الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 12th September,2005 العدد : 122

الأثنين 8 ,شعبان 1426

قصتان قصيرتان
أحمد البشري
(1)
الأبواب على الناصية البعيدة
الأبيض ليس له ملمس، لا يمكن أن يكون هكذا، الباب أعرفه عن طريق يدي، يوجد له مقبض، وعادة ما يكون مذهب أو بحديد مزخرف، حتى الأبواب الداخلية أعرفها من ملمس الخشب، فلا أحد يضع الحديد داخل المنازل، ولا أحد يضع أبواب الخشب في الخارج، لا أعلم لم؟ ولم أسأل قبل الآن!!
الطرق على الأبواب ومعرفة الباب الذي يخصني، من ذاك الذي يخص البيت المجاور أمر سهل، فأنا أعرف أن بابنا أزرق، ولا يجب أن يكون في الحي أكثر من باب بنفس اللون، المشكلة ليست في أهل الحي فهم يعرفونني وسيقودونني إلى الباب دون أن أخبرهم بلونه، تكبر وتتفرع المشكلة في الصيف، حين يأتي أبناء الأعمام إلى أقاربهم، ويأتي أبناء الخال والخالات، ويأتي غرباء بروائح غريبة، حين يتغيب أهل الحي الأصليون، فيجب أن أقول لأحدٍ ما بأن باب المنزل أزرق.
(2)
عُزلة الموتى
شهادتي ذراعي، وذراعي ملتف على عنقي حين أتيت، كنت أحملني عليه، حتى وضعتُني بهدوء على الشرشف الأبيض في الصندوق هناك في الصف الخامس من الجهة الشرقية، توقفت عن التنفس على متن نافذة لعجوز قبيحة، طالما كرهت أن أكون عاديا هكذا، وحين امتهنت السرقة لم أشأ أن أموت على يد عجوز.
لم أكن أعلم بوجود مكان كهذا وإلا لما مشيت ببطء أمام الشمطاء السمينة، ولما ألقيت عليها تحية السارق:
عوّض الله عليك هذا العقد
لا أدري لم كنت تبتسم وهي تقول:
عوّض الله عليك روحك.
ثم ركضت نحوي ودفعتني من النافذة ل أسقط. ما كان سقوطا مجردا، أخذت الصور تتهاوى من رأسي، ورأسي يبقى مكانه ومع ذلك يثقل، والمال يسقط أيضا، وللمرة الأولى، لا أبالي، لم أكن أهتم لعدد الأدوار قبل هذه المرة، ظللت أعد النوافذ التي تمر، والنساء اللائي لا يلمحنني، حتى سقطت على يدي هذه.
عبثي لا ينتهي، نزقي أيضا لا ينتهي، والنهايات عندي دائما متشابهة، دائما خسائر، وخيبات متتالية.
سرقاتي بسيطة.. لكنني أحبها. أطلق عليها ألقاب غزوات، وأرتبها في جداول أعلقها على جدار غرفتي بشكل مبعثر، وأطالعها كل مساء حتى أمتلئ بالفخر، قبل أن أرسم على سبورة كنت قد علقتها مخطط لسطوة الغد.
الصفحة الرئيسة
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved