عبدالله شعر: خالد الأنشاصي
|
عبدالله
ابنُ الأيامِ المخبوءةِ في
عُمْرِ الوردِ
ولا أدري من كَمْ
رَسَمَتْ أوتارُ الفِضَّةِ
بَسْمَتَهُ
لا أعرفُ منذُ متى
هَدْهَدَهُ الوقتُ وربَّى
خُطْوَتَهُ
التحفَ الدفءَ الغائرَ
في بدني
أفترشَ القلبَ ونامَ
كَمَنْ
قَشَّرَ أهدابَ الفلِّ
على زمني
لو يغضبُ
حين أُفَتِّحُ جفنيهِ
وأشربُ كلَّ حليبِ الحلمِ
يَعَضُّ أناملَ سَكْرَتِهِ
يتثاءبُ
حتى تبدو رئتاهُ
ويضربُ
يا الله!
إذا ضربَ الورد
شذاهُ
فَأشْعَلَ في الرُّوحِ صباهُ
وعبدُ اللهِ
اخترتُ لهُ بيتاً
لا يَعرفُ صوتَ العَجَلاتِ
بعيداً
كشجيراتِ الصَّبَّارِ
قريباً من وطنِ
الغُيَّابِ
وفي ساحتهِ
ترقدُ أقمارُ الليلِ
وشمسةُ آذارَ
وعبدُ اللهِ
لهُ أنفٌ لا يعشقُ إلاّ
رائحتي
يتأرجحُ في ذيلِ ثيابي
لا يهدأُ حتى أحملَهُ
ويداعبَ لحيتي السمراءَ
ويشربَ بعضاً
من نبضي
يَتَكَوَّرُ في عينيَّ عتاباً
وكلاماً
أثقلَ من فهمي
يا عبدَ الله
يا ولدي
كيف قفزتَ
صعدتَّ
تسلَّقتَ
وسورُ الموتى
لا يحمي الأرواحَ التائهةَ؟
رويدكَ
يا ولدَ الأيامِ الحلوةِ
هل طالَ غيابي
حين جلستَ على قارعةِ الموتِ
تراقبني؟!
ونسيتَ حليبَكَ
ألعابَكَ
جلبابي المشغولَ بشَعرِكَ
بيتَكَ
أمَّكَ نجوى
حين تُقَشِّرُ بيضَ سعادتها
وتُمَشِّطُ شَعْرَ
حكايتِها
أنتَ حكايتُها
والحلمُ النَّابتُ من زمنٍ
في روضتها
كيف قطفتَ الوردةَ
وحدكَ يا عبدَ اللهِ
زَرَعْتَ دماكَ على
الأسفلتِ
سَقَيْتَ الروحَ
مرارتَها
يا وجعاً يأكلُ عافيتي
حين أُسبِّلُ عينيكَ
وأغسِلُ بالدمعِ يديكَ
وأحفرُ مَرْقَدَكَ الآخرَ
كلُّ صباحٍ
سوفَ أموءُ أنا
وتصيرُ حليباً
يا عبد الله!
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|