أطلّي فليس العيب أن تتبرّجي |
وسيري أمامي وارقصي وتغنّجي |
ومدِّي بآمالٍ أنامل غضّة |
لقلبٍ كئيبٍ بائسٍ يائسٍ شج |
تسيرين في دلّ العذارى.. ولم يزل |
يناغيك طرفي في ذهابك والمجي |
يناغيك طرفي أنتِ يا من تزينت |
بتبرٍ مشعٍّ لامعٍ متموّج |
يناغيك والآمال حولي حنادسٌ |
فإن تتركيني في الحنادس أسرج |
أناغيك بالأشعار يرجعها الصدى |
بصوتٍ خفوتٍ هامسٍ متهدّج |
تعالي اسكني قلبي فإن أظلم الجوى |
اضيئي به أنساً ولا تتوهجي |
ألا قبِّلي خدّي لتمحين قُبلة |
من الليل ليل بالعذاب مُضرّج |
حياتي - وإن كابرتُ - ليلٌ مماطلٌ |
أنادي به فجري فلم يتبلّج |
أرى مسرح الأفراح مثّله الورى |
سواي فإني فيه كالمتفرّج |
فلا تعجبي مني إذا عشت باكياً |
فقد غاب عن عينيّ ما كنت أرتجي |
وإن تسأليني: ممَ هذا الأسى؟ أُجب |
كذا حال من لم يلتفت لمبهرج |
أنا منهجي حزن ويأس.. وإنني |
عجزتُ بعمري أن أغيّر منهجي |
ففُكي نسيجاً أحكمته تعاستي |
وجيئي بإشعاع السعادة وانسجي |
وقولي لطير الأنس: كفَّ.. إلى متى |
تغنّي بصوتٍ محزن اللحن مُزعج؟ |
وبين التأسِّي والمآسي مصاعب |
وأيسر ما قاسيته عين أدعج |
فإن كنتِ ذا علم دقيق عن الهوى |
فلا تحرميني.. فاصنعيه وأنتجي |
إذا ما رنا طرفي إليك توهّجت |
أمانيّه واختال بي كلُّ مُبهج |
وأبصر قدّامي المنى فتهزني |
ولي نحو ما أصبو له ألف مخرج |
فأمشي إلى يأسي بقلبٍ مؤمّلٍ |
بكل سلاح للرجاء مُدجّج |
ولكن إذا ما جئتُ أدخل للمنى |
أرى باب ما أسمو له باب مخرج |
فإن تصحبيني العمر في رحلة الأسى |
يكن لك صدري ما حييت كهودج |
أميطي لثام الليل عنكِ.. إلى متى |
ونار شبابي بعدُ لم تتأجّج؟ |
عليّ أطلي يا ذُكاء فلم أزل |
أسير برغم النور سيرة مُدلج |
فيا شمس خطّي أسطر العمر أحرفاً |
بإشعاعك التبريِّ والمتموّج |
وإن بليت نفسي وهمّ بها الردى |
فلا تفتديها بل من الهودج اخرجي |