الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 12th June,2006 العدد : 157

الأثنين 16 ,جمادى الاولى 1427

وميض
المشاهير والتكريم والعُمد
عبد الرحمن السليمان
من يكرّم ومن هو الأشهر ومن هو الفنان الكبير ومن هو زعيم التشكيليين ومن هو عميدهم..؟ وأشياء كثيرة لا أعرف ما الذي يدعو لها أو يبررها؟ هل لخلق مزيد من الحساسية والفوضى؟ الساحة التشكيلية المحلية ليست (ناقصة) مثل هذه الافتعالات حسنة النية وليست بحاجة إلى تلميع هذا أو إشهار ذاك، كما أنها ليست بحاجة أن تعرف بالفنانين المعروفين أصلاً، فلكل مقامه ومكانته سواء على مستوى مدينته أو منطقته أو البلاد عموماً.
ونحن عندما نحاول تقييم زملائنا فإنه ربما حساسية ما قد تخلقها اجتهاداتنا العفوية وحماسنا الصحفي الإعلامي الذي نعتقد به أننا حققنا سبقاً صحفياً نضع فيه الفنانين في خانات. هل وُضع كل في مكانه؟ أو أننا سنمنحه قيمة ما؟ ثم ما هي مقاييس ذلك ومن يقيم وفي أي مكان وما علاقته أو مقدار معرفته بمن يقيم ومعرفته أيضاً بما قدم؟
ودواعي الأسئلة الكثيرة التي يمكن أن تتبناها الصحافة المحلية لا تعبر في الواقع إلا عن إثارة غير محببة، فالرواد على سبيل المثال يحتاجون إلى تعريف. لا بد بالتالي من الاتفاق على المفهوم نفسه ثم على أسمائهم من خلال الدور الذي اضطلعوا به في الساحة المحلية ومقدار تأثيرهم على فنانيها وعلى الأنشطة عموماً كما والقيمة لما قدموه من إسهامات فنية ونظرية.
ونحن - غالباً - نخلط بين الرائد وبين صاحب الأسبقية، وقد نقدر أو نقيم الفنانين بأعمارهم فقط وأرى أن هذا الموروث في نفسية الكثير منا هو جانب ليس بالبساطة التخلص منه، وبالتالي فتقيمنا يقوم على أو من خلال العاطفة الشخصية، ونحن عندما نريد أن نلقب أو نمنح لقب العميد أو عميد الفنانين التشكيليين السعوديين، هل هذه التسمية بداية مقبولة وصحيحة في مثل بلادنا المترامية الأطراف؟ هل نحتاج مع ذلك إلى أسماء عُمد (جمع عميد) للفن التشكيلي؟ هل سنضع في كل مركز أو مدينة أو حتى قرية عمدة؟ ثم ما هو الدور الذي سيضطلعون به غير أنهم سيعرفون ويعرّفون بالفنانين؟
هذا أيضاً ما نقع فيه عندما نحاول العمل على تقييم الفنانين، الواقع هو تقييم ليس ذي أساس، فالذاكرة والعاطفة وأمور أخرى هي التي تقيم أو نقيّم من خلالها. فنانونا كثر ويتوزعون بين عدد من المناطق والمدن وتختلف أنشطتهم ومستوياتهم وجدياتهم، فمن يلاحق الصحافة والإعلام ومن يلاحق المردود المالي ومن يسعى جاداً أن يمثل بفنه نوعية تسهم في الرقي بالذائقة وبالفن المحلي على مستوى الساحة والمجتمع؟ وهنا فرق، فرق بين نشط بأعمال وعروض رديئة تفسد الذوق وتعلم المتعاملين معه خطأ، وبين نشط يحاول بجدية وإخلاص أن يوجه رسالة سامية بفنه وفن الآخرين إلى المجتمع، أما الشهرة فهي التي يمنحها الإعلام بجوانبه ومستوياته كلها.
من يلاحقون الصحف بأقل القليل وهناك من يهمهم أن تبقى أسماؤهم في ذاكرة الآخرين. أليس هناك من الفنانين الشباب من اختصروا الزمن بأعمالهم وأنشطتهم المتواصلة بعيداً عن الإعلام وأوجه الشهرة؟ عندما نقول من يكرم أو من يستحق التكريم، نسأل من هو الذي سيقوم بالتكريم؟ وما الذي سيقدمه للفنان المكرم؟ وقبل ذلك ما هي الضوابط التي تم من خلالها اختياره.
أحياناً السيرة الفنية للكثيرين تملأ صفحات، ومعظم المحتوى معارض متواضعة ليس لأكثرها قيمة. لنسأل هل تم تكريم اسم مثل عبدالحليم رضوي أو اسم آخر مثل محمد السليم أو مثل صفية بن زقر التكريم اللائق المتناسب مع تاريخهم الفني ومقدار عطائهم وجهدهم في الساحة المحلية، ورضوي والسليم وقد رحلا؟ وبعيداً عن الخوض في مسألة الريادة وبمقدار جهد هذه الأسماء ودورها الفاعل في الساحة المحلية منذ قرابة الأربعة عقود.. أليس هم الأولى بالتقدير والتكريم؟ السؤال: ما الذي قدمته مؤسساتنا الحكومية المعنية بالفن التشكيلي - طيلة سنوات عمرهم - لهم، ثم ما الذي قامت به المؤسسات الأهلية والخاصة التي اتجهت بعيداً أو تركض - أحياناً - للهوامش تجاههم.

solimanart@gmail.com
الصفحة الرئيسة
فضاءات
تشكيل
الملف
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved