الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 12th April,2004 العدد : 54

الأثنين 22 ,صفر 1425

مجلتكم ساحة نقية خالية من (الميلشيات)
أخي الحبيب (الجميل) الأستاذ إبراهيم التركي مدير التحرير للشؤون الثقافية أسعد الله أوقاتك وصحبك:
كل اثنين.. أمسح نظارتي التي لازمتني بعد الأربعين كأداة دخيلة على نظري الذي ظللت أتباهى بقوته وقدرته على تحدي (غبش) الزمن الرديء، وأشحذ (تركيزي) الذي فقد هو الآخر الكثير من لياقته بفعل الظروف الموحلة وهموم (الأولاد) التي تتوالد كالقطط الريفية.. وأقرأ (المجلة الثقافية) التي بقيتُ أتابعها منذ إطلالتها الأولى، ولست اكتمك فقد توقعت لها أن (تذبل) ويعتريها (الشحوب) وتغزوها (الأمراض)، غير أنه مضى عام ونيف على إصدارها، وتمتعها بهذا القدر المعقول من التحدي والصمود و(التصدي)! التصدي لمن؟
اعذرني يا صديقي.. فأنا من بقايا جيل عروبي منقرض لا يكاد يفهم الصمود من (غير تصدي) ليكن التصدي (لكائن خرافي) أو التصدي (لطواحين الهواء)!
المهم أن مجلتكم جعلتني أعيد حساباتي وحساباتي دوما خاطئة وأقرر أن أكتب لكم مشيدًا بجهدكم، وبعملكم الخلاق.
أليس من حقكم على من أضاع حياته، وبدد (رواتبه) في اقتناء الكتب والمجلات وكتابة القصص والمقالات.. حتى بات (أضحوكة) لأولاده.. والذين طالما عيروه بأن زملاءه الأقل منه قدرة وكفاءة ومحبة لهذا الوطن البهي.. باتوا من أصحاب المناصب والملايين.. بينما بقيتُ كما أنا (مجرد مواطن ٍغلبان) أقصى أمانيه أن يبتاع كتاباً يرحل به إلى مدن الحلم والدهشة والتجلي!!
أمس (الإثنين) أنهيتُ تصفح (المجلة الثقافية)، شعرت وأنا أنهي قراءتها بتلك اللحظات الحزينة التي تجتاح العشاق عند الفراق وانتهاء اللقاء.
أسألك هل بقي لدينا عشاق؟!:
(إن يوم الفراق أصعب يوم
ليتني متّ قبل يوم الفراق)!
هل أقول لك يا صديقي إن (الثقافية) كانت فعلاً وجبة شهية خفيفة خالية من (الكولسترول) التنظيري.. الذي طالما شكونا منه، ومن عدم جدواه. وأعجبني أن (مجلتكم) ظلت ساحة (نقية) خالية من ميلشيا (الشللية) و(بشكات المركاز) و(قبضايات) الإقصاء والتهميش.
أنا أعرف أن هذا العمل المبهج لم يكن ليخرج لولا وعي وقناعة أستاذ كبير يقود مسيرة التحرير في هذه الجريدة (أبو بشار) الذي عرفته مبدعاً عاشقاً للأدب والثقافة.. ولعل الربان الماهر في حاجة إلى (نواخذة) متمرسين يقودون السفينة إلى بر الأمان وهو ما فعله باختياركم وزملائك الكرام.
(المجلة الثقافية) عمل رائع جاء في الوقت الخطأ هكذا أظن على الأقل ولكنه ظل يقاوم ويقاوم.. حتى أقنعنا في النهاية.. أن الأحلام الكبيرة يمكن أن تتحقق حتى في غير زمنها.
أتمنى لكم المزيد من النجاح والتألق، مؤكداً لكم أن هناك من يحبكم ويتابعكم ويقرؤكم.. ويقول لكم:
استمروا.. فنحن بدونكم كالأيتام، ويكفي اليتيم قطعة من رغيف أسمر، ورشفة من حساء ساخن.. وهاأنتم تقدمونها لنا.. رعاكم الله.

+++

تركي العسيري
alassery@hotmail.com
بيشة ص.ب (34) ـ فاكس: 076221413

+++
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
كتب
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved