الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 12th May,2003 العدد : 11

الأثنين 11 ,ربيع الاول 1424

المعوقات تتراوح بين المادية والرقابية والفنية
حمد بن احمد العسوس

يتطلع المثقف السعودي من خلال إنشاء وزارة للثقافة والإعلام الى ما يلي:
تحريك الساحة الثقافية الراكدة، من خلال تفعيل دور المؤسسات الثقافية والاندية الادبية وايجاد جو تنافسي فيما بينها شبيه بالجو التنافسي الموجود بين الاندية الرياضية.
معظم الموجودين في رئاسة الاندية الادبية من نمط واحد واصحاب توجه ادبي واحد، ويمثلون شريحة ادبية واحدة.. الامر الذي جعل منهم اصدقاء خاملين، يفتقدون الحماس والاثارة والمبادرة والجرأة والتنافس الشريف.
والمطلوب إحالة هؤلاء على التقاعد، وتعيين رؤساء شباب للاندية الادبية، ليسوا من شريحة واحدة وتوجه واحد.. وانما من كل الشرائح والتوجهات.. فالتنويع كفيل ببعث روح النشاط والحماس والمنافسة بين الاندية الادبية.
الشعر الشعبي ادب.. شئنا أم أبينا، وتيار الشعر الشعبي في الوقت الحاضر اقوى من تيار الشعر الفصيح، وشعراؤه اكثر، وجماهيره اكبر، ونصوصه اجمل.
ولو فتحنا ابواب الاندية الادبية لهذا التيار الجارف ولرياحه العاصفة، فسوف تحرك الركود الذي يخيم على تلك الاندية.
وعندما جرب نادي الرياض الادبي دعوة الشاعر الامير/خالد الفيصل قبل عدة سنوات ، غصت قاعة النادي بالحضور والتهبت القاعة بالتصفيق وتفاعل الجميع مع القصائد الشعبية التي كان يلقيها سموه، ومع القصائد الفصيحة التي كان يلقيها الى جانبه الشاعر الكبير الدكتور/ عبدالرحمن العشماوي.
لقد كانت تلك التجربة ناجحة بكل المقاييس ولكنها لم تتكرر؟! خوفاًً على القصيدة الفصيحة من القصيدة الشعبية، وخوفاً على الفصحى من العامية..؟! فنحن قوم لم يذبحنا، ولم يهزمنا سوى الخوف.. الخوف من كل شيء.. حتى من انفسنا على انفسنا..!!
التأكيد على الاندية الادبية بضرورة البحث عن الادباء والشعراء والمثقفين، والاتصال بهم والتواصل معهم ودعوتهم للحضور والمشاركة في جميع مناسبات النادي وفعالياته، ومنحهم بطاقة العضوية حتى لو لم يطلبوها.
فالاندية الادبية بلا ادباء وبلا شعراء خواء في خواء.. في خواء.
وزارة الإعلام قبل ان تصبح وزارة للثقافة والإعلام كانت اكرم من الاندية الادبية بمراحل، عن طريق شرائها للإصدارات الادبية وتوزيعها.
والمطلوب من الوزارة الآن، وقد اصبحت مسؤولة عن الثقافة، ان تتبنى طباعة تلك الاصدارات وشراء الكميات المناسبة منها.. لكي تجمع بين الحسنيين.
وزارة الإعلام قبل ان تتحول الى وزارة للثقافة والإعلام، كانت عبر وسائلها الإعلامية المتعددة، تفتح كل ساحاتها ومنابرها الإعلامية لمشاركات اصحاب الكلمة والرأي.
والمطلوب الآن من الوزارة دعوة جميع القادرين للإسهام في اعداد البرامج وتقديمها، بصفة رسمية، لان المثقفين اصبحوا تحت رعايتها واشرافها ومسؤليتها المباشرة.
مشاورة اصحاب الصالونات الادبية حول نقل نشاطها الى مقرات الاندية الادبية ومحاولة اقناعهم بهذه الفكرة.
لان مقرات الاندية واضحة ومعروفة للجميع، ومهيأة اكثر لاستيعاب الحضور، ولاقامة الامسيات الشعرية والمحاضرات والندوات الادبية.
وتستمر الصالونات الادبية تحمل اسماء اصحابها مثل: احدية راشد المبارك، اثنينية عثمان الصالح، ثلوثية ابو عبدالرحمن بن عقيل.. وهكذا، ويستمر اشراف هؤلاء او من ينيبونه على صوالينهم، ويستمر الصالون في حمل اسم صاحبه حتى بعد وفاته.
المعوقات التي تحد من مستوى اداء المؤسسات المعنية بالشأن الثقافي، تتراوح بين معوقات مادية.. وإدارية ورقابية.. وفنية.. وخلافية..
والحلول لهذه المعوقات تتلخص في:
المزيد من الدعم المادي ورفع الميزانيات والمعونات المخصصة لتلك المؤسسات.
إعادة الهيكلة الإدارية لتلك المؤسسات وتطعيمها بدماء شابة قادرة على الحركة والعطاء المتواصل مع جميع الشرائح والفئات.
تخفيف حدة الجهاز الرقابي لدى الوزارة وتغيير الاستراتيجية الرقابية، في ظل عولمة المعلومات والاصدارات عبر شبكة الانترنت، ومن منطلق الايمان بأن كل ممنوع متبوع.
الفن، بفروعه الثلاثة الغنائي والتمثيلي والتشكيلي، في امس الحاجة الى مسارح خاصة تقام وتفتح لمريدي هذه الفنون وعشاقها.
الخلاف على شرعية قصيدة النثر.. او على جواز او عدم جواز الموسيقى.. الخ يجب الا يكون سبباً في تعطيل بعض الفنون وحجبها من قبل المشرفين على المؤسسات الثقافية.
اننا نتطلع الى ذلك.. لان وزارة الإعلام احدى الجهات المسؤولة عن الشأن الثقافي.. فالإعلام احد وجوه العملة الثقافية.
اما وقد اسند الاشراف على المشهد الثقافي في البلاد الى هذه الوزارة.. فان آمالنا في التغيير.. وفي التطوير وفي التنوير.. اصبحت معلقة بهذه الوزارة بشكل اكبر من ذي قبل.
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
حوار
تشكيل
المنتدى
كتب
مسرح
وراقيات
ذاكرة
مداخلات
المحررون
الملف

ارشيف الاعداد


موافق

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved