الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 11th December,2006 العدد : 180

الأثنين 20 ,ذو القعدة 1427

رمز الثقافة الوطنية
حجاب بن يحيى الحازمي

يرتعد القلم إجلالاً حين يهم بالكتابة عن علم كبير من أعلام الفكر والثقافة في بلادنا مثل معالي الشيخ الأديب المفكر الإنسان عبدالعزيز بن عبدالمحسن التويجري ليس فقط لأنه من القامات الثقافية العالية الرفيعة في وطننا.. وليس فقط لأنه من القامات الوطنية الراقية في تعاملها الراقية في وطنيتها الراقية في نبلها ووفائها وصادق انتمائها.
ولكن لهذا وغيره من معالي الأمور التي تنتمي إلى عبدالعزيز بن عبدالمحسن التويجري.. ولأنه واحدٌ من خيار من أنجبتهم هذه الصحراء الصافية فأنضجت فيه الصفاء والنقاء والصدق والوفاء وعظيم الانتماء.. أنجبته شهماً يعطي وطنه بسخاء ووفاء ويتعامل مع الناس بتواضع الكبار الذين أخذوا من بيئتهم النقية أجمل ما فيها وأعطوها بسخاء الأوفياء ونبل العظماء أعظم العطاء.
- عبدالعزيز التويجري المسؤول يحظى بثقة ولاة الأمر فليسخرها لخدمة وطنه وأبناء وطنه.. وضيوف وطنه بعفة وإخلاص وتفانٍ.
- عبدالعزيز التويجري الإنسان يبهرك بتواضعه ومكارم أخلاقه.. وراقي تلطفه ينصت لك بتواضع الكبار إن أنت تحدثت: (كأنك تعطيه الذي أنت سائله).. فإذا تحدث إليك وإلى محبيه جاء حديثه معطراً بأريج الصحراء وعبق التأريخ. فيمتعك بسيم العظماء.. ويخلب لبك أسلوبه الأدبي الرفيع.. وذاكرته المفعمة بأنباء المجد والماجدين حتى ليصدق فيه قول الشاعر الذي كأنما يعنيه بقوله:
فليس يؤثر بالنُّعمى مودته
وليس يجزي مسيئاً بالذي فعلا
لكنه يؤثر الدنيا بما رحبت
ببره ويداوي أهلها العللا
- يضمك مجلسه العامر فلتفيه عظيماً في تواضعه.. في كرمه.. في أدبه الجم في تعامله الراقي فتتذكر بعض ما وصفه به عارفو فضله ونبله ومنهم:
- الشاعر السعودي الكبير: أحمد إبراهيم الغزَّاوي حين خاطبه قائلاً:
ولقد نعمتَ لو اكتفيتَ بثروة
لكن نبلكَ كان فيكَ هو الجدا
ما قيمة الدنيا لديك زخارف
فعدوتها، وتخذتها متعبدا(1)
- والعلاَّمة الأديب اليمني الكبير: أحمد محمد نعمان الذي كتب إليه شاكراً بعض أياديه التي تمتد إلى من يعرف ومن لا يعرف.. فجاء في بعض رسالته:
( لا أستغرب ما لقيته وألقاه منك، فأنت إنما تعبر بتلك المشاعر والعواطف عن أخلاق ابن الصحراء، وعن البلد الذي تنتسب إليه، والدولة التي ترتبط بها والقيادة الرشيدة التي تنتمي إليها وتتجند معها...)(2).
ومع كل هذا وغيره فإن معالي الشيخ عبدالعزيز بن عبدالمحسن التويجري على الرغم من علمه الواسع وثقافته الشاملة.. وخبراته الكبيرة يُعَدُّ من عظماء الرجال الذين ينكرون ذواتهم تواضعاً فهو كما يقول معالي الدكتور غازي القصيبي: (غريب أمر أبي عبدالمحسن.. ولكل منا أمرٌ غريب - إنه يُصرُّ على أنه بدويٌّ ساذج قادم من الصحراء، إذا سأله سائل عن الأدب قال: لستُ أديباً، وإذا سأله سائل عن التأريخ قال: لست مؤرخاً، وإذا سأله سائل عن السياسة قال: لست سياسياً، وإذا سأله سائل عن تجاربه في الحياة قال: لا توجد لديَّ تجربة تذكر)(3). وإنه لكذلك يا أبا يارا مُنكرٌ لذاته، بتواضع الكبار الذين يرفعهم تواضعهم فوق هامات المجد لكنه على الرغم من إصراره على إنكار ذاته ليصدق عليه قول الشاعر:
ملأتم بساط الأرض خيراً وما بقي
فأخباركم فيه تَسِيرُ وتنقل
لكل هذا وغيره من بعض ما أعرفه عن معالي الشيخ التويجري لم اندهش من تلك العبارات الجميلة التي أطلقها أحد المفكرين العرب في إحدى القنوات الفضائية عن علمنا التويجري حين سئل عن معاليه فقال: (معالي الشيخ عبدالعزيز التويجري على عُلوِّ مكانته يعتبر الجسر الثقافي الكبير الذي يربط الثقافة السعودية بالثقافة العربية والعالمية.. إنه رمز التواصل الثقافي بين المثقف العربي والمثقف السعودي).
لم اندهش حين سمعت هذا الثناء على هذا الرمز الثقافي الكبير؛ لما أعرفه عن بعض جهوده الثقافية الكبيرة ليس فقط من خلال نشاطات المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية) الذي يحظى باهتمام كبير من معاليه ومن كافة مسؤولي الحرس الوطني وعلى رأسهم قائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله-.
ولكن من خلال صلاته وتواصله بفئات كبيرة من المثقفين داخل الوطن وخارجه ولقد رأيْتُ في مجلسه العامر نخباً من ضيوف مهرجان الجنادرية يمثلون ألوان الطيف الثقافي العربي والعالمي فكأنما أريد لهذا المهرجان (بتوجيه من قيادتنا الواعية) كأنما أريد منه أن يساهم في تقريب الكلمة ولم الشمل وتوحيد الصف.. لذلك فقد شاهدت في مجلس معاليه وفي قاعات محاضرات المهرجان الوطني نخباً من ضيوف المهرجان الذين يمثلون ألوان الطيف الثقافي يجلسون جنباً إلى جنب فيتصافحون ويتحاورون، رأيت الشيخ القرضاوي والشيخ الغزالي والشيخ الراوي وآخرين.. رأيتهم يجلسون إلى جانب أنيس منصور وفتحي الخولي وعلي عقلة عرسان وآخرين.
ورأيت هؤلاء وأولئك حين يكونون في ضيافة معالي الشيخ التويجري الذي كان ولا يزال له يوم مخصوص من أيام المهرجان يكرِّم فيه ضيوف المهرجان ويحتفي بهم - تنفيذاً لتوجيهات القيادة الحكيمة- التي تُقدّر لمعاليه تفانيه وإخلاصه..
نعم رأيتهم حين تكون تلك الأطياف في ضيافة معاليه فيغمر الجميع بحفاوته البالغة ويغدق على الجميع من أحاديثه الأدبية الراقية.. ويلقي على الحضور دروساً في فنون التعامل الراقي المطرز بالتواضع والأريحية والنبل..
رأيت ذلك ورأيت كيف يدير معاليه الحوار الواعي بين تلك الأطياف التي تمثل تيارات مختلفة.. واتجاهات متباينة.. ومشارب متعددة.. فيحقق بحنكته أهداف اللقاء دون تصادم.. ويحتسي الجميع صفاء التسامح في لقاءات المحبة والصفاء والكلمة الطيبة.
- تحية حب وإكبار لمعالي الشيخ عبدالعزيز التويجري الذي قد لا يعرفني بالاسم ربما لقصور مني في مدّ جسور التواصل مع علم كبير كالتويجري مع أنني قد شرفت بحضور أكثر مناسبات مهرجاننا الوطني للتراث والثقافة منذ العام 1408هـ وأغلب الدعوات القديمة كانت تصلني بتوقيع معاليه، كما كان لي شرف المشاركة في إدارة إحدى ندوات المهرجان وشاركت في لجان المشورة كتابياً أكثر من مرة.. وخلال مشاركاتي في المهرجان سعدت بلقاء معاليه والاستماع إلى أحاديثه الشيقة في أكثر من مناسبة لذلك فإنني سأسمح لنفسي أن أعلن مودتي وتقديري معاليه من طرفٍ واحد أخفى مودته كل تلك السنين.
نعم إنني أحبُّ معاليه واحترمه لأنه علاوة على مهامه الجسام التي يؤديها خدمةً لوطنه لا يتردد في إعلان حبه لوطنه ولقادة وطنه ولوحدة وطنه.. ها هو يعلنها: (ليهن كل شيء عندي في سبيل من أحب.. أحبُّ بلادي ووحدتها وكلمتها الواحدة.. أحبُّ من وحّدها.. أحبُّ الملك عبدالعزيز (5) ونحن كذلك نحب عبدالعزيز الذي وحّد لناهذا الكيان الكبير.. وكل مواطن في المملكة العربية السعودية يحب بلاده ويحب وحدتها ويحب من حقق وحدتها ويدعو له.. ويحب وطنه وقيادته الراشدة.
مرة أخرى تحية لمعالي الشيخ عبدالعزيز بن عبدالمحسن التويجري ودعوات صادقة لمعاليه بمزيد الصحة ودوام التوفيق.


* عضو مجلس منطقة جازان


***
(1، 2) مجلة الحرس الوطني العدد (228) ربيع الأول 1422هـ.
(3) المجلة العربية العدد (271) شعبان 1420هـ من مقال للدكتور غازي القصيبي عن كتاب الشيخ التويجري: (لسراة الليل هتف الصباح).
(4) المجلة العربية العدد 271 شعبان 1420هـ
(5) المجلة العربية العدد (273) السنة 24 شوال 1420هـ انظر ص47 من مقال يرد فيه على معالي الدكتور غازي القصيبي الذي كتبه مرحباً بكتاب التويجري (لسراة الليل هتف الصباح).
الصفحة الرئيسة
عدد خاص
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved