الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 12th April,2004 العدد : 54

الأثنين 22 ,صفر 1425

أعراف
نقدٌ وإبداعٌ أخفُّ من الريش.. أثقل من الهم
عالي وتراوري وبقية البقايا
محمد جبر الحربي

أسعدني أنْ لاقت مقالات النقد الأخف من الريش.. والأثقل من الهم هذا الرواج.
كما أسعدني تفاوت الردود عليها؛ من الجمال الخلاق إلى الضجيج الفارغ. وقد فرحت بجميع الردود والاتصالات والرسائل التي تابعتها بحب وحزن كبيرين.. لأنا بالفعل مشغولون بما هو أهم. ولكن ما أنت فاعلٌ والنصال تتكسر على النصال.
فلقد وردتني اتصالات من الشاعر واللغوي والناقد المبدع محمد العمري، ومن أستاذنا عبدالله نور، والشاعر حسن السبع، والصديق أحمد الدويحي، وعادل الحوشان، ود. عالي القرشي، ود. المعيقل، والشاعر علي الحازمي، والشاعر عبدالرحمن الموكلي.. وعشرات من الأصدقاء.
كما قرأت ردوداً في معظم صحفنا السعودية. بعض أصحابها امتلكوا الشجاعة فسموني باسمي، وسموا الأشياء بأسمائها.
وبعضهم آثر أن (يهرب) من المواجهة، فقال ما يريده على استحياء.. أو ناشداً طريق السلامة كما فعل الدكتور عالي القرشي حين وصف ما أقوله بأن ليس فيه من الشجاعة شيء، حسب مقاله في ملحق الرياض الخميس 11 صفر 1425هـ.
يقول الناقد عالي بعد أن قدّم بأن ما أفعله رغبة في الحضور الإعلامي، وأنه دخول في مقايضة غير ثقافية.
يا سبحان الله يا عالي.. ترى من منا يحب الظهور؟!
عموماً هو يقول: (وقد اختصرت الرغبة في الحضور الإعلامي في هذا الصنيع في أحكام عامة، فبدأ هذا الفعل تحت سياط المصادرة لتحقيق الإثارة وادعاء الشجاعة الأدبية التي أخرجت لنا مقولات مثل تلك التي تعادي قصيدة النثر..) فيا سبحان الله مرة أخرى.
أما (شبل الوحدة) أي نادي الوحدة في مكة المكرمة، والرائد الكشاف (القاص) محمود تراوري، فقد انتقل إليَّ بعد أن شتم المتنبي في مقالة سابقة من مقالاته التنظيرية التي أحسده عليها في ملحق الأربعاء وفي زاويته الغريبة العجيبة (حرش)، فيرى أنني أنموذج لشاعر عاد (صوتاً). الأربعاء المدينة 10 صفر 1425هـ.
وتراوري الذي يشتم المتنبي، ولعلي أفهم شتمه للمتنبي، ولكنني لا أفهم تحامله عليَّ وهو يستند إلى (أوكتافيوباث) ليفهمنا ماهية الحداثة.
فيا سبحان الله مرة ثالثة.
والحقيقة أنني لا أعلم لماذا يحاول هؤلاء الفتية الذين هم تقريباً في أعمارنا كالعباس وتراوري أن يقحموا أي اسم أجنبي في كتاباتهم.
أترى هي رغبة في الاستعراض؟!
أم رغبة في تثقيفنا نحن (الجهلة)؟!
فالعباس يذكر (دريدا)، وممثلاً كـ(روبن وليامز) ليشتم درويش والحربي.
وكذلك يوسف المحيميد.. إلى آخر القائمة اللذيذة.
ولنعد مرة أخرى إلى تراوري، وسأقتطع شيئاً من لغته لتلاحظوا مدى التشدّق اللفظي:
(ربما يكون من غير الصحيح استناداً لأوكتافيوباث أن نقول إن الحداثة تراث، بل نقول إنها التراث الآخر.
فالحداثة تراث جيليّ يزيح تراث اللحظة مهما كان. ولكن بعد لحظة يمنح مكانه لتراث آخر. بمعنى أن الحداثة محكوم عليها بالتعددية..).
كما يقول: إن محمد الحربي ضمّ أصواتهم (النيئة) في ملحق أصوات.. ولكم أتمنى أنا الحربي اليوم أن أصواتكم ما عادت (نيئة).. ولم تحترق أيضاً.
وكم أتمنى عليكم، لو كنتم صادقين في كتاباتكم التنظيرية.. أن تقوموا بنقد تجاربكم من الداخل.
ولو أدرك تراوري، ومن قبله الناقد عالي القرشي، ما يُثار لعلموا.. أن العباس والحرز والسفر وآخرين هم الذين بدأوا الهجوم على كل ما هو أساسي وجميل ومنذ سنين طوال.
وخير دليل تلك المواجهة التي تمت في مجلة اليمامة وأشرتُ إليها في مقالاتي.
ومن أخطائهم ما يلي، كما تراوري كما يوسف المحيميد الذي يسمي حواري (هفوة الحربي) بعدما كنت كريماً معه ولم أتحدث عن أخطائه الفاضحة في أمسيته القصصية مع فهد العتيق؛ حيث رأينا العجب العجاب:
1 اتهامنا بقلة الوعي.
2 اتهامنا بعدم الثقافة.
3 وضعنا جميعاً في خندق واحد، رغم اختلاف مشاربنا ومواقفنا.
4 محاولة الاستعراض الأهبل لأسماء ومقولات غربية وأسماء ومفردات باللغة الإنجليزية، وكأننا لا نحسن الفهم والترجمة والمتابعة.
5 التقليل من شأن مَن سبقهم والاعتقاد بأنهم الفاتحون رغم علمنا بالخواء الذي يزرعونه، والدمار الذي يلحقونه بالذائقة واللغة والإبداع.
6 أتحدى كلاًّ منهم فيما لو أقمنا أمسية شاملة أن يقرأ ورقته.. كتابته.. أو ما يدَّعي أنه إبداعه دون أن ينفر الحاضرون لنشاز الحضور، وفقر اللغة، وكثرة اللحن والأخطاء، ولا أريد أن أسمي هنا.
لقد بدأ هؤلاء الهجوم علينا مُذ عرفناهم، وكم كنت أتمنى أن يصرفوا طاقاتهم نحو إبداع حقيقي. وأودُّ هنا أن أشير إلى أنني، وبهذه المقالة، سأختم هذا الجدل العقيم معهم، ومع غيرهم كالذين يتهموننا مثلاً بعدم السمو..
فيا أيها السامون.. ويا أيها (المتشعلقون) بالثقافة، هنالك ما هو أهم.. هنالك أوطان تحترق، وأهلٌ يُقتلون.. وعدوٌّ يتربص بوطننا هنا.. وأمريكا وراء الباب تريد سلبكم كل ما لديكم.. فاكتبوا فيما ينفع الناس والوطن.
واتركوا بهرجة الإعلام.. والفرح بالكلام الهلام، ولا تجرونا إلى ما لا ينفع.
ولكن إن عدتم وآذيتمونا عُدْنا وكشفنا أوراقكم كاملة.. كاملة عبر نتاجكم.. وبخط أيديكم.
أي بمعنى نشر الأعمال التي تسمى شعراً وقصة، وبعض الكتابات التي تدعي النقد بخط أيدي أصحابها.
وبعض قصائد النقاد.. إلى آخر ما في جعبتنا من متابعات.
ودمتم جميعاً بخير بعد أن قلنا: سبحان الله.

+++++
mjharbi@hotmail.com

+++++
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
كتب
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved