وزارة الثقافة في انتظار القادم ابراهيم الناصر الحميدان
|
في تقديري انه لا يخرج عمل ناضج مالم تسبقه رؤية محددة.. وفي مرحلتنا الراهنة ونحن نتشاور او نطرح تصوراتنا لما سوف يتحقق على ضوء توجه القيادة الى تفعيل الشأن الثقافي في بلادنا، فإن المؤمل أن تنهض الرؤية المستقبلية لتكون في مقدمة التصورات وليس التطلع الى الخلف، فقانون الحياة هو الذي يبحث عن بوصلة الفكر التي تنظر الى الامام، اما اذا انعكس الامر الى الانكفاء، فخير للامة في هذه الحالة ان تسلم قيادها الى العميان مع اطفاء اية شعلة تتقد لتوضح المعالم. التاريخ لا يعود الى الخلف، ولا اي زمن يكتسب مشروعية من مداعبة الاطلال التي ناخت مع تقادم الاحداث ونحمد الله ان في امتنا العقول الراجحة الحصيفة التي في مقدروها ان تتجاوز اية عقبات تبتدئ في طريقها، ولا يعنينا هنا ما يحاول البعض الترويج له من ان التجديد يفرض علينا من الخارج.. ولهذا علينا ان نرفضه لان فيه مساسا لبعض ثوابتنا، كلا فهذا التقول انما هو مجرد تبرير لبعض التيارات العقيمة التي مازالت تخشى من رياح التغيير وتجديد الهواء في محيطنا، فالبقاء في الصفوف الخلفية حتى يدفعنا التيار عنوة يخيفنا اكثر مما نحدده بأنفسنا اليوم دون ارغام لاننا نؤمن بالتطوير.
نعم مناهجنا الدراسة تحتاج الى تجديد وانظمتنا القديمة من المعالجة اعادة النظر في اكسابها طابع العصر. والشباب ينيف ان يتقدم الصفوف في هذه المسيرة الحضارية متسلحاً بالعلم الحديث وليس بالتكرار الذي لا ينسجم مع العصر ولا يتقبل الحوار اذ لاشيء ثابتا الى الابد لأن الحياة تطور هذا ديدنها. وكم أشعر بالفخر والارتياح حين نجد بعض الكتاب المتنورين يطرحون في صحافتنا امثلة حية بأن الكثير من الاحاديث وفي العهود السالفة جرى عليها التحوير والتجديد لأنها لا تنسجم مع العصر الذي جرى التداول حولها، ما يعني بأن التأويل والتفسير ليس من مهامز العبودية واشكالياتها.. لان الاصل هو الحرية التي هي القاسم المشترك بين كافة البشر.. والثقافة التي تجمع هؤلاء هي المتدثرة بالوعي والانفتاح على كافة التيارات الفكرية التي تقدر الحوار وتتوخى الطرحة، وهذا ما ننتظره من الجهاز الثقافي الذي في سبيله الى التشكيل في وزارة الاعلام جهاز يرفض الرقابة التي اصبحت حائلاً دون تبادل الرأي في عصر الانفتاح الذي جعل اجهزة الانترنت تقوم بتوصيل اية معلومة دون اي عائق في فائدة الرقابة او جدواها اذن.. السنا نضحك على انفسنا بمثل هذا الاختباء التعيس هذه واحدة من آمال كثيرة ننتظر من الجهاز الثقافي القادم ان يحققها في مستقبل الايام ان شاء الله.
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|