الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 12th April,2004 العدد : 54

الأثنين 22 ,صفر 1425

قبل مائة وستين عاماً
جورج بوش الجد الأكبر يؤصل توطين اليهود في فلسطين ويدعوهم إلى التحوّل للمسيحية ليكونوا في مأمن من التشتت
عبدالله الماجد

هذا هو الكتاب الثاني الذي نقدمه مترجماً، في سلسلة الكتب التي ألفها (جورج بوش) الجد الأكبر لأسرة آل بوش، صدر الكتاب في نيويورك عام 1844 وعنوانه:
The Valley of Vision;or The Dry Bones of Israel
(وادي الرؤيا في تفسير رؤيا حزقيال أو إحياء عظام بني إسرائيل)
وأضاف إليه مترجمه الأستاذ الدكتور عبد المحسن عبد الله الشيخ عنواناً مجزوءًا مهماً هو: (هل يتحول اليهود للمسيحية كشرط لعودة المسيح) وهو المعنى الذي ألح عليه المؤلف في كتابه هذا.
ويجيء صدور هذا الكتاب الخطير والمريب، بعد صدور الكتاب الأول الذي لا يقل أهمية عنه وهو كتاب (محمد صلى الله عليه وسلم مؤسس الدين الإسلامي ومؤسس امبراطورية المسلمين) والذي قدمناه في عدد سابق من (الثقافية) فماذا عن هذا الكتاب، وعن أهميته؟
هذا الكتاب، يتجاوز حدود الزمان والمكان، فيما يتصل بالفهم الأمريكي الأصولي لإسرائيل ولليهود، حتى لقد تجذر في فهم المستوطنين الأول للمناطق التي أطلقوا عليها اسم (أمريكا) حينما وصلوها وبدأوا حرب إبادة بحق أهلها وسكانها الأصليين، ظنوا أنهم وصلوا واكتشفوا (أرض الميعاد) وأنهم (الشعب المختار) فأطلقوا على بعض المدن أسماء عبرانية مثل (كنعان الجديدة) (New English canan'n)وهو عنوان الكتاب الذي وضعه (توماس مورتون) (Thomas Morton) وهو الذي انشق منذ وصوله عام 1625 مع المستعمرين الجدد الذين كانوا يطلقون على أنفسهم الحجاج إلى أرض الميعاد، وانخرط ليعش مع الهنود. وكان اسم (إسرائيل) هو الاسم الذي أطلقه المستعمرون الإنجليز على مستعمراتهم الأمريكية الهندية الأصل.
ولمورتون هذا قصة يذكرها الباحث (منير العكش) وهو ينقب في حفريات تراث ووثائق أصحاب الأرض الأصليين الذين عرفوا باسم (الهنود الحمر) أمريكا الآن، يقول عن (مورتون) مايلي:
(منذ وصوله إلى العالم الجديد في عام 1625، ترك رفاقَه الحجاج وشأنهم ومضى ليعيش في (ماري مانوت) بين هنود (البيكو) ويشتغل بالتجارة معهم ويبني ثروة هائلة من المال والحقائق والشهادات التي لم ترق قط للسلطات الاستعمارية. هكذا شكلوا فرقة عسكرية هاجمته واعتقلته ثم شحنته إلى إنكلترا لمحاكمته بتهمة (بيع الأسلحة) للهنود. ولم تمض سنة حتى عاد مورتون إلى (ماري ماونت) واستأنف حياته وتجارته مع الهنود برغم معارضة السلطات الاستعمارية وتهديداتها التي انتهت أيضاً باعتقاله وإعادته إلى بريطانيا وإحراق كل منطقة (ماري ماونت)، وذلك (لقطع دابر العادات الشريرة في أرض إسرائيل)، كما قال حاكم المستعمرة جون ونثروب. وللمرة الثالثة يعود مورتون إلى أصدقائه الهنود ليكتب هذه المرة شهادته التاريخية (كنعان الجديدة الإنكليزية) ولينهي حياته في سجن المستعمرة محطماً سيء السمعة). (ص8).
ومع بدايات القرن الثامن عشر، نشطت دوائر البحث العلمي في إذكاء الروح الدينية المؤسسة على تفسير ما ورد في أسفار العهد القديم، وبرز من هؤلاء المفسرين (جوناثان إدواردس) الذي ذهب في تفسيره إلى أن (مملكة الله)، ستقوم في أمريكا وأن نورها سينتشر في أنحاء العالم، مما جعل الإيمان داخل أمريكا الوليدة يُسلّم بأنها (أرض الميعاد) وأن (القدر المتجلي) أصبح قدراً وطنياً تؤمن به كل الطبقات والجماعات العرقية الدينية والاجتماعية. وأبرز تلك المحطات في التوجهات بين ما هو اسرائيلي يهودي وأمريكي رسالة رئيس جامعة هارفرد (صموئيل لانغدون) Samuel Langdon التي ألقاها بمناسبة وضع الدستور، ويكفي للدلالة على معناها عنوانها وهو: (جمهورية الإسرائيليين: نبراس للولايات الأمريكية):
The Repulic of The Israelites An Example The American States
ومما جاء فيها مايلي:
(لقد علمتكم فرائض وأحكاماً كما أمرني إلهي الرب لكي تعملوا بها في الأرض التي أنتم داخلون إليها لتتملكوها. فاحفظوا واعملوا، فتلك هي حكمتكم وفطنتكم في عيون الشعوب الذين يسمعون عن هذه الفرائض ويقولون: ما أعظم هذا الشعب وما أحكمه وأفطنه...).
لقد كانت الروح التي تلبست هؤلاء المستعمرين الجدد إيمانهم أنهم العبرانيون الذين جاءوا إلى أرض كنعان، وما هؤلاء الهنود إلا الكنعانيين الذين تجب إبادتهم وكانت اللغة الأولى في جامعة هارفارد في تلك الوقت هي العبرية، وليست الإنجليزيةّ ولعل أبلغ تأكيد على هذا المعنى وتلك الروح التي استعرت في أفئدة هؤلاء الغزاة، حتى بعد أن ولدت الجمهورية وأصبح لها عيد للاستقلال عام (1776) التعبير الذي ورد في خطاب الرئيس الأمريكي (جفرسون) مع بداية فترته للرئاسة الثانية قال: (إنني بحاجة إلى فضل ذلك الذي هدى آباءنا في البحر، كما هدى بني إسرائيل وأخذ بيدهم من أرضهم الأم ليزرعهم في بلد يفيض بكل لوازم الحياة ورخاء العيش).
ولقد مهدت وتزامن مع هذه (الروح) حركة فكرية وبحثية أصولية، حاولت أن تمازج بين ما هو تفكير بالروح، ومشابهة للفكرة التاريخية التي وجدت في أسفار الأنبياء، ما فسرته على أنه وعد بقيام مملكة أخرى في فلسطين بعد حادثة السبي البابلي والتشتت في البلدان وقد أكد على هذه الروح (جوناثان إدواردس) في منتصف القرن الثامن عشر، ولكنه وقف عند المعنى الذي يُحي فكرة الانطلاقة الكبرى أو القومية لقيام هذه الأمة الأنجلو سكسونية (الأمريكية) وأن تكون هي (مملكة الله) وأن نورها سينتشر في أنحاء العالم، دون الاعتماد على نص ديني موروث.
أما مؤلف هذا الكتاب (جورج بوش) الجد الأكبر (18591796) فإنه أمام نصوص توراتية وإنجيلية، يؤسس لفكرة الانبعاث اليهودي الإسرائيلي، وإن شئت فقل الصهيوني في فلسطين،وجورج بوش هو عالم متخصص في أسفار العهد القديم (التوراة وأسفار الأنبياء وكتب الحكمة) ودارس للاهوت، واصبح واعظاً متميزاً في الجدال والمناظرة، فعين راعياً لإحدى الكنائس في إنديانا بولس. وقد اصطدمت آراؤه الدينية بالمعارضة وعدم القبول العام في محيط رجال الدين ، مع أنه حاز لقب (الموقرREV) وهو لقب ديني متميز في المحيط المسيحي الديني. لكن الأهم في حياته العلمية، هو أنه أستاذ للغة العبرية والآداب الشرقية في جامعة نيويوك. وله أكثر من عشرين مؤلفاً، ومن كتبه المبكرة كتابه الذي وضعه عن حياة النبي صلى الله عليه وسلم وقيام امبراطورية المسلمين الذي نشره سنة 1830 وسبقت الإشارة إليه.
تعمد (جورج بوش) في كتابه هذا (وادي الرؤيا) إلى تفسير الفقرات من 1 إلى 14 من الاصحاح 37 من سفر حزقيال، أحد أنبياء بني إسرائيل، وقد كتب رؤياه في حوالي سنة 571 قبل الميلاد بعد السبي البابلي المشهور على يد بختنصر الكلداني بستة عشر عاماً، حيث كانت واقعة هذا السبي على ما هو مشهور عام 587 قبل الميلاد، وكان حزقيال من بين المسببين، وعلى نحو ما يشير الأستاذ الدكتور سيد فرج راشد أستاذ الدراسات العبرية في تصديره لهذا الكتاب، كانت هذه الرؤيا تنحو منحى دينياً للعودة إلى الشريعة والإيمان. يقول:(هذه المرحلة الجديدة من مراحل الديانة اليهودية قد عبّرت عنها رؤى حزقيال نبي المنفى، فالديانة اليهودية قُضي عليها بتدمير هيكل سليمان على يد بختنصَر، وأتيح للفكر اليهودي في زمن السبي أن يدرك أن يهوه هو الإله الواحد للعالم كله، وشعر الذين في المنفى أن ما حل بهم من شقاء كانت نتيجة مؤكدة لعدم اتباعهم شرائع يهوه، وتكاثر عدد الأنبياء في هذه المرحلة واصبحوا يفكرون في الخلاص على يد يهوه. وهكذا وُجدَتْ الوحدانية العالمية بعد أن تحررت من قيود المشاكل السياسية الضيقة. وتَجدد الأمل في حياة دينية جديدة تدور حول المعبد الذي سيبنى من جديد. على أن عدم تمكنهم من إقامة طقوس عبادتهم في المنفى بصورة مكتملة، يرجع إلى بعدهم عن الهيكل في القدس حسب إدعاءاتهم وعدم استطاعتهم تقديم القرابين، ولذلك غيّروا في طريقتهم لممارسة هذه الطقوس، فاستبدلوا بالقربان الصيام والصلاة، وتغاضوا عن أداء طقوس السبت معظم الأحيان. وكان التغافل عن أداء هذه الطقوس الدينية لعبادة يهوه أمراً يدعو إلى الأسى (حزقيال 20: 2021)، وفُسِّرت على أساسه مصائب اليهود وما حل بهم، ولذلك كانت دعوة حزقيال لتطهير الشعب وإعداده وتهيئته للعودة! (ص 7980).
لكن (جورج بوش) المؤلف، يُخضع هذه الرؤيا إلى تفسيرات لاحقة بعد عدة قرون بل آلاف السنين،ويبشر فيها بعودة يهود العالم المعاصرين حيث كانت رؤيا حزقيال نبيهم تبشرهم! لماذا لا تكون هذه الرؤيا تعني تحقيقها في زمن أقرب إليها وفي عصر آخر؟! إلى هذا المعنى يشير مترجم الكتاب الأستاذ الدكتور عبد الرحمن عبد الله الشيخ في مقدمته:
( كتب حزقيال رؤياه في حوالي سنة 571 ق.م. ما هو المتوقع في ظل هذه الظروف؟ أليس من المتوقع أن يدعوهم حزقيال للعودة للشريعة والإيمان لأن عودتهم باتت وشيكة وخلاصهم من السبي بات وشيكاً، بل إن حزقيال نفسه كان من بين المسبيين، أليس من الطبيعي أن تكون البشارة مشيرة إلى عودة قريبة يشهدها الأحياء وقت الرؤيا أم عودة بعد أكثر من 2500 سنة. هل يتوقع أحد من نبي إلا أن يقول في مثل هذه الظروف:(إذ آخذكم من بين الأمم وأجمعكم من كل البلدان، وأحضركم إلى أرضكم، وأرش عليكم ماء نقياً فتطهرون من كل نجاساتكم ومن كل أصنامكم وأهبكم قلباً جديداً وأضع في داخلكم روحاً جديدة وانتزع من لحمكم قلب الحجر وأعطيكم عوضاً عنه قلب لحم) 24/3626. هذا منطقي في ظل هذه الظروف ففي الفقرات السابقة ما يفيد أن ما حاق بهم كان بسبب قسوتهم (قلوبهم حجارة) ونجاساتهم، وشركهم بالله (عبادتهم الأصنام) لكنهم إن تركوا هذا كله فسيخلصهم الله من سبيهم، ما علاقة هذا بالقرن العشرين أو الواحد والعشرين، أو حتى القرن التاسع عشر؟! (ص17).
وبعد.. فالقارئ الذي لم يُطالع هذا الكتاب الخطير والوثيقة الهامة، وفحواه قلب النصوص الدينية، ومحورتها وإخضاعها لأهداف سياسية،أعرض فيما سيأتي نصوصاً مختارة عما ورد في هذا الكتاب. وفيما يعتبر (جورج بوش) المؤلف أن ما يقدمه نصاً دينياً مقروناً بتفسيره ينضح بحق اليهود في العودة إلى فلسطين. ولعل أول سؤال يقفز إلى الذهن هو، لماذا تنكر المؤسسة الصهيونية، ومن خلفها حكومة الولايات المتحدة ما ورد في كتابنا الكريم القرآن من وصف لليهود، ويعتبرونه نصاً محرضاً على الكراهية، المؤلف نفسه ادعى في كتابه عن النبي صلى الله عليه وسلم، أن القرآن تلفيق ادعى الرسول أنه نزل عليه من عند الله، لخدمة أغراضه وأغراض سياسية. إلى هذا الحد يذهب (جورج بوش) الذي يقف مدافعاً عن نص خضع لتحريفات على مرّ العصور، ويعتبره مصدراً لرؤيا نبوية، يقول فيما يتعلق بفحوى رؤيا (حزقيال) التي كان زمنها 571 قبل الميلاد، أي بعد وقائع السبي على يد بختنصر، بستة عشر عاماً.
(ليس المقصود هو العودة من بابل، فقد تلوثت الأرض المقدسة بعد هذه العودة مرة أخرى، فقد داس العرب والأتراك ورود ازدراليون، ووطأوا زهور شارون وزنبق الوادي، فهجر اليهود ديارهم وتشتتوا غرباء في كل عروض الأرض) (ص89).
في هذا التفسير، يفسر (جورج بوش) عن وجهه العبراني، وعن صهيونيته. ولأنه كان يؤلف تفسيره ورؤاه قبل العودة (المتحققة) كما يقول حيث يكتب هذه النصوص عام 1844، فهو يُلمّع الرؤيا، بما أصبح بعد ذلك وعداً سياسياً) لعودة اليهود فعلاً تأخر حتى عام 1917 يقول:
( وعلى هذا فلا مناص فيما نرى أن ما ورد في النبوءة لم يتحقق بعد، وأن المقصود بعدوة اليهود إلى الأرض المقدسة، إنما هو عودة في زمان آت، وليس العودة من الأسر البابلي) (ص89).
لكنه بعد ذلك يتمادى كما يحلو له في تفسير هذه الرؤيا، ولم يكن وعد القوى الاستعمارية على يد (بلفور) بتوطين اليهود في فلسطين قد تحقق، وهو قرار استعماري، ربما كان يقرأ هذه النصوص ويستجيب لدعواها يكشف عن زيف عبقريته في استكناه الآتي والمستقبل في تحقيق هذه العودة المزعومة. فهو يقول إن العودة وتحقيق نبوءتها يتنافي مع الزعيم بأن المقصود هو العودة من أرض بابل، بأوامر من (قورش):
(الإعلان الوارد في النبوءة لايعني سوى عودة اليهود واستقرارهم في أرض كنعان بشكل نهائي ودائم، لا يعقبه طرد ولا شتات. (فلا يكونون بعد غنيمة للأمم ولا يفزعهم أحد يقول الرب (28/3827).
ويشير في موقع آخر إلى أن العودة، ستكون (مقرونة بالجهود المبذولة وبالواجب المنوط بالمسيحيين لإكمال تحقيق النتيجة المرجوة (والمقصود هنا بالمسيحية من وجهة نظر (بوش) فرع (بروتستنتي) وليس كل المذاهب المسيحية الأخرى).
وها هي الجهود المبذولة، قد تمكنت من توطين اليهود في فلسطين، فهل كان ذلك تحقيقاً، لوعد هذه الرؤيا وتفسيرها، بل وتفسير (بوش) لها. إنه يقول (لايفزعهم. أحد) ويقول فيما يشبه التغني والإنشاد الديني، بل إنه يكتب تمجيداً لذلك بلغة شعرية. يقول:
(سيستعيد الزيتون والنبيذ سمعتها الحسنة فوق الجبال التي كانت يوماً بهيجة، وإن أصبحت الآن خربة، وسيضحك القمح في الوديان حيث ينصب البدو الجوّالون خيامهم النقالة،ويجدد الأطفال السعداء سلالة الآباء المؤسسين رياضتهم المائية في شوارع المدن العامرة التي تذكرنا الآن أكوامها الخربة بعظمةٍ ونبل مضيا!!
فأي مجد للزيتون، ولعرائس الكَرم الآن في أرض فلسطين، وقد داستها جحافل المستعمرين والمتهودين، ها هي دبابات (شارون) تعصف بأشجار الزيتون، وتدوس أشجار الكرم، وتدمر المنازل، وتقتل الفرحة والإبتسامة في وجوه الأطفال وفي أفواههم. لقد داست أقدام (شارون) الملطخة بالدماء (زهور شارون) وقتلت آله السلاح (البروتستانتي) المتطرف بدعم من (بوش الإبن) الأطفال والعجائز والصبايا، والشيوخ أصحاب المآذن التي ترفع ذكر الله وتمجده في الأعالي. لو كنت في هذه الدنيا يا جورج بوش الجد، ورأيت ما يفعله أحد أحفادك، هل تجرؤ؛ وتعيد تفسير رؤيا النبي حزقيال، على هذا الواقع الدامي؟ أم أنك ستتمادى في تزييف تفسير النصوص وتجد لها مبرراً، كما وجد أحفادك؟
إلى هذا الخطل من التخبط في تفسير الأحداث والرؤى، يذهب المؤلف (بوش) إلى ماهو أبعد من ذلك فيقرر أن عودة اليهود (لا يمكن أن يكون ذلك قبل تحول اليهود للمسيحية)!! ولكن كيف يتحقق تحول هؤلاء اليهود للمسيحية؟! يقول المؤلف: (إن رؤيا حزقيال باعتبارها فاعلاً في هذا التحول الذي جرى في الرؤيا، فإنه يستبق ما سيكون بقيام أعضاء الكنيسة المسيحية فيما بعد وفي الوقت المناسب، ونيابة عنه (أو باسمه) بتحقيق عودة إسرائيل المتوقعة، في أيام قادمة أي بعد رؤيا حزقيال).
وها هو بصريح العبارة يستنفر القوى المسيحية وعقولهم لتبني تحقيق هذه الدعوة والوقوف في وجه (المحمديين) لأن الأولوية لليهود، وها هو النص:
( لانعلم الآن شيئاً يجب غرسه في عقول المسيحيين أكثر أهمية من حقيقة هذا المشهد الباطني (النبوئي) والذي مؤداه أن إعادة انبعاث اليهود متوقف على تفسير هذه الرؤى وعلى دعواتنا الحارة. هاتان هما الوسيلتان الأساسيتان التي نعّول عليهما لتحقيق النتيجة الموعودة. بدون إنقاص في الحد الأدنى من التبشير بهذا والدعوة إليه من خلال شرح الأناجيل، لابد أن نكون واعين بأن حالة اليهود حالة خاصة جداً ومميزة (الكتاب المقدس يلفت النظر إليهم بشدة) حتى أننا لا نستطيع أن نحبط هذه التأثيرات الشرعية لكتابنا المقدس الذي يوجهنا لكيفية النظر للشعوب الأخرى) والكتاب المقدس يوجهنا أيضاً إلى حد ما لكيفية التعامل مع المحمديين (يقصد المسلمين). وبالنظر إليهما (اليهود والمسلمين) هناك أولوية لليهود رغم أن التفسيرات المنحرفة (غير الصحيحة) للحقائق الكبرى في أسفار العهد القديم تعوقنا عن هذا. ليست هناك حاجة لتعليم أيِّ من هذه التفسيرات التي تحول بيننا وبين فهم حقيقة الكتاب المقدس. فلتتوجه الكنيسة بالدعاء من أجل هذا الشعب (اليهود) وجيوش الله لا بد أن تتحرر وتنطلق لإنقاذ شعب العهد، وبهذا كله تتحقق البركات. (أنت (يا الله) أرسلت الروح القدس، فخلقتهم خلقاً آخر) .)
ولأن (اليهود) في نظر (جورج بوش) الجد الأكبر، (حالة خاصة جداً ومميزة) كما هي في نظر (جورج بوش) الأب، والابن بعد ذلك. فإن (الجد) قبل مائة وستين عاماً، يحث (الحكومات المسيحية على أن تزيح العوائق السياسية التي تعوق هذا الحدث الوارد في النبوءة (عودة بني إسرائيل) والعمل الكبير المنوط بالمسيحيين هو العمل على تحويلهم للمسيحية، فسيظل القسم الأكبر على يهوديته حتى بعد العودة لديارهم).
إنها حلقة متصلة من الذرائع والمؤامرات، يكشف عنها هذا الكتاب المريب (الوثيقة) حتى لا ننخدع ندعو كل عربي ومسلم لقراءة هذا النص الخطير. ومنه سبحانه وتعالى نطلب المثوبة والغفران.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
كتب
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved