الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 12th June,2006 العدد : 157

الأثنين 16 ,جمادى الاولى 1427

في استطلاع تشكيلي
الصبان والشيخ في المقدمة..يليهم.. الرزيزاء واليحيى والعبيد
إعداد: محمد المنيف
طالعتنا صحيفة المدينة قبل أيام بطرح لم تتحدد هويته بين استبيان أو استطلاع أو تحقيق، حيث سعى الزميل خير الله زربان المحرر التشكيلي بالصحيفة لجمع عدد لا بأس به من الأصوات حول من يستحق ريادة الفن التشكيلي السعودي لتكريمه في مشروع ثقافي تقوم عليه (المدينة ) لكل المبدعين على اختلاف أنشطتهم الفنية والأدبية والإعلامية إلى آخر المنظومة مع أن المشروع يحمل عنوان (تكريم المبدعين) وليس الرواد، وكان للفن التشكيلي نصيب منها اعد له زميلنا زربان جولة على نماذج مختارة من التشكيليين كشفت للساحة ما تعيشه من تراجع في مستوى الثقافة والوعي بالتصويت أو الأصوات او مفهوم الريادة إلا من بعض الأسماء الكبيرة الواعية بحقيقة هذا الفن.
جهل بالريادة
وتصويت للأصدقاء
خلال قراءتي للحلقات التي استعرض فيها إجابات السؤال أو الهدف الذي يبحث عنه المحرر او الصحيفة شعرت بان هناك اختلاف كبير بين إجابة وأخرى مما يعني ان هناك لبس في فهم السؤال فالبعض حدد الأسماء التي تستحق التكريم او الريادة حسب تصورهم والبعض تحدث عن الريادة وشروطها، وبين هذا وذاك يتضح ان ما جاء من ردود فعل يمكن تقسيمها الى فئتين. الفئة الأولى كان الفنانين فيها حريصين وحذرين من الوقوع في الحرج او ان تلك الأسماء التي طلب منها التصويت مستحقة للتكريم ولم تتاح لها الفرصة لتسمع الرأي الأخر فيها. أما الفئة الثانية - فوجدت أنها أمام موقف أكثر حرج بين جهلها لواقع الساحة ومعنى الريادة ومعايير الحكم فيها وبين العاطفة التي دفعتها لطرح أسماء الأصدقاء والمعارف من الفنانين حيث ذكرت أسماء ليس لها في الساحة ما للأسماء المستحقة من تواجد بارز زمنا وتأثيرا وأهمية).
آراء تؤكد رقي الوعي
من الآراء التي يجب العودة إليها ما جاء على لسان الفنان الكبير ضياء عزيز حيث تحدث قائلا: اختيار فنان معين لان يكون مميزا أو رائدا فيه إجحاف كبير بالبقية فالفنان يجب أن يرسم ويبعد نفسه عن الترشيحات فالحكم هنا يعود للجمهور والمتلقى وليس للفنان.
مضيفا انه لابد من وجود دراسات من خلال المبيعات الخاصة بالفنانين والإقبال على أعمالهم و إلا لن يبقى اختيار الفنان فيه قيمة بالنسبة له.
فهناك فنانون صغار وجدوا في الساحة قد تكون أعمالهم افضل من بعض أعمال كبار الفنانين.
وجاء أيضا رأي الفنان بكر شيخون وهو أيضا من الأسماء الكبيرة في الساحة أن الحكم على الأبرز أو الرائد حاليا غير وارد لأنه لا يؤخذ الآني فالحكم المؤجل الذي يأتي مستقبلا هو الأفضل واعتقد أن التاريخ كفيل بإبراز الأسماء البارزة وإبقائها على صفحات التاريخ إضافة إلى ما جاء في حديث الفنان احمد منشي من إشارات وتلميح أن واقعنا اليوم يشكل هرما مقلوبا ضاع فيه الكثير من الحقوق مسيرا الى أهمية تكريم الفنانات جاعلا من الفنانة صفيه بن زقر أحد الأمثلة البارزة في هذا المضمار. تلك الآراء التي نرى أنها تمثل شريحة كبيرة من الفنانين العارفين بمعنى الريادة ومعاييرها وصفات من يمكن أن يصل إليها وقد جاءت من أسماء تستحق أن توضع في قائمة المرشحين في حال مصداقية وفهم الهدف لكن الأمر تحول إلى ساحة من المجاملات بين الأحبة والأصدقاء دفعت ببعض من رشحوا للتهكم لمعرفتهم بالحقيقة وان ما جاء من ترشيح ليس مبني على دراسة مستفيضة تتكئ على ما يجمع من معلومات.
الاختيار يشمل فناني الوطن
هذه الخطوة لترشيح رائد للفن التشكيلي (مع أن الفكرة تعني تكريم المبدعين وليس الرواد) لم تكن سهلة كشفت ردود فعل سلبية، فاختيار رائد للفن التشكيلي في هذه الفترة غير وارد والحكم بهذا الأسلوب لا يحقق الهدف، بقدر ما دفعنا للتشاؤم في كيفية التعامل مع الخطوة القادمة بعد إعلان جمعية التشكيليين والبدء في ترشيح مجلس إدارتها من قبل الجمعية العمومية التي يشكلها مختلف فناني المملكة تمشيا مع ما تدعو إليه وكالة وزارة الثقافة والإعلام في أهمية تقريب مسافة العلاقات بين التشكيليين وإزالة أي تراجع أو خلافات سابقة خصوصا على مستوى الساحة بشكل عام وهو ما لامسه هذا الاستطلاع، ففي حال تعامل التشكيليين عند اختيار مجلس إدارة جمعيتهم بهذا الأسلوب وهذا التعاطف المبني على علاقات شخصية لن يؤدي الغرض المرجو منه.
كما أن ما ورد من ترتيب للأصوات أو المصوت لهم يطرح التساؤل عن العدد الحقيقي للأصوات مقارنة بعدد التشكيليين على مستوى المملكة والذين يصل عددهم إلى المئات، ولماذا لم تطرح الأسماء التي تشكل العدد الإجمالي لتلك الأصوات كما جاء في خبر تحقيق الزميل الفنان طه صبان للأكثرية بحصوله على سبعة أصوات مقابل ستة أصوات للفنان عبد الله الشيخ، وحصول الفنان الرزيزاء على خمسة أصوات، وبقاء الفنان عبد الجبار اليحا والفنان سعد العبيد في آخر القائمة بأربعة أصوات مع ان الأخيرين قد بلغا من السن وأسبقية التواجد و المساهمة ما يحقق لهم مكانة على الساحة، فالفنان اليحيا من أوائل من كتب وحرر الصفحات التشكيلية وأقام المعارض وشارك بأعماله في اغلب المشاركات الخارجية منذ انطلاقة المسيرة التشكيلية ولديه من المعارض الشخصية رصيد كبير أما الفنان العبيد فله أيضا موقعه في بدايات تأسيس الحركة التشكيلية قبل أن تصبح نشاطا رسميا مع ما يقدمه من مساهمات وحضور ودعم للساحة،كما ان هناك أسماء أخرى إذا كان الأمر متعلقا بالتميز والتواجد والحضور العالمي اوخدمة الفن التشكيلي منهم على سبيل المثال عبد الله نواوي وعبد الله حماس واحمد فلمبان وعبد الله شاهر وعبد الحمن السليمان وبذلك يتضح أن هناك محدودية في الاختيار الأصوات إذا اعتبرنا أن من استكتبوا في الاستطلاع هم المصوتون مما يعني الإجحاف في حق سماع رأي بقية الفنانين كما قال الفنان ضياء، وأن الأمر لم يشمل كافة التشكيليين على مستوى الوطن ولهذا على القائمين على مثل هذا الاختيار أن يضعوا آلية شاملة وصحيحة لهذا الجانب.
التميز والتواجد والريادة
هناك فرق كبير بين الريادة بكل عناصرها ومعاييرها ومقاييسها العالمية وبين التميز والتواجد، لهذا كان المفترض أن يطرح الاستطلاع بعنوان الفنانين الأكثر تميزا أو تواجدا بعيد عن صفة الريادة والدخول في معمعة لا زال غالبية من في الساحة يجهلون معناها أو من المستحق لها ولعدم اكتمال مقوماتها عند الكثير من منسوبي الفن التشكيلي وقربها من أسماء قليلة قد لا تتعدى أصابع اليد الواحدة، مع احتفاظنا للزميل الفنان طه صبان بالتهنئة بهذا التكريم الذي يستحقه مقارنة بما قدمه للفن من خدمة عبر (الاتيليه) أو حصوله على العديد من الجوائز، ففي اقتصار الترشيح على لمتميزين أو المتواجدين سيكون أخف وطأة إضافة إلى أن هاتين الصفتين تسبقان الريادة وتشكلان جزء منها إضافة إلى أنهما دافع ومحرك للفنانين للعطاء والتواجد ما يسمح لاختيار من يستحق التكريم.
رواد مع وقف التنفيذ
نشير إلى صفة الريادة في ما يطرح من مقالات او تحقيقات أو لقاءات لنضعها في ما يختص بها كريادة البدايات التي يمثلها الفنانين الأوائل دون أن نتجاوز حقيقة هذه الصفة ابتداء من أهمية الفترة الزمنية لتواجد الفنان على الساحة وحجم ما يقدمه من أعمال من خلال جمع كل ما يتعلق بتاريخه وقراءة أرشيفه الخاص الذي يتضمن أعماله ونشاطه ومساهماته وعن تجربته وهل حقق من خلالها أسلوب يتميز به وأصبح له تابعين، مع ما يضيفه من حضور دائم في المعارض الفردية والمشاركات الجماعية.
ومن هنا يمكن أن نتلمس بعض الملامح ممن سبق أن وصفوا بالريادة حفظا لحقوقهم ولمكانتهم ومنهم كما اشرنا سلفا الفنانين الراحلين السليم والرضوي أو المعاصرين من الفنانات صفية بن زقر ومنيره الموصلي الذين ابقيا للساحة إرثا يتمثل في أساليب خاصة لا يمكن تجاهلها،اجزم انه سيكون لها تابعين ومستلهمين ومتأثرين لو كان لها معرضا يتيح الفرصة للأجيال للإطلاع عليها.
كما أن في ساحتنا التشكيلية أسماء ورموز قد لا تكون معروفة عند من لا تتعدى نظرته للساحة ابعد من راس انفه مرشحا أسماء لا زالت في الف باء المراحل التي قطعها كثير ممن سبقوهم، ولنا ان نذكر بعض من تلك الرموز التي ساهمت على أعلى مستوى من الثقافة والوعي بمفهوم الفن منهم على سبيل المثال الفنانين فيصل السمرة وكمال المعلم وعبد الحميد البقشي إلى آخر المنظومة.
دور جمعية التشكيلية
المساهمات التي تقوم بها بعض الجهات الرسمية أو الخاصة في مجال تكريم التشكيليين تقديرا للجهود التي يبذلها الفنانين مع هذه الجهات أو تلك، هي أمور محببة ومحمود ة لكن حينما يتعلق التكريم أو الترشيح بجانب اختيار الأبرز أو الأفضل أو من يستحق الريادة في المجال التشكيلي وخلافها يجب أن يوضع له من قبل الجهات المعنية حدودا وشروط تحكمه و تحكم من يتعامل به واعتقد أن هذا الأمر سيكون ضمن مهام جمعية التشكيليين فهي الجهة المخولة لتحديد الأسماء بناء على ما يتم من رصد وتوثيق لمسيرتهم في إطار اهتمامات الجمعية بالأرشيف التشكيلي باعتباره المرجع الحقيقي لمسيرة الفنانين والفن عامة.


monif@hotmail.com

الصفحة الرئيسة
فضاءات
تشكيل
الملف
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved