Culture Magazine Monday  12/03/2007 G Issue 190
عدد خاص
الأثنين 22 ,صفر 1428   العدد  190
 
الأنوثة في منهج الغذامي النقدي
*د.يمنى العيد

 

 

قد لا تكون مناسبة هذه الكلمة مما يسمح بتناول كلّ ما قدَّمه الزميل عبدالله الغذامي في مجال النقد العربي. وذلك:

أولاً: لتعدُّد موضوعاته وتنوُّعها ومراوحتها بين ما هو نظري يميل إلى نقد النقد، وبين ما هو، عنده، قراءة وتحليل يتناول النصَّ الشعريَّ كما النصَّ السًّرديَ. علماً بأنَّ هذا التعدُّد والتنوُّع قائمٌ، كما أرى، على خلفيَّة منهجيَّة واحدة، وينزع باتجاه نقدي يرى في الثقافي مجالاً للدراسة والبحث، ويتطلَّع، في الآن نفسه، إلى نقدٍ ثقافيّ مرتكزُه، وبشكل أساسي، النصوصُ الأدبيَّة العربيَّة.

ثانياً: لأني، ولدى قراءتي له، وجدت نفسي معنيَّةً، بشكل مباشر، بما كتبه عن المرأة واللغة. وذلك لا بصفتي امرأة وحسب، بل لكوني ساهمت في إضاءة نتاج المرأة العربيَّة من منطلق رفع الظلم الذي لحق بنتاجها، وبها، عبر تاريخ طويل.

صحيح أننا، وكما أرى، نختلف في منهج التحليل والتأويل لهذا النتاج الذي قدَّمتْهُ المرأة، وذلك باعتبار المستوى الذي نضعه عليه. فالغذامي يضع النتاج الذي يشتغل عليه على المستوى الثقافي، وبالتالي فإنَّ منظوره يتحدَّد بالثقافي. في حين أميل إلى وضع النتاج الذي أشتغل عليه على مستوى العلاقة بين الثقافي والاجتماعي - المرجعي والتحدّدات البنائية للعمل الأدبي القائمة بهذه العلاقة. إلاَّ أنَّنا، ورغم هذا الاختلاف المنهجي، نلتقي في الكلام على ما لحق بنتاج المرأة من إقصاء وتعتيم وظلم مديد، وعلى اعتبار المرأة صاحبة حقٍّ طبيعيّ في أن تعبِّر وتحكي وتكتب.

وعليَّ، في هذا الصدد، أن أقرَّ بأنَّ الغذامي فاقني اهتماماً بهذا النتاج الذي قدَّمته المرأة، وفي تنويعه على الأمثلة التي قدَّمتها، والجوانب التي تناولها وأبرزها. وقد ذهب أبعد مما ذهبت إليه، وذلك في قراءته القيِّمة، الواسعة، الشموليَّة التي كشف بها عمَّا سمَّاه (الوهم الثقافي) باعتباره - أي هذا الوهم - هو ما كرَّس ظلم المرأة ونمَّطَ صورتها في إطاره.

وبالاستناد إلى هذا الوهم الثقافي عمل الغذامي على استنباط معايير الثقافة الذكوريَّة، وما شرَّعت له من قمع لقدرات المرأة على الكتابة وإبداع نصّها الأدبي المتميِّز بلغةٍ تخترق اللغة الذكوريَّة، وتوسِّع لها مكاناً في الحضور.

وقد حملني ما تبينته في نتاجه، خاصة ما له علاقة بالمرأة واللغة، على تقديم هذه الشهادة، علَّني أفيه شيئاً من حقِّه على المرأة بعامة، وعلى الكاتبة بخاصة، هو الذي كرَّس لنتاجها، ولحقِّها في الكتابة والتعبير عن ذاتها، ما لم يكرِّسه كاتبٌ آخر بعد قاسم أمين (1864-1908) كأنَّ الغذامي في مرحلة الحداثة هو نظير قاسم أمين في مرحلة النهضة.

***

يشكِّل النَّص، كما نعلم، مادة ثقافيَّة حاملة لمجموعة من القيم التي تترسَّخ عبر تاريخ لها، ويتعامل الجمع من الناس مع هذه القيم المتوارثة، والسائدة، وبصفتهم معنيين بها، وكأنَّها حقائق موصولة بالطبيعة: طبيعة الكينونة والوجود.

يتصدَّى الغذامي لهذه الثقافة، لحمولتها وقيمها، خاصة ما تعلَّق منها بثقافة الذكورة، حسب تعبيره، ويكشف عن وهمها، كونها تنطوي على ظلمٍ ومهانة طالا المرأة بصفتها أنثى.

لا يقدِّم لنا الغذامي أحكاماً ومواقف، أو توصيفات وخلاصات، بل يسعى، بشكل جدِّي ودؤوب، ليظهر لنا كيف، ولماذا، جرى تحويل المرأة، (بفعل الحضارة والتاريخ)، إلى كائن ثقافي، وكيف دأبت ثقافةُ الذكورة على تحميل الأنوثة دلالات تصوغ صورةً نمطيَّةً محدَّدة لها.

فالمرأة بصفتها أنثى هي: محدودةُ القدرات العقليَّة، ناقصةٌ، حمقاء، متخلِّفةٌ، موصولة بسلسلة النوع الحيواني. إنَّها، وحسب شاعر غربي. (هو بودلير): (مليكة الخطايا)، و(الخزي الرفيع). هذا، وقد جرى تحويلها حدثياً إلى سلعة.

يستند الغذامي في كشفه عن هذه الصورة النمطيَّة للمرأة بصفتها أنثى - وهنا تكمن أهميَّة هذا الكشف - إلى عدد وافر من المرجعيَّات الموثَّقة التي تُغطِّي مدىً زمنياً طويلاً يرقى إلى ما قبل التاريخ الإسلامي والميلادي، وتحيل على ما قاله وكتبه رجالُ فكرٍ وفلسفة وعلمٍ وأدب، ورجالُ دينٍ، وشعراء، ونقَّاد وباحثون، كما تحيل على معاجم ومدوَّناتٍ عامة.

يستوي في رسم هذه الصورة للمرأة الأنثى، الرجلُ الذكر العربيّ والغربيّ، القديم والحديث، أمثال: سقراط، وأفلاطون، والجاحظ، وفرويد، وداروين، وشوبنهاور، والعقَّاد، والشيخ علي الطنطاوي، وأبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري...

لا يمكنك وأنت تقرأ كلَّ هذه الشواهد التي قدَّمها الغذامي، إلاَّ أن تُصاب بالدهشة وتسأل: هل يعقل أن يبقى النقد العربي غافلاً عن كل هذا الكم من النصوص والشواهد والأقوال التي حوَّلتْ المرأة، بصفتها أنثى، إلى كائنٍ ناقص، بلا عقل، وأخرجتها من اللغة، من دائرة قواعدها وأحكام بلاغتها وشعريتها، فلا وجود لها فيها، كما أوضح لنا الغذامي، إلاَّ باعتبارها معنىً أو موضوعاً. محظوراً عليها، تبعاً لذلك، أن تكون لفظاً أو ذاتاً لها حقّ التعبير والفعل والفاعليَّة في اللغة والنصّ والثقافة!

على قاعدة مصطلحي: اللفظ والمعنى وما يناظرهما، أي الذات والموضوع، يُميِّز الغذامي بين النصّ الذكوري باعتباره ذاتاً يحتكر اللفظ وحقَّ التصرُّف باللغة وقواعدها كما بالثقافة ومعاييرها وقيمها، وبين (النصّ) الأنثوي باعتباره معنىً يستعمله لفظُ الرجل - الذكر ولغته، وموضوعاً يشكِّل مادةً يتصرَّف بها نصُّ الذكورة.

لا حضور للنَّص الأنثوي المستقل، أو المتمتِّع بقدرات الأنثى على اللفظ - التعبير، والاختيار والتأليف. غائبٌ هو النصّ الأنثوي. حسب الغذامي، وغيابه له شكل الاستبعاد أو التحكُّم بمعناه وذاته.

هكذا، ومن منطلق هذا التمييز والفهم (للنص باعتبار اللفظ والمعنى، والذات والموضوع) يستعرض الغذامي، محلِّلاً ومؤوِّلاً، عدداً من النصوص الأنثويَّة ليظهر كيف سعى النص الأنثوي، وعبر مسارٍ تاريخي طويل، للدفاع عن حقِّه في الحضور، ومن ثمَّ كيف فسح لنفسه مكانةً في الثقافة، وصولاً إلى أن تكون الأنوثة ذاتاً، لا مجرد موضوع. بمعنى أنَّ هذا الحضور للنص الأنثوي لم يقتصر على مجرَّد استخدام ضمير الأنا من قِبَل المتكلِّمة المؤلِّفة، بل تعدَّاه إلى صياغاتٍ أسلوبيَّة وبنائيَّة، سرديَّة بشكل خاص.

يبدأ الغذامي من شهرزاد، أي من زمن الحكي الذي حوصرت فيه الأنثى طويلاً، واستأثر فيه الذكرُ بالكتابة وبمعاييرها القيميَّة. ويرى أنَّ (علَّة النَّص) الشهرزادي هي (مرافعةٌ نسائيَّةٌ من أجل النساء، وهي دفاعٌ عن جنسٍ بشريٍّ، ومحافظةٌ على بقائه جسدياً وسلامته معنوياً وثقافياً) (1). ثم ينتقل إلى الزمن الذي خرجت فيه المرأة من زمن الحكي إلى زمن الكتابة وخطفت فيه القلم، (القلم المذكر)، والذي هو آلة الكتابة، حسب تعبيره. وبذلك دخلت المرأة إلى

(1) عبد الله الغذامي. المرأة واللغة. المركز الثقافي العربي. الطبعة الأولى 1997. ص62, سوف نكتفي بذكر الصفحة داخل المتن عند الإحالة على هذا الكتاب.

اللغة، بوصف اللغة كتابة، وبوصف المرأة كاتبة مؤلفة، وصوتاً مستقلاً، ومن ثمَّ ذاتاً، وليس (مجرد موضوع لغوي ورمز شعري أو أداة سرديَّة). إنها ومع هذه النقلة لم تعد جارية تحكي ويصغي إليها الذكر، بل غدت سيدة (سلاحها في القلم وليس في لسانها) (ص120).

ولعلَّ المهم في تناول الغذامي لمسألة انتقال المرأة من كونها أنثى تحكي إلى أنثى تكتب، هو تمييزه بين كتابتين للمرأة، وذلك باعتبار علاقتها باللغة وبذكورة اللغة ودورها في تأنيثها:

1- كتابة المرأة بلغة الرجل الذكوريَّة، وشروطه.

2- وكتابة المرأة بلغة مختلفة تنسجها لتستوي لغةً أنثوية، وليكون لها فاعليتها

التغييريَّة في معايير الثقافة وقيمها السائدة.

1- عن الكتابة بلغة الرجل الذكوريَّة وشروطه، يشير الغذامي إلى حلول الضمير المذكر في ما تكتبه المرأة (على الرغم من غيابه الحسِّي)، كما يقول. ويجد أمثلة لذلك عند أديبات كثيرات بدءًا من مي زيادة (1886-1941)، وباحثة البادية (ملك حفني ناصف 1886-1965)، وصولاً إلى غادة السمَّان ورضوى عاشور ورجاء عالم... وغيرهن ممن سيطر على لغتهن السَّردية ضمير الذكر، بدل ضمير المؤنث المقصود في سردهن. ما عنى بالنسبة للغذامي، بقاء الأنوثة خارج اللغة وصناعتها القواعديَّة، وبما هي - هذه الصناعة القواعديَّة - في الآن نفسه صناعة سياقيَّة دلاليَّة.

كأنَّ اللغة، في مثل هذه الحال، وبالنسبة للمرأة الكاتبة هذه، حقيقةٌ قائمة بذاتها ولا دخل للأنوثة بها، أو لا حقَّ لها في الحضور فيها.

2- أما في ما يخصّ كتابة المرأة بلغة مختلفة عن اللغة الذكوريَّة، فإنَّ مثال الغذامي الأبرز هو رواية (ذاكرة الجسد) لأحلام مستغانمي. ففي هذه الرواية، حسب الغذامي، يجري الإعلان عن أنوثة اللغة، أي عن أنوثة توضع بإزاء الفحولة لتضيف مصطلحاً أدبياً جديداً، كما يقول الغذامي، (ولتطرح الأنوثة ذاتها كقيمة شعرية (شاعرية) في الخطاب الأدبي (ص180).

يوضح الغذامي مسألة هذه الإضافة وهذه القيمة الشعريَّة في رواية

(ذاكرة الجسد) بملاحظته للأمور التالية:

* إنَّ الأنوثة في هذه الرواية ليست مجرد ضمير متكلِّم للأنا الأنثى، بل هي فعل (من أفعال التأليف والإنشاء)، كما أنها فعلٌ (من أفعال استعادة المسروق والمستلب). هو اتحاد اسم المؤلِّفة (أحلام) مع اسم البطلة (أحلام) داخل النص الروائي. كلتاهما، كما يقول (اسم واحد) (ص182).

* إنَّ رواية (ذاكرة الجسد) قلبت المعادلة بين الذكر والأنثى: فإذا كانت الأنثى تحكي، كما هي الحال في شهرزاد، وكان الرجل يكتب، كما كانت الحال فيما سبق، فإنَّ بطل (ذاكرة الجسد) هو الذي يحكي، في حين أنَّ المرأة هي التي تدوِّن وتكتب.

* يجري تحويل المرأة والرجل، في هذه الرواية، من كائنين واقعيين إلى كائنين من ورق. كأنهما بذلك يتساويان: إنهما مجرد نصّ موضوع، بصفته كذلك، في تصرف التأليف الذي تمارسه، هنا، المرأة. هكذا تأتي المؤلفة بالمرأة إلى مكان البطولة بينما يتراجع الرجل عن بطولته إذ يتحوَّل، في الرواية، من مناضل على الجبهة إلى رجل مبتور اليد (2).

هكذا يصل الغذامي إلى القول بأنَّ الفحولة تتخلَّى، في (ذاكرة الجسد)، عن (سلطتها المطلقة، وتدخل في علاقة نسبية مع الأنوثة) (ص187).

لكن، يبدو لي، وبالاستناد إلى قراءتي لرواية (ذاكرة الجسد)، أنَّ تأويل الغذامي يتجاوز، ومن هذه الناحية، ما تقوله هذه الرواية، أو ما تضمره من معاني. إذ إنَّ يد البطل المبتورة في معركة ضد الاستعمار، ومن أجل تحرير الوطن، قابلة لتأويل آخر يدعم دلالة القوة، كي لا أقول الفحولة، عنده. فبتر اليد لا يمكن، أو ليس له، أن يمحو من ذاكرة القراءة بطولته المشهود لها في الرواية، كما أنه لا يلغي انتساب هذه البطولة إليه، أو يقف بزمنها عنده، أو عند حاضرٍ له مقطوعٍ عن مستقبلٍ يخوِّل هذا البطل، بصفته رجلاً، الاستمرار فيه.

مجرد احتمال، جال في بالي وأنا أقرأ الغذامي وأتذكَّر قراءتي للرواية، احتمال لا ينفي قيمة التأويل الذي قدمه هذا الناقد في سعيه لإعادة الاعتبار إلى ما تكتبه المرأة، ولإقامة صيغ اللغة وسياقاتها التعبيرية على أرض عدالة جمالية. كما أنَّ الاحتمال لا ينال من قيمة التأليف الإبداعية لهذه الرواية، أو من شعرية خطابها، ومن الجمالية التي أفاضتها لغتها على أسلوبها السردي.

مجرد احتمال جال في ذهني، وحملتني طروحات الغذامي، التي أقدِّر، على التساؤل:

(2) انظر كتاب (المرأة واللغة)، الفصل: (الخراب الجميل. تسترد اللغة أنوثتها)، وبشكل خاص ص180. مرجع مذكور.

- هل تعود مسألة الظلم الذي لحق بالمرأة عبر تاريخ طويل، والذي حرمها زمناً

من الكتابة، إلى الرجل بصفته ذكراً أم إليه بصفته في موقع السلطة العليا، الموقع المتوارث والمسحوب عليه من مواقع أخرى متدرجة وصولاً إلى أكثر من مؤسسة بما في ذلك البيت، مما أكسبه سلطة ونفوذاً مارسهما، لا على المرأة وحدها، بل على كل من كان في موقع أدنى.

- هل المسألة هذه في التكوين، في الجينة، أي في الطبيعة، أم هي في النظم وما هي عليه من قواعد وقوانين يترتب عليها أخلاقيات، هي اجتماعية - حضارية بقدر ما هي مما يسوس ويحكم؟

- وعليه هل القوة التي تمارسها المرأة عند اعتلائها مركز السلطة هي مجرد دليل على تمثُّل المرأة بالرجل، أو على الاسترجال كما يرى الغذامي، أم هي مما يحيل على هوية نظم تفتقر إلى معايير العدالة وقيمها وتعمل المرأة بموجبها كما يعمل الرجل؟

أميل إلى الاعتقاد أو الترجيح بأنَّ المسألة (أي مسألة ما لحق بالمرأة من ظلم الرجل) هي، وبشكل أساسي، مسألة نظم وعلائق اجتماعية وقيم ظالمة ومعيقة... تقاومها المرأة، لا فقط لأنها أنثى، بل لأنها، شأن كل مظلوم، تعاني منها.

صحيح أننا، نحن النساء، نعاني ظلماً مضاعفاً. وصحيح أيضاً أنَّ الكتابة بالنسبة للمرأة هي، وكما يرى الغذامي، ضرورة نفسية أكثر منها ضرورة ثقافية. ذلك أنَّ الكتابة لا تقف في مثل هذه الحال - حال الضرورة النفسيَّة - عند (ظاهرها الإبداعي)، بل تتعدَّاه، وحسب الغذامي أيضاً، لترتبط بالقلق وبمشكلة الحرية.

هكذا إذن يمكننا أن نلتقي في تحطيم القيود، وفي الصراع ضد كل القوى التي تحول دون وجودنا، وضد أن نكتب، ونعبِّر، ونبدع.

ولئن كان الغذامي يرى بأنَّ الكتابة تقع، في حال الكلام على علاقة المرأة بها (في هذه الهوَّة العميقة الممتدة بين الهويَّة المكتسبة، وبين الهويَّة المفقودة. بين الجزء المقتول من الذات والجزء الذي يحتاج إلى صراع مرير للحفاظ عليه..) (ص137). فإني أرى، مضيفة ومؤكِّدة، بأنَّ (هذه الهوَّة العميقة) هي كذلك بالنسبة لكل من عانى، ويعاني، مشكلة الحرية وحُرم من إمكانيَّات التعبير عن ذاته الخاصة.

* ناقدة وأديبة لبنانية


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة