إنِّي افتتحْتُ هُموميَ المُتناثِرَةْ |
فوصلْتُ ما بينَ الدُّنا والآخِرَةْ |
فصَرخْتُ في وجْهِ العواصف ِ كلِّها |
ومعي الجراحُ قبائِلٌ مُتناحِرَةْ |
أهتكْتِ حدَّ سعادتي وسرقتِني |
وعَجنْتِ جُرحي بالليالي الجائِرَةْ؟ |
أأخذتِ جوهرتي وسِرتِ إلى دمي |
ودمي الهمومُ خناجرٌ مُتشاجِرَةْ؟ |
أأخذتِ مِنْ روحي أبي؟ مَن ذا الذي |
سيردُّ لي تلكَ المعاني الباهِرَةْ؟ |
أبتاهُ خذني نحوَ قبرِكَ رحلة ً |
في البسملاتِ المُورقاتِ العاطِرَةْ |
سأظلُّ أظهرُ فوقَ قبركَ وردةً |
وقصيدة ً بهواكَ دوماً ماطِرَةْ |
هذا ترابُكَ يا أبي مُتأجِّجٌ |
بالذكرياتِ وبالعيون ِ الساهِرَةْ |
قد جاورتني المُذهلاتُ زوابعاً |
فصحا فضائي بالمراثي الهادِرَةْ |
تصحو على ألم ِ الفراق ِ خواطري |
جَرحَى بمبضع ِ نارِ تلكَ الخاطِرَةْ |
في كلِّ حرفٍ مِنْ حروفِكَ صرخة ٌ |
و مآتمٌ وجنائزٌ مُتواتِرَةْ |
قد عشْتُ فيكَ طفولتي ورجولتي |
والأبجديَّة َ وابتداءَ الآخِرَةْ |
كم ذا حضنتُكَ يا أبي فلثمْتني |
لثمَ المُحيطِ بثغرِ أجمل دائِرَةْ |
وغدوتَ لي أرجوحة ً أبعادُها |
بالحبِّ والأحضان ِ دوماً عامِرَةْ |
ربَّيتني بالحبِّ حبَّاً خارقاً |
فمضيْتُ أسرعَ مِنْ صحون ٍ طائِرَةْ |
أبتاهُ إنَّ حَنانَ فعلِكَ في دمي |
بابٌ إلى غُرَف ِ الغرام ِ الفاخِرَةْ |
بيني وبينكَ يا أبي عاشَ الهدى |
كالبُوصلاتِ إلى القلوبِ الطاهِرَةْ |
أبتاهُ عشْتَ معَ العذاب ِ كتوأم ٍ |
وعليكَ أمراضُ السِّنيْنَ الثائِرَةْ |
هذي هيَ الأمراضُ حين تتابعتْ |
نثرتْكَ بينَ عواصفٍ متآمِرَةْ |
في ذبح ِ قلبكَ لم تكِلْ أبداً وفي |
قاعاتِ رأسِكَ بالمنيَّةِ حاضِرَةْ |
كتبتْكَ أسئلة ُ التأوِّهِ كلُّها |
ولديكَ عاصفة ُ الإجابةِ حاسِرَةْ |
جاءتْكَ كلُّ بليَّةٍ مجنونةٍ |
سكنتْكَ ألفَ عمارةٍ مُتجاوِرَةْ |
أبناؤكَ المتناثرون تألُّماً |
فرشوكَ أزهاراً بأجمل ِ خاطِرَةْ |
حَمَلُوكَ كلَّ أبٍ تجلَّى عشقُهُ |
فيهمْ فأحيا بالجمال ِ مناظِرَهْ |
هذا ارتفاعُكَ خيمة ٌ أبديَّة ٌ |
أوتادُها مِنْ نورِ حبِّكَ زاهِرَةْ |
أبتاهُ خذني كي تعيشَ مناظري |
ما بينَ أصداء ِ الهوى المُتضافِرَةْ |
ما هذهِ الدنيا بدونِكَ يا أبي |
إلا انكسارٌ في حروفي الحائِرَةْ |
ما بين كلِّ تناثرٍ و توجُّع ٍ |
سيسيرُ دربُكَ في دمائي الهادِرَةْ |