الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 11th December,2006 العدد : 180

الأثنين 20 ,ذو القعدة 1427

(كفاكَ جيلان محمولاً على النَّصب)!
حمد بن عبد الله القاضي*

** كلما التقيت بمعالي الشيخ الجليل عبد العزيز بن عبد المحسن التويجري سابقاً ولاحقاً قرأت في وجهه وأحاديثه جزءاً مهماً من تاريخ ونضال وعطاء أبناء هذه الوطن في بدايات انطلاقته الحضارية والسياسية والثقافية.
الشيخ عبد العزيز التويجري لم يكن عطاؤه فقط عبر مكتب يجلس عليه، ويعطي من خلاله لوطنه، لكن قَرَن هذا العطاء بنضال آخر: ألا وهو الإسهام عبر الحرف والرأي والمشورة في مسيرة هذه البلاد فضلاً عن قراءته المتعلِّقة بتاريخ هذا الوطن وتجلية معاني وركائز وحدته على يد الملك عبدالعزيز - رحمه الله -.
***
الشيخ عبد العزيز التويجري عاشق لهذه الأرض ومتيَّم بها، وهذا العشق جسَّده من خلاله عمله، وحرفه وحواراته وأحاديثه، وكم يشد المستمع إليه، وبخاصة عندما يطوِّف في عوالم المتنبي والمعري والصحراء والملك عبدالعزيز وكل مفردات هذا الوطن الأخَّاذة.
أذكر قبل سنوات أن زرته في دارته مع الأديب الراحل أ. عبد الله الشيتي - رحمه الله -، وعندما جلسنا إليه، وكان مجلسه عامراً بمختلف شرائح المجتمع ودار الحديث عن (المنجز الثقافي والتعليمي) في بلادنا، وكم أجاد وحلَّق الشيخ عبد العزيز وهو يتحدث عن هذا الجانب بوصفه مواطناً وبوصفه مثقفاً ثم دار الحوار معه وكان يجيب على الأسئلة برؤية الواثق متكئاً على تأمُّلاته المعمَّقة لتاريخ هذا الوطن الحضاري.
***
ولعل من توفيق الله أن استطاع الشيخ (أبو عبد المحسن) أن يدوِّن جزءاً مهماً من تاريخ هذا الوطن وأن يسهم في إثراء المكتبة عبر مؤلفاته التي بقدر ما يشدك إليها مضمونها التّأملي والفلسفي قدر ما يشدك أسلوبها المشرق الأخّاذ!.
لكم استمتع القارئ وهو يقرأ (رسائله إلى ولده) ويطوف معه في (منازل الأحلام القديمة) و(يحطب برفقته ما لاقاه في ليله الضجر) أو عندما اصطحبه في (عناء الطريق العلا) أو سار معه (هاتفاً معه عند الصباح لسراة الليل) أو حلَّق واستمتع معه وهو يروي (ذكرياته التي نامت على عضد الزمن).
***
ختاماً أقول للشيخ عبد العزيز - و(المجلة الثقافية) في (صحيفة الجزيرة) تكرّمه بهذا الملف الخاص عنه -: أشعر وأنت في هذه المرحلة من العمر تنظر إلى ماضي عمرك تحس بالارتياح.. فقد أعطيت لهذا الوطن ولقادته وإنسانه الكثير.. حسبك أن وَثَق بك قائدك وقائدنا الملك عبدالله فكنت الأمينَ على الأمانة، الباذل بكل وطنية، وها أنت ترى ثمار إسهامك في خدمة وطنك الأبهى: استقراراً وازدهاراً ومنجزات حضارية وثقافية واقتصادية وإسهاماً في خدمة أوطان العرب والإسلام والإنسانية.
وأقول لك أخيراً ما قاله أحد أصحابك الشعراء (الجواهري):
أرحْ ركابك من همٍ ومن سهد
كفاكَ جيلان محمولاً على النَّصب
متَّعك الله بالصحة والعافية.


*رئيس تحرير المجلة العربية


الصفحة الرئيسة
عدد خاص
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved