الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 12th June,2006 العدد : 157

الأثنين 16 ,جمادى الاولى 1427

طنجة
شعر: حمد العسعوس

- سوف تأتي القصيدة..
لهذا المكان الذي أنتَ فيه
ستأتي القصيدة.
- ستأتي على موجة من وعود،
ستأتي على غيمة مزقتها الرعود،
ستخرج مثل العروس
بقبعة طرزتها الورود،
وسوف تخاصرني،
وتسافر بي نحو آفاقها..
- سيكتبها البحر موجاً،
ويكتبها الغيم ديما،
ويكتبها الوردُ عطراً..!
وتلك النوارس.. سوف تغني مقاطعها،
وترقصُ - لي - في الليالي السعيدة.
- هذه (طنجة) تتزين لي،
وتلبس هذا المشجر لي..؟!
هي - الآن - قيثارة من بخور
سترتل أغنية لعيونِ الحضور،
وترقص رقصة عشق لشاعرها..،
وتقبل جيده.
- (طنجة) خلقت من ضباب الزمان..
وأنا قادم من غُبار المكانْ..!
سأنفض بعضَ الغبار عليها،
وتنفض بعض الضباب علي..،
ونسمو - معاً - كالغيوم البعيدة.
- (طنجة) غابة من الشعر والأغنيات..
كتبتها الطبيعة، فانبثقت - كالنبات،
لأناملها تستجيب
القوافي الجديدة.
- إنها من بناتِ القصيد الفريد،
وأنا شاعر جئت أسهم في رسم أبياتها..
ولكنها كتبتني..؟!
حوَّلتني من البر للبحر،
من البحر للغيم،
من الغيم للماء،
من الماء للعشب،
للموج.. للورد.. للطير.. للشجر المستدير..
وصرت القصيدة..،
صرت القصيدة..!!
- أخذتني المدينة بين يديها،
احتفت بي،
قرأتني لغاباتها..،
وشواطئها..،
لأشجارها.. ولأحجارها..،
لأنهارها.. ولأزهارها..،
والجبال العنيدة..!
- لدى الأغنياء تحولْتُ:
مطرقة من حديد..!
لدى البسطاء تحولتُ: ثوبا جديدا لحلم جديد..
لدى الشعراء تحولت:
طيفا يلوح أن هنالك خلف المدى
موانئ حب وعيشٍ رغيدة.
- (طنجة) والليالي الملاحْ..
هي عاصمةُ العطر والانفتاح..
هي بوابة للعبور..
حين تستقبل السائحين
تميس بألوانها،
وتغطس في كل أنهارها،
وتأخذ كامل زينتها،
وتلقي التحية للقادمين..!
تساوت على أرضها الكائنات..،
وصارت موحدة - كاتحاد العقيدة..!
- أرأيتم غماما يقبل أرضا يباباً..
فتبرض
تورقُ
تزهرُ
تثمرُ..؟!
تكتبُ شعراً على الرمل يقرؤه السائحون..؟!
أنا الأرضُ، وهي الغمامة
تمشي - وليدة..!
- هذه (طنجة) تتزين لي،
وتلبس هذا المشجر لي،
وتعجن لي:
خلطة من رحيق الورود
وتشعل لي:
شمعة من حريق الوعود
وتصنع - لي:-
- من ثراها الغني بهذا التنوع -
سلوى أكيدة.
- (طنجة) باقةٌ من جميع الزهور..؟!
رأيتُ مزيجاً عجيباً لكل الملامح
في وجهها..؟!
رأيت ملامحَ من وجه أمي،
ووجه أبي،
ووجه (هِرَقل)..!!
.. وابن زيدون لوحَ - لي -
من بعيد.. بوجه عشيقته..!!
سمعت صهيلا لخيل تردد عند المضيق..؟
.. روت - لي - المدينة
قصة مجد نما، واختفى خلف هذا المحيط لأهلي..؟!
ففاضت دموع حروفي دما،
سرتْ في عروق القصيدة نار مؤججة،
واستجابت لحمى شديدة..!!
المغرب مدينة طنجة
الصفحة الرئيسة
فضاءات
تشكيل
الملف
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved