الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 11th December,2006 العدد : 180

الأثنين 20 ,ذو القعدة 1427

رجل المواقف والثقافة
محمد بن عبدالعزيز الفيصل

تتجاوزنا الشهور والسنون، بسرعة خاطفة وبهدوء عجيب نحو المستقبل المجهول، الذي يحمل في طياته الكثير من المفاجآت والمواقف التي يحاول (المنجمون) التنبؤ به ومعرفة ما فيه من أسرار، وعلى الضفة المقابلة يقف التاريخ بكل شخوصه، يروي الكثير من الأحداث العظيمة والمؤثرة، التي كانت في أحد الأيام صفحة من صفحات (المستقبل) الغامض وكان الكل يتحرق شوقاً لمعرفة ما يخبئ لنا سواء أكان ذلك خيراً أم شرا، والكل يتسابق لغرس الأعلام (أعلام الخير) التي تزداد مع مرور الزمن روعةً وجمالاً وبهاءً، إذا كان العلم الواحد قد يعمل من أجله المرء سنين طويلة وعقودا متوالية، فكيف بمن يخلف وراءه العديد والعديد من الأعلام (أعلام الخير مما فعله المرء في دنياه من الخير للناس علماً وعملاً) قد يكون ذلك مستحيلاً لكنه قد يكون ممكناً عند بعض الرجال الذين يقف لهم التاريخ احتراماً وتقديراً، لقاء ما عملوه من بر يعطر ذكرهم في الدنيا ويقيهم في الآخرة.
المروءة.. الشهامة.. النخوة.. الشرف.. الثقافة.. العلم.. هذه المعاني بالإضافة إلى غيرها من المعاني السامية النبيلة تكون شخصية عبدالعزيزبن عبدالمحسن التويجري، بل هي مرادفة لتلك الشخصية.
ومع الأعمال المهمة والحساسة التي كلف بها الشيخ عبدالعزيز، إلا أنها لم تشغله عن مسيرة العلم والفكر والأدب، فعقليته الإدارية الناجحة كانت تميل بشكل كبير إلى العلم والثقافة، فإلى جانب أعماله المتوالية لتطوير الحرس الوطني إداريا وهيكلته بشكل حديث بحيث يواكب جميع القطاعات الأخرى بل ويتجاوزها، لم يغفل الجانب الثقافي والفكري فكرس نفسه للعمل على تطوير الجانب الثقافي في الحرس الوطني والنهوض به ومن ذلك رئاسته هيئة الإشراف على مجلة الحرس الوطني، ما جعل المجلة تزخر بعدد من الأسماء اللامعة في الأدب، لتكون في مصاف المجلات الدورية الثقافية المتخصصة. ومن ذلك اهتمامه بالمهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية)، حيث يشغل منصب رئيس اللجنة العليا للمهرجان، الذي يستضيف في كل عام العديد من الشخصيات العالمية الغربية والعربية، وذلك للمشاركة ولزيارة هذا المهرجان (المخضرم) الذي يجمع بين الثقافة والتراث ويجعلهما في إناء واحد، ولا أدل على نجاح هذا المهرجان الثقافي من كثرة الزوار الذين يتوافدون عليه من كل أنحاء العالم.
لم يكن اهتمام الشيخ عبدالعزيز التويجري ينحصر في التطوير العلمي والأدبي والثقافي داخل كيان الحرس الوطني فحسب بل تجاوزه إلى خارج هذا النطاق ومن ذلك كرسي الزمالة باسم الشيخ عبدالعزيز التويجري بجامعة (هارفارد) بالولايات المتحدة الأمريكية، فهو يوفر المنح الدراسية للطلاب المتفوقين من كافة أنحاء العالم وخاصة طلاب العالم العربي والإسلامي.
وخلال مسيرته العلمية والعملية حصل على العديد من الأوسمة التقديرية في الداخل والخارج، منها شهادة التقدير من جامعة (جورجيا) الحكومية بالولايات المتحدة الأمريكية كإحدى الشخصيات المشاركة بالدراسة المتعلقة بصانعي القرار الاستراتيجي، ومن ذلك إنشاء قاعة الشيخ عبدالعزيز التويجري بمركز الأبحاث والكبد بجامعة لندن.
لم تكن مشاغل الحياة وهمومها لتقف في يوم من الأيام في وجه الثقافة والأدب، التي أولاها الشيخ عبدالعزيز جزءًا ليس باليسير من وقته (في أثر المتنبي بين اليمامة والدهناء)،(حاطب ليل ضجر)، (خاطرات أرقني سراها)، (لسراة الليل هتف الصباح )، (ذكريات وأحاسيس نامت على عضد الزمن)، (رسائل خفت عليها الضياع)،(ركب أدلج في ليل طال صباحه)، هذه الإصدرات مع غيرها تقف لتكشف لنا عن الجانب الإبداعي الأدبي بالإضافة إلى أعماله الأخرى التاريخية، فهو إلى جانب الاهتمام والحب الكبير الذي يوليه للأدب والأدباء، كان أديباً عالماً عارفاً بكل ما يتعلق بها من الأمور الفنية والمهنية، ولعل من يطلع على هذه الإصدارات المتنوعة ليدرك مدى الحس الإبداعي الذي يتمتع به الشيخ التويجري.
مهما عبرت من الكلمات وصغت من المعاني فلن أستطيع أن أوفي تلك الشخصية المتميزة الرائدة حقها... عجباً من رأس حمل العلم والأدب والإدارة ومكارم الأخلاق؛ لا عجب فالشيخ عبدالعزيز التويجري خريج مدرسة الملك عبدالله بن عبد العزيز - حفظه الله -.


alfaisal411@hotmail.com


الصفحة الرئيسة
عدد خاص
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved