الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 12th January,2004 العدد : 43

الأثنين 20 ,ذو القعدة 1424

في ندوة «المسرح المحلي: الواقع والتطلعات» 13
المسرح المحلي غير مؤثر داخليا ولا يلبي طموحاتنا في الخارج
متابعة: تركي إبراهيم الماضي
ضيوف الندوة:
أ. محمد العثيم
أ.فهد الحوشاني
أ. رجاء العتيبي
أدار الندوة:
أ.د. سعد البازعي
ضمن اهتمام المنتدى الثقافي بالنشاط المسرحي في المملكة أقامت إدارة التحرير للشؤون الثقافية ندوة تحت عنوان «المسرح المحلي: الواقع والتطلعات» شارك فيها كل من الأستاذ محمد العثيم والأستاذ فهد الحوشان والأستاذ رجاء العتيبي، وقام بادارة الندوة الدكتور سعد البازعي.
البازعي:
أود بالنيابة عن القسم الثقافي بجريدة الجزيرة أن أشكر الإخوة المشاركين في هذه الندوة حول المسرح والحركة المسرحية بالمملكة، ونشكر أيضاً إخواننا الذين يشاركوننا بالحوار من خارج المنصة وفي تقديري أننا نطرح في هذه الليلة موضوعاً حيوياً لأننا جميعاً ندرك أهمية المسرح، وإن كان البعض ممن خارج هذه الصالة من الجمهور الثقافي العريض ربما لا يدرك هذه الأهمية بالشكل المطلوب ولربما أيضاً أن بعض الأجهزة المسؤولة عن الحركة الثقافية ما زالت بحاجة لمن يؤكد لها هذه الأهمية، لاسيما وأننا شهدنا في الفترة الأخيرة ظهور وزارة للثقافة أو وزارة تعنى بالثقافة ولو جزئياً هي وزارة الثقافة والإعلام.
حديثنا هذا اليوم سيتناول قضايا في مجملها تدور حول الحركة المسرحية واقترحت للإخوة وحاولت ان أنسق معهم قبل بدء هذا الحديث أو قبل بدء هذا النقاش أن نمحور حديثنا حول قضية عامة ولكنها أساسية وهي علاقة المسرح بالمؤسسة من ناحية وعلاقته بالأفراد من ناحية أخرى ولا شك أن هذا سيشتمل بطبيعته على عدد كبير من القضايا التي يمكن أن تتفرع من هاتين القضيتين الكبيرتين.
الأستاذ فهد الحوشان أعد مداخلة حول هذا الموضوع سنستمع إليها وكذلك الأستاذ رجاء العتيبي وكل واحد يلمس هذه القضية من زاوية. والأستاذ محمد العثيم أيضاً لديه طرح يتفق مع هذه الموضوعات والإخوة الموجودون هنا في الصالة بالتأكيد لديهم ما يضيفونه إلى هذه القضايا. وسنستمع أولا إلى الأستاذ فهد الحوشان في ورقة تتناول واقع الحركة المسرحية وعلاقتها بالأفراد والمؤسسات وأنا أتوقع من الأستاذ فهد أن يختصر في هذه الورقة في حدود عشر دقائق بالكثير وبعد ذلك سننتقل إلى أحد الإخوة المتداخلين في المنصة.
بين الفرد والمؤسسة
الحوشاني:
في البداية نشكر جريدة الجزيرة على هذه الدعوة واعطاء الصوت للمسرح المحلي وللمسرحيين جميعاً. حقيقة لقد أعددت ورقة عن المسرح السعودي بين جهد الفرد والمؤسسات وحاولت أن أثبت في هذه الورقة بأن المسرح بدأ بجهود فردية وما زال الأفراد هم الذين لهم قصب السبق والسيف المعلى في هذا المجال وسوف اختصر ما دام مدير الندوة يرجو الاختصار.
لا يزال المسرحيون كأفراد هم أسياد الموقف رغم جهود مؤسسة لها اهتماماتها المسرحية.
وليس من العسير أن يتم برهنة أن المسرح السعودي قد بدأ فردياً أي قام بعض الأفراد بالمساهمة في مسيرة المسرح وفرض ذلك عليهم تألقهم في هذا المجال بعد اطلاعهم على المسرح خارج الوطن أو بسبب الاحتكاك غير المباشر بالثقافات العربية الأخرى، ولعلي أستعرض بعض الأسماء التي بدأت كأفراد في خدمة المسرح المحلي ونبدأ بالأستاذ حسين سراج في مجال الكتابة وهو أحد خريجي الجامعة الأمريكية في بيروت وعاش في مصر عدة سنوات، ويقول هو عن نفسه أن محمد تيمور وعزيز أباظة وأحمد علام شجعوه على كتابة المسرحية وهو أول من ألف مسرحية شعرية عام1932م وهي مسرحية «الظالم نفسه» وكان متأثراً بالجو الثقافي والمسرحي أثناء وجوده بمصر وكانت مسرحياته تشتمل على العنصر النسائي. الأستاذ أحمد السباعي وهو أول من قام بمحاولة لإقامة مسرح سعودي بعد أن شاهد عدة مسرحيات بمصر حيث عاد إلى مكة واشترى أرضاً وأقام عليها مسرحا ولكن قبل الافتتاح عام 1960م طُلب منه تأجيل افتتاح المسرح.
ثالثا: الأستاذ عصام خوقير أول من كتب مسرحية باللهجة المحلية العامية وهو طبيب أسنان تم ابتعاثه إلى مصر لدراسة طب أسنان وهو مؤلف مسرحي وقصصي ومن مسرحياته «الدوام»عام 1970م.
الأستاذ عبد العزيز الهزاع مع بداية الخمسينيات الهجرية من القرن الماضي بدأ تقليد الأصوات فاتحاً بذلك المجال ولأول مرة أمام المجتمع لصناعة فن التمثيل وبثه بالأسماء من قبل الإذاعة أو بعض الحفلات التي أقيمت بالأندية.
الأستاذ صالح بن صالح في مدينة عنيزة هو مؤسس أول مدرسة وأدخل إليها المسرح وكان يعلم فيها الطلاب التمثيل، وقد زار المدرسة الملك عبد العزيز عام 1354هـ وشاهد فيها تمثيلية «كسرى والوفد العربي» ويعتبر ذلك أول عرض مسجل تاريخياً.
عبد الرحمن الحمد أنشأ بجهد ذاتي في الأحساء وشارك كل من عبد الله البعوض، حسن المنال، إبراهيم الضويحي، وعبد الرحمن الرقلان جمعية الفنون الشعبية عام 1391هـ، وقد سبقت إنشاء جمعية الثقافة والفنون من ثلاث سنوات تقريباً وهي جمعية تجمع كل الفنون بما في ذلك المسرح وعرضت أول مسرحية بعنوان «ريتا».
إبراهيم الحمدان: ويقول عنه ناصر الخطيب مؤلف كتاب «مدخل إلى دراسة المسرح»: انه أول من نقل المسرح من منطقة التجارب الفردية «المحدودة التأثير والجمهور» إلى منطقة التجارب الواسعة الانتشار، والحمدان يقول عن نفسه إنه بعد أن عاد للرياض مع بداية السبعينيات الميلادية والتسعينيات الهجرية وبدأ العمل في التلفزيون وفكر كشخص في تقديم مسرحية عالمية من خلال التلفزيون استجابة لسلسلة من المقالات، فقام باعداد مسرحية «طبيب رغم أنفه» لمنير وأسماها «طبيب المشعاب» وعلى إثر ذلك أنشئت بعدها جمعية الثقافة والفنون وهناك قبل «طبيب المشعاب» كان هنالك عرض مسرحي سابق قدمه المخرج العراقي محسن عزاوي بعنوان «ثمن الحرية» أخرجه في الرياض عام 1969م وشارك فيه الممثل المعروف عبد العزيز الحماد وكان العرض برعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض.
الأستاذ محمد العثيم وهو علامة بارزة في مسيرة المسرح السعودي له العديد من المؤلفات في المسرح السعودي والدراسات المسرحية ويعتبر من أبرز المسرحيين السعوديين خليجياً وعربياً وهو لا يزال غير منتم إلى جهة مسرحية وهو مهتم مسرحي صنع ثقافته المسرحية العالية بنفسه وبجهد فردي منه، أقام أول ورشة مسرحية قدم فيها خبرته للشباب تطوعاً.
الأستاذ عبد الرحمن المريسي وهو من الأفراد المؤثرين الفاعلين في المسرح بالمملكة وخاصة في الأحساء ويعتبر رائد مسرح الطفل وهو أحد مؤسسي جمعية الفنون الشعبية ومسرح نادي الجيش.
محمد الهويمل: في القصيم ويعتبر من الأشخاص الذين كان لهم أثر واضح في بث مسرح بمدينة بريدة وعن طريق الأندية الرياضية والآن هو يعمل مسؤولاً في جمعية الثقافة والفنون فرع القصيم وله العديد من الاسهامات عبر الجمعية.
مشعل الرشيد وهو أحد المساهمين بشكل كبير في المسرح المدرسي ومسرح الأندية ومن الأوائل الذين قدموا مسرحاً في بيت الشباب بالرياض ومن ضمن دراساته أنجاز أول مسرحيتين للطفل تنتجهما الجمعية في المركز الرئيسي بالرياض قبل ثلاث سنوات وكتبهما وأشرف عليهما وأخرج إحداهما وتمت الموافقة له على انشاء قسم لمسرح الطفل.
الأستاذ ماجد البشري وهو أحد المسرحيين الشباب الذين دخلوا الساحة المسرحية بجهد فردي في التأليف والإخراج وتعاون مع المؤسسة المسرحية ولكن بجهده الفردي يعتبر من الأوائل الذين قدموا المسرح في مدينة الرس وعبر مظلة ليست مسرحية وهي الكلية الصحية بالرس.
وطبعاً هذه محاولاتي كشخص في نادي النصر ومكتب رعاية الشاب أو بيت الشباب وذلك ما استطعت تقديمه بشكل سريع وبشكل رمزي يعبر عن الفكر الذي أطرحه للنقاش وهي ليست دراسة احصائية تاريخية لجهود الأفراد الذين لهم اسهامات فردية كافحوا بجهودهم الذاتية وثقفوا أنفسهم بل ان بعضهم سافر أحياناً على حسابه الخاص ليحضر المهرجانات ليزيد من خبرته ويتضح من ذلك أن الجهود الفردية ظلت تدير الحركة المسرحية وأن المسرح يحركه الأفراد وليست الجهة التي ترعى المسرح بل إنني أؤكد أن الأفراد المتحمسين هم الذين يحركون قطار المسرح ويجرّون ويحررون العالق به من بيروقراطية المؤسسة المسرحية وأنظروا حولكم فستجدون أن الجهات المسرحية التي فيها أفراد متحمسون تنتج المسرح والعكس ولأضرب لكم مثلاً، فتأملوا أن فرع جمعية الطائف تم نقل جميع افراده إلى أحد الفروع النائية ماذا سيحدث؟ بلا شك أن ذلك الفرع سوف ينشط مسرحياً والعكس وهذا ينطبق على مكاتب الرئاسة وهنالك مكاتب نائية مسرحياً لا يوجد بها أفراد يمكن أن يفعلوا نشاطها المسرحي. أذكر أنه لا توجد لدينا مؤسسة متخصصة في المسرح ووجود جمعية الثقافة والفنون في المملكة لا يعني أنها أنشئت من أجل المسرح، كما يعتقد البعض ونحن نعرف أن في دول عربية كثيرة توجد هيئات ينصب اهتمامها على انتاج المسرح فقط مثل مصر والكويت والإمارات والبحرين وغيرها من الدول ولكن جمعية الثقافة تقوم بالعبء الثقافي إلى جانب العديد من الأنشطة الأخرى من قصة وفنون تشكيلية وعدة أقسام يأتي المسرح بينها لهذا قل الاهتمام المركز بالمسرح بسبب أنه نشاط من ضمن عدة أنشطة بسبب كثرة الأعباء على جمعياتنا، فما زال مسرحنا لم يصل لمستوى مؤثر على الجمهور رغم عقوده الثلاثة تقريباً بل ولا حتى المسؤولين الذين نعذرهم لأنهم لم يروا أن المسرح يستحق المشاركة في النشاطات الثقافية المحلية. وما زال مسرحنا كما تعرفون غير مؤثر داخلياً ليس معروفاً خارجياً بما يحقق طموحنا ولا حسب عمره الطويل نسبياً حتى المسرحيين غير معروفين بما يكفي في الدول الأخرى كمسرحيين عرب ولا في الكتب التي ألفت منذ ثلاثين سنة وحتى الآن لا يوجد أي ذكر لمسرح سعودي سوى معلومات قليلة جداً وأذكر منها ما قام به الأستاذ فهد الحارثي بتسجيل معلومات عن المسرح في قاموس المسرح الذي يصدر في مصر وكذلك نشرت بعض المجلات مثل مجلة التياترو للأستاذ محمد العثيم نصاً وبعض النصوص للكاتب ملحم عبد الله.
إذن المؤسسة الآن تشرف على المسرح وتهتم بكثير من الأنشطة وهذا يؤكد حاجتنا الكبيرة إلى مؤسسة مسرحية متخصصة لا تقدم ولا تهتم إلا بالمسرح لتكون مرجعاً للمسرحيين وتكون لديها استراتيجية من خلالها تنطلق الحركة المسرحية لكن الواضح أن الساحة المسرحية والجهات التي تخدم المسرح الآن ليس لديها استراتيجية واضحة المعالم وكل من يعملون في مجال المسرح هم أفراد متحمسون أحياناً يتقاطعون مع الجهات هذه وأحياناً يضمون جهودهم مع الجهود المسرحية وأحياناً يعملون مع أنفسهم. لو نظرنا إلى الساحة الآن لوجدنا ان ما تقدمه هذه الجهات المسرحية أقل من طموحنا وسوف أسرد بعض الأشياء التي يمكن ان توافقوني عليها. ان المهرجانات المسرحية الرئيسية هي من انتاج وتصميم جهات غير مسرحية فمثلاً مهرجان أبها المسرحي من انتاج لجنة التنشيط السياحي بعسير، مهرجان المسرح السعودي تنتجه الجامعة واعتقد أنها غير موجودة ومهرجان الجنادرية ينتجه الحرس الوطني ومهرجان الفرق المسرحية تنتجه وزارة المعارف.
ثانياً: أغلب تلك المؤسسات لا تنفذ مسابقات مسرحية في التأليف ما عدا الشؤون الثقافية بالرئاسة والتي تشكر على مداومتها على اجراء هذه المسابقة منذ عده سنوات بلا انقطاع وان بدأت مؤخراً تقل مكافأتها ولا تطبع نصوصها بشكل مستمر.
ثالثاً: قلة الدورات التدريبية والبعثات إن لم تكن غير موجودة في الوقت الحاضر، عدد المسرحيات في السنة الواحدة أقل من عدد الجهات التي من المفترض أنها تقدم المسرح.
خامساً: غير مهم عدد العروض التي تعرضها المسرحية الواحدة التي يكفي تنفيذها في ليلة واحدة، تلك المؤسسات المسرحية أو التي تشرف على المسرح أو التي تقوم بطباعة ونشر الكتاب المسرحي أو النصوص المسرحية أو الدراسات وأغلب المؤلفين والمخرجين والإداريين والفنيين لم يصنعوا المسرح وكذلك تلك المؤسسات لم تصنع المسرح.
فالأغلبية دائماً تلاميذ نجباء بجهدهم الذاتي. أيضاً ما يزال المسرح بعيدا عن الإعلام والإعلام بعيدا عنه وهنالك قصور من الاعلام تجاه المسرح ولكن هل فرض المسرح نفسه. المستوى العام لمسرحنا المحلي غير مرض وهنالك الكثيرون يعزون ذلك إلى اعتمادنا على الخبرة المحلية وهي خبرة على العموم ليست أكاديمية ونتيجة لذلك ما تجود به بعض الجهات علينا من عروض مسرحية ضعيفة المستوى وأحياناً يتم قبولها كعروض مهرجانية وحتى الآن لا يوجد أرشيف للمسرح السعودي وهذا ما يؤكده الدكتور «نبيل العظمة» في كتابه «المسرح السعودي دراسة نقدية». وعندما يتكلم عن جمعية الثقافة والفنون يقول «لا يوجد أرشيف للمسرح أوالمسرحيات لا بالمركز الرئيسي أو الفروع».
حتى الآن تلك المؤسسات ليست لديها معاهد تدرس المسرح بل تعتمد على الاجتهادات من المخرج والمؤلف والممثلين. هذه المؤسسات أيضاً لا تصور أعمالها التلفزيونية ولا تبثها عبر الفيديو لهذا لا يوجد بث للمسرح ليصل للجمهور لا عبر التلفزيون ولا عبر الفيديو ولا توجد لدى تلك الجهات دور عرض مسرحية مناسبة وهي ما زالت تكتب الخطابات بنفس صيغتها قبل خمس وعشرين سنة لجهات غير مسرحية لاستعارة مسرحها للعرض عليه.
أختتم كلامي بأنه يجب ألا ننكر ما تقوم به الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون طيلة عمرها الزمني من جهود مسرحية نختلف ونتفق كثيراً حولها ولكن نحن نقول دائماً انه بسبب انشغال الجمعية بكثير من الأنشطة غير المسرحية لذلك نلاحظ هذا الضغط من الحركة المسرحية الموجودة الآن وربما في المستقبل تنفذ عروض مسرحية متى ما توفرت الرغبة لدى المسؤولين عن النشاط المسرحي بتنشيط العرض المسرحي ومتى ما كان وراء ذلك أحد الأفراد المتحمسين.
يقول نعمان عاشور ان أبسط صورة من صور الرعاية التي يمكن للدولة أن تقوم بها للمسرح في كل مجتمع عربي واعتبار المسرح بما توجهه من أسباب الرعاية المالية والتشجيع المادي كخدمة للثقافة التي تقدم خدمة ثقافية قومية عائدة على الناس كعائد الجامعات. إذن من المهم أن تنشئ الدولة مسرحاً عاماً تنفق عليه وتضع له الكوادر البشرية والامكانيات المادية والتشريعات القانونية وتنشئ أيضاً مسرح القطاع الخاص الذي تشمله مالياً وتشرف عليه فنياً.
أيها الإخوة دعوني أسألكم وأقول لكم بأن العالم من حولنا تغير فهل نحن راضون عما حققتموه مع أنه كان في امكاننا أن نحقق أكثر من ذلك بكثير؟ إنني متأكد بأنكم تريدون مسرحاً يرضي طموحاتكم العريضة ويحقق الأماني وليس مسرحاً لا يمكن الاعتماد عليه لأنه ما زال قاصراً فقط حتى الآن ومجرد نشاط يحركه الأفراد وأختتم ورقتي برجاء إلى وزارة الثقافة التي كان لتأسيسها في هذا الوقت بمثابة بوابة الأمل الذي كنا كمسرحيين نتأمل فتحها طوال السنوات الماضية ونأمل أن تحقق لنا وزارة الثقافة المسرح الذي يساهم داخلياً في خدمة المجتمع وخارجياً في تقديم الوجه الثقافي والحضاري للمملكة والسلام عليكم.
البازعي:
شكراً للأستاذ فهد على هذه الورقة التي جاءت في حدود الوقت وكانت تستحق الاستماع والآن اعتقد أن من المناسب لو انتقلنا إلى الورقة الأخرى أو المداخلة الأخرى كما يمكنني أن أسميها من الأستاذ رجاء العتيبي حول المسرح المدرسي أو علاقة المسرح بالمدرسة أو شيء من هذا القبيل لأنه يسير في هذا الصياغ في تصوري.
المسرح المدرسي
العتيبي:
كل الشكر والتقدير للقسم الثقافي بجريدة الجزيرة على هذه اللقاءات المتواصلة وكل الشكر والتقدير أيضاً للدكتور سعد البازعي باعتباره الإنسان الفاعل في واقع الثقافة لدينا وكل الشكر والتقدير لهذا الجمع الطيب الذي نأمل ان يتداخل معنا في هذه الندوة ويضيف إليها.
حديثي تحديداً عن اشكالية الأخلاق والفن في المسرح المدرسي وهي اشكالية ثابتة في الوسط التربوي وان كانت غائبة عن الحديث سواء على المستوى الرسمي أو غير الرسمي لكونها مهمة ولأول مرة تطرح بالشكل التالي. المسرح المدرسي إذا بحثناه من منظور إداري فإننا نجده حاضراً بقوة ولكننا إذا بحثناه من منظور جمالي فلا نكاد نرى شيئاً اطلاقاً لن أتحدث هنا أنا من المنظور الإداري فجميع الملفات تهبط وجود المسرح بشكل أو بآخر ونرى لهذه الملفات أسماء وتقارير وصورا ولكننا لا نجد أي شيء جمالي. حديثي سيقتصر فقط على المنظور الجمالي باعتباره الغائب الأهم في المسرح المدرسي. بداية نقول ان الأخلاق والفن كائن عضوي لا يمكن أن نفصلهما بأي شكل من الأشكال وهما حالتان وجدانيتان تؤكدان حقيقة الإنسان فإن اشتغلنا على أحد هذين الجانبين أو على احدى هاتين الفطرتين فإننا نشتغل بنصف انسان فكيف لهذا النصف أن يؤثر في الجمهور. الحاصل في هذه الإشكالية الأخلاق والفن أن الوسط التربوي انقسم أمامها إلى ثلاث فئات أساسية.
الفئة الأولى: لا ترى المسرح لا بأخلاقه ولا بفنه وتكتفي على نصوص شرعية في ذلك وربما أنها لا يوجد في خبراتها الذهنية أي شيء جمالي بشكل عام حول المسرح وهي فئة مؤثرة وفئة لها حضور قوي.
الفئة الثانية: وهي التي تعتمد على المسرح الأخلاقي وهي الفئة الرسمية أو الفئة التي تشتغل بالدوائر المعنية بالمسرح المدرسي وهي التي تكتب له وتنظر له وتضع له المشاريع، والمسرح الأخلاقي هو المسرح السائد بقيمته التربوية المختلفة.
الفئة الثالثة: وهي الفئة الأقل وهي التي تحاول أن تشتغل بالأخلاق والفن بشكلهما المتلازم وهي الفئة التي تصنع المسرح المدرسي الحقيقي. معظم المسرحيات الجميلة ومعظم المسرحيات المتميزة هي التي اشتملت على الأخلاقي وعلى الفن ولكنها قليلة جداً وبالأسف ان هذه الفئة لا تملك القرار الرسمي والتعليم الإداري يعرف هذه الإشكالية ويعرف هذه الأنواع الثلاث ولكنه لم يتحرك ما دام أن المسرح المدرسي يمر بسلام ودون مشاكل، لم يطرح هذا الموضوع ولم تطرح هذه القضية أبداً.
جانب آخر له علاقة بهذا الموضوع وهو النص وهو يدخل في الجانب الفني وفي الجانب الأخلاقي أيضاً نفس الاشكالية الثقافية، هنالك نصوص تعتمد على اللغة بتراكيبها النحوية البسيطة وبأنظمتها الصوتية وهذه النصوص لا تقدم إلا جملا رنانة فقط ولها سلطة قوية على العرب وبالتالي تلاشى الفن من العرض المسرحي وأصبحت أمامنا على خشبة المسرح وقفات شعبية أو وقفات دورية أو جمل فردية وهذه اشكالية أخرى. الإخراج أيضاً بعيد جداً عن الأمور الفنية من ناحية لغة الجسد والتكوين والاضاءة والتوازن والمؤثرات الصوتية وهي أيضاً غير موجودة في المسرح المدرسي وهي داخلة في المجال الثقافي الذي يغفله المعنيون أو الرسميون الذين يتعاملون مع المسرح المدرسي.
اكتفي بهذا القدر حتى لا أطيل عليكم وأترك المجال لغيري أو للأستاذ محمد العثيم كما قدمه الأستاذ سعد وشكراً.


يتبع

الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
تشكيل
المنتدى
كتب
وراقيات
مداخلات
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved