على الدفع.. إلا بالتي هي أبسط وأهون..
ويملؤون فجاج الصحف.. ويتشبثون
بأعمدتها.. وينيرون بصائر تلاميذهم وقرائهم..!
إنهم.. الضرورات في زمن الامتناع..
لا نملك إلا احترام إنسانيتهم وجهودهم..!
ولله الأمر من قبلُ ومن بعدُ..


md1413@hotmail.com

الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
مداخلات
الملف
الثالثة
مراجعات
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved